بقلم/ أبو بكر المحضار...الزبيدي افشل الحوار الجنوبي قبل انطلاقه

الأحد ، ٠٥ مايو ٢٠١٩ الساعة ٠٩:١٨ مساءً

ان تسمع كلمة الدعوة الى حوار بين المكونات الجنوبية من قيادة الانتقالي شيء جميل ومبشر ويبعث بالتفاؤل والامل، ودال على ان عقلية الاقصاء والتهميش وإلغاء الاخر والتفرد ومفهوم انا وانا فقط، بدأت تغيب من المشهد الجنوبي الذي كانت تسيطر عليه هذه الأفكار الى الوقت القريب، وان الجنوب مقبل على مرحلة سياسية فارقة ومهمة.


بصراحة عن نفسي تفاءلت بهذه الدعوة، ولكن لم يطول هذا التفاؤل حتى قام احد الأصدقاء بنشر مقطع فيديو لرئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي على قناة ابوظبي الاماراتية وهو يتهدد ويتوعد بإلغاء أي أحزاب سياسية ذات توجهات دينية وخص بالذكر حزب الإصلاح، دخلت في صراع مع نفسي هل اصدق ما اشاهد ام اصدق نداء الامل والتفاؤل بداخلي.


انصعت الى صوت الامل والتفاؤل الذي شدني ان دعوة الحوار صادقة وان الفيديو المنشور هو فيديو قديم ومجتزأ من مقابلة سابقة، وان من قام بنشره في هذا التوقيت بالتزامن مع الدعوة التي اطلقها الانتقالي لحوار جنوبي جنوبي هو مغرض ويحاول الاصطياد في المياه العكرة ويسعى لتفريق الصف الجنوبي، لكن بعد تأكد وبحث اتضح لي ان اللقاء جديد وقبل يومين.


ايقنت حينها ان عقلية السبعينات والثمانينيات التي حدثني عنها والدي وكانت اسوء العقليات وأكثرها دموية تحاول ان تعود للجنوب بصورة ثورية جديدة وتحت مسميات مختلفة وبراقة وضمن آلة إعلامية ضخمة تروج لها، وان هذه العقليات مازالت مشكلتها الحقيقة هي مع الدين مهما حاولت إخفاء ذلك.


حديث الزبيدي على قناة ابوظبي اظهر ما يجول في خاطره ونسف فكرة الحوار وكشف مدى زيف هذه الدعاية التي لم تكن الا حلقة جديدة ضمن حلقات الضحك على الشارع الجنوبي الذي بدء يفقد ثقته في الانتقالي تدريجيا بسبب الوعود الكاذبة والشطحات الفارغة لقياداته.


وقفت مع نفسي احدثها قد تكون تصريحات الرئيس الزبيدي على قناة أبوظبي، من اجل الاستهلاك الإعلامي وتسجيل موقف لإرضاء احد الأطراف الإقليمية والسعي لكسب اكثر قدر من الدعم من ذلك الطرف، وبعد متابعة الجلسة الافتتاحية ازدادت تلك القناعة ترسخا ان العقلية لم تتغير ولن تتغير، ولابد من قيادة تفهم متطلبات المرحلة وتستوعب اساسيات وابجديات العمل السياسي الذي يمكن من خلاله المناورة والمراوغة لتحقيق الأهداف والوصول الى الغاية.


لوحة الحوار التي اعتلتها صورة الزبيدي وهو يرأس احد المكونات الجنوبي من بين عشرات المكونات الأخرى، كانت أولى علامات فشل الحوار، وكيف ستتقبل المكونات الأخرى الحوار في ظل مخرجات واضحة ومعده مسبقا من خلال هذه اللوحة التي تحدد حقيقة الحوار المزعوم.


ستسمعون خلال الأيام القريبة فشل هذا الحوار وزيادة الانشقاق في صفوف الانتقالي والمكونات الأخرى نتيجة العقلية الاقصائية والتي تسعى لإلغاء كل من يختلف معها.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي