ليس ثمة مقارنة بين الإئتلاف الوطني الجنوبي والمجلس الإنتقالي (1 - 2 )

علي هيثم الميسري
الثلاثاء ، ٣٠ ابريل ٢٠١٩ الساعة ٠١:١٥ صباحاً


    إمتداداً لما قلته بالأمس عن المغالطات التي جاء في مقال يافع نيوز والتي يقول فيها أن الإئتلاف الوطني الجنوبي أُنشئَ لمهام عدة وأهمها ضرب القضية الجنوبية وتفكيك المقاومة الجنوبية .. وأنا أتعجب من سماجة وسذاجة إعلام الإنتقالي في المفردات اللغوية المتخبطة التي يحاول بها إقناع الجماهير ، فكيف لكيان سياسي لا يمتلك قوة ولا مليشيات يستطيع أن يضرب قضية شعب كالقضية الجنوبية او تفكيك قوة صالت وجالت في معركة دين وأرض وشرف كانت لها بصمة واضحة الملامح في القضاء على مليشيا مجوسية حاولت إغتصاب اراضي الجنوب وعلى وجه الدقة العاصمة عدن ؟ ، وحتى إن حاول في الضرب والتفكيك أليس للإنتقالي مليشيا تمتلك محاربون مرتزقة دربتهم إيران عبر حرسها الثوري وعتاد عسكري أمَّدتهم بها دويلة ساحل عمان ستقف لمنعه ؟ .

 

    أما بتطاولهم للشرفاء حينما ذكروا عبارة : (( إجتماع العيسي وزبانيته كشف جانباً من النوايا اللا وطنية التي يضمرها الإئتلاف ومن يقف خلفه من المهووسين باليمننة والشقاة والمسترزقين من جماجم الشهداء )) ، فردي لهم عبر صاروخ أرض جو وهو : نعم صدقتم القول بانهم مهووسين باليمننة فكل يمني حر مهووس بأصله وهويته اليمنية وأنا على رأس كل المهووسين ، وخيرٌ لنا أن نكون مهووسين باليمننة من أن نكون ممسوسين بالجعربة أمثالكم ، وليسوا ولسنا شقاة على جماجم الشهداء فقد كذبتم ورب الكعبة فمن يسترزق بجماجم الشهداء متواجدين حالياً في عدن يبسطون على الأراضي وينهبون الممتلكات العامة والخاصة بإسم الشهداء ، بل ويحصدون شهداء جدد بحجة إسقاط الحكومة ولدينا خير شاهد وهو يوم الثامن والعشرين من شهر يناير .

 

    وهذه قذيفة آر بي چي رداً على عبارة (( العيسي وزبانيته )) ، فالعيسي نعرف من هو إنه الشيخ الفاضل ورجل الخير أحمد صالح العيسي أما الزبانية فهم كل أعضاء الإئتلاف ، ولو ذكرنا شخص واحد من تلكُمُ الزبانية وهو أحمد الميسري ذلك العملاق الذي أوجعكم مع العيسي ، فوالله أن هٰذين الإثنين ثقلهم بمواقفهم تجاه الجنوب والقضية الجنوبية لو وضعناهما في كفة ميزان ووضعنا كل ذكور وإناث المجلس الإنتقالي وقاعدته الشعبية في الكفة الأخرى لرجحت كفتهما ولتطاير كل من هم في الكفة الأخرى .

 

    بالنسبة للشيخ أحمد العيسي فشهادتي فيه مجروحة ولكن لكم ان تأخذوا الشهادة من رجال المقاومة الجنوبية وجرحى المقاومة ومرضى الجنوب ، أما بالنسبة للعملاق أحمد الميسري ففي الوقت الذي فَرَّ به ذكور الإنتقالي إلى قراهم مرددين عبارة هذه الحرب لا تعنينا كان أحمد الميسري  يتحدى المليشيات في القنوات الفضائية بالصوت والصورة ويشارك إخوته في الجبهات قبل أن تستدعيه القيادة السياسية بضرورة مغادرة عدن والحضور إلى الرياض .

 

    وإليكم الآن القنابل اليدوية من خلال عرض الفروقات بين الإئتلاف الوطني الجنوبي والمجلس الإنتقالي : 1 ) الإئتلاف مكون وطني بإمتياز أعضاؤه هامات وطنية ومرتهن لإرادة الشعب .. المجلس مكون أعضاؤه لفاليف فمنهم من كان مرتبط بأجندات إيرانية كعيدروس الزبيدي ، ومنهم من كان احد أيادي عفاش كأحمد بن لملس وأحمد سعيد بن بريك ، ومنهم من باع دينه بعد أن كان طالب دين كهاني بن بريك وآخرين لا يتسع المقام لذكرهم ، بالإضافة إلى ان أمر المجلس مرتهن لقوى خارجية ينفذ أجنداتها التدميرية بعرقلة عمل الحكومة وبث الفوضى في المحافظات الجنوبية وإحتلال الأراضي والجزر .

 

    2 ) الإئتلاف كل أعضاؤه لم تلطخ أياديهم بدماء الجنوبيين ولا يمتلك جماعات مسلحة خارج إطار الدولة .. الإنتقالي لديه جماعات مسلحة خارج إطار الدولة أزهقت الأرواح وسفكت الدماء ، ولديهم كاهن يدعى هاني بن بريك أفتى وحلل قتل اولياء الله وهم رجال الدين كالعلماء والمشائخ وأئمة المساجد ، 3 ) الإئتلاف لا يدعي شرعية حمل القضية الجنوبية ولم يغلق الباب أمام كل من اراد الإنضمام في صفوفه بل فتح الباب على مصراعيه ودعا كل المكونات للجلوس للتباحث على قضية الجنوب مع أنني لازلت أقول وأردد ان حل القضية يكمُن في مخرجات الحوار .. الإنتقالي شرعن لنفسه حمل القضية الجنوبية وإدعى أن السواد الأعظم من الجنوبيين فوضوه بذلك ، وجُلَّ أعضائه من لون واحد وأغلق بابه على الجميع .

 

    4 ) الإئتلاف الوطني الجنوبي أُسِّسَ في ظروف إستثنائية ولأهداف سامية وهي للتقارب مع جميع المكونات وإلتئامها وتوحدها بتكتل واحد ، ومناصرة فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي والوقوف معه ومساندته ، وإخراج مخرجات الحوار من الأدراج لجعلها تحيا على أرض الواقع ليستنفع منها كل أبناء اليمن .. المجلس الإنتقالي وُلِدَ معوقاً وبظروف يعرفها السفهاء والعقلاء وهي بعد أن فقد ذكور المجلس مصالحهم مع الحكومة الشرعية وبعد أن كانوا وزراء ومحافظين ومسؤولين وخُلِعوا من مناصبهم أُسِّس المجلس بإيعاز من دويلة ساحل عمان مستغلة الحدث لجعله عصا تَهُشُّوا بها على غنمها "ذكور المجلس" .

 

    وأخيراً تبقى معي سلاح واحد وهو قنبلة عنقودية وقبل أن أُلقيها أود أن أسأل سؤال للعقلاء والسفهاء : بعد هذا السرد الواقعي والحقيقي هل يُعقَل أو يحق للمجلس الإنتقالي أن يحمل قضية وطن وشعب تعدى سكانه الخمسة مليون ؟ ، والآن آن الأوان أن أُلقي على هذا المجلس البغيض قنبلتي العنقودية حتى لا نسمع بعدها نهيق ونباح ونعيق تلك الأفواه المسماه بإعلاميي المجلس الإنتقالي .. الإئتلاف وُلِد ليحيا حتى يحقق كل أهدافه السامية ولن يموت إلا بعد تحقيقها ، أما المجلس الإنتقالي بمجرد أن ترى صانعته دويلة الإحتلال بأن مهمته إنتهت فسيُحَل برسالة واتس آب من أصغر قائد عسكري إماراتي .

علي هيثم الميسري

الحجر الصحفي في زمن الحوثي