المكون الأحق بتمثيل الجنوبيين في مفاوضات قادمة (2 - 2)

علي هيثم الميسري
السبت ، ٢٧ ابريل ٢٠١٩ الساعة ١١:٤٦ مساءً

 

    بعد خروج قيادات المجلس الإنتقالي من مفاصل الدولة كمسؤولين بدأت تلك القيادات بشن حرب رعناء ضد الحكومة الشرعية سياسياً وعسكرياً .. سياسياً من خلال تغريدات سمجة لكاهن المجلس هاني بن بريك في تويتر وأبواقه مدفوعي الأجر المدعين بالنشطاء السياسيين والإعلاميين ، أما المهووس المهلوس عيدروس الزبيدي فكان دوره في الرحلات المكوكية التي إن وصفناها فسينطبق عليها المثل القائل : تيتي تيتي مثل مارحتي مثل ما جيتي .

 

    أما عسكرياً فكانت الحرب تتمثل بإفتعال الفوضى لإسقاط الحكومة ظاهرياً من خلال مليشيات المجلس ، أما الخلفية الحقيقية فكانت إنقلاب عسكري مكتمل الأركان عادةً ما ينتهي بالفشل ويذكرنا بالثور الذي يناطح جبل ، مع أن العدو الحقيقي للحكومة الشرعية ليس المجلس الإنتقالي ومليشياته فهؤلاء ليسوا إلا شقاة أدوات رخيصة يعملون بالأجر الشهري ، وما العدو الحقيقي إلا دويلة الإحتلال حديثة الولادة والمنشقة من سلطنة عمان والتي كانت تُدعى ساحل عمان .

 

    مؤخراً أُنشئَ مكون ثالث سُمِّيَ بالإئتلاف الوطني الجنوبي هو الآخر أظنه يسعى لأن يكون الحامل الرسمي للقضية الجنوبية ، وجُلَّ أعضاؤه من الأحزاب اليمنية ، وكما هو معروف أن أغلب الأحزاب اليمنية أساسها شمالية بإستثناء الحزب الإشتراكي اليمني وهذا الحزب بينه وبين المجلس الإنتقالي لغة مشتركة وأهداف متطابقة ، فلا أظن أن هذا المكون الجديد سيحقق أي إنجاز لمظالم الجنوبيين ولا لتطلعات شعب الجنوب ، وخصوصاً أن غالبية أعضاؤه يعيشون خارج الوطن ولديهم وظائف ويستلمون رواتب من الحكومة الشرعية وبالعملة الصعبة ، أي أنهم لا يستشعرون بمظالم وحاجة السواد الأعظم من شعب الجنوب لمتطلباته اليومية في العيش الكريم ، على الرغم من أنني إستحسنت اللغة التي تكلم بها أحمد الميسري في مؤتمرهم لهذا اليوم ، وكذلك الأهداف الوطنية المستهدفة التي أعلنوا عنها ، ولكنني لازلت معترض على الكثير من الأعضاء المشاركين في هذا الإئتلاف المحسوبين عفاشياً وغيره من الأحزاب ، ولكن إذا حقق هذا الإئتلاف الأهداف المرجوة التي يتطلع ويطمح إليها شعب الجنوب فأنا معه قلباً وقالباً .

 

    لا أحد في الكرة الأرضية يستطيع أن يزايد على فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي في نصرته للقضية الجنوبية ولمظلوميات الجنوبيين ، فلا يوجد مكون أو حزب أو أفراد أو أي مسمى ناصر وأنصف القضية الجنوبية كما فعل فخامته ، فإن كان كل المتشدقين الزاعمين بأحقيتهم بشرعية حمل القضية الجنوبية من وقت قريب ففخامته حملها على عاتقه منذُ ان بدأ المخلوع الهالك علي عفاش بظلم الجنوبيين ليلاً ونهارا سراً وجهارا ، فبدأ بجمع كل الأعمال التعسفية والظلم الجائر الذي مارسه فرعون اليمن ووضعها في ملفات وإظهارها ليوم العرض الدنيوي ، ووالله الذي لا إله غيره بأن فخامته نصر القضية الجنوبية أضعاف أضعاف ما يزعمه الآخرين بنصرتهم للقضية الجنوبية .

 

    خلاصة القول الحل الأمثل والأفضل والأكمل للقضية الجنوبية يكمُن في مخرجات الحوار الوطني التي أنصفت 5 مليون جنوبي أو يزيدون ، فمن أراد أن يكون فارس القضية الجنوبية بعد فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي فليعلو صوته ويطالب بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني ، ومن أراد أن يزايد أو يتاجر بإسم القضية الجنوبية فليقُل كما هي العادة أنا الحامل الشرعي للقضية الجنوبية ولا أحد سواي أكان فرد أو مكون أو مجلس مليشاوي أو حراك ثوري أو حراك سلمي او إئتلاف أو أي متشدق ، مع شكرنا وتقديرنا للحراك السلمي الذي حاور وناور لنصرة القضية الجنوبية في الحوار الوطني ، وأيضاً شكرنا وتقديرنا للإئتلاف الوطني الجنوبي الذي تعاطف مع الجنوبيين وسعى لأن يكون له مكان من الإعراب في القضية الجنوبية .

 

    ختاماً أضع إقتراحي على طاولَتَي الحراك المشارك والإئتلاف الوطني الجنوبي إن أرادا بالفعل أن ينتصرا للقضية الجنوبية ويناصرا شعب الجنوب فعليهما أن يندمجا ويشكلا تكتل واحد وبقاعدة شعبية عريضة ، وأول خطوة يخطوانها معاً إبعاد كل الأعضاء التابعين للأحزاب ، ويفتحان باب القبول على مصراعيه لكل من اراد الإنظمام للمكون الجديد ، وبعد ذلك تتم إنتخابات لتسمية هيئة رئاسية لهذا التكتل ووضع هدفين رئيسيين فقط وهما تنفيذ مخرجات الحوار التي أنصفت القضية الجنوبية ، والهدف الآخر والأسمى هو دعم ومساندة فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي والوقوف معه في هذا المعترك الخطير ، ولا مانع من وضع اهداف أخرى تتطلبها القضية الجنوبية ، وخلاف ذلك سنعيش في حالة من التشظي وسنرى النزاع والتنافس على أشده في حمل القضية الجنوبية ، ولن نرى حينها إلا ذوبان القضية الجنوبية في المجهول وجهود فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي لخمسة وعشرون سنة ذهبت أدراج الرياح ، ويا حبذا أن يعي كل أولئك المتنازعين عن معنى إعلان تحالف الأحزاب اليمنية الذي شُكِّلَ في فترة إنعقاد مجلس النواب لأولى جلساته في سيئون .

علي هيثم الميسري

الحجر الصحفي في زمن الحوثي