من سيئون سيُعلَن اليمن الإتحادي

علي هيثم الميسري
الجمعة ، ١٢ ابريل ٢٠١٩ الساعة ١١:٢٩ مساءً

  فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي أعلنها مدوية بإنعقاد الجلسة الأولى لمجلس النواب في مدينة سيئون  بعد توقف دام لحوالي أربع سنوات بسبب الإنقلاب الحوثي على شرعيته ، ولفخامته الحق المطلق بتحديد الزمان والمكان لإنعقاد المجلس ، وما صرخات المعارضين في إنعقاد الجلسة البرلمانية إلا كغثاء السيل سرعان ما يضمحل ولن يبقى إلا قرار صاحب الفخامة فله وحده الصلاحيات المطلقة .. ولا صوت يعلو فوق صوت فخامته فيما يخص الشأن اليمني .

 

    صرخات مليشيا الحوثي أمر طبيعي جداً .. فهم يدركون جيداً أن معاودة إنعقاد المجلس ليس لمصلحتهم وإنقلابهم ، وصرخات مليشيا الإنتقالي أيضاً طبيعية .. فهم لا يصرخون لذاتهم لأنهم أدوات لصنيعتهم من القوى الإجرامية المعادية لليمن ولشعب اليمن ، لذلك هم يقومون بدورهم في الصراخ بدلاً عنها فهم يصرخون وهي تطلق المقذوفات على مدينة سيئون للترهيب حتى لا يعقد المجلس جلساته ، وهيهات أن تُلقي الرعب تلك القوى في قلوب المجتمعين والحضور طالما وأن الأمر يتعلق في قضية وطن كاليمن الكبير وشعب كالشعب اليمني العظيم .

 

    الأمر الغير طبيعي أن يتخَلَّف بعض أعضاء البرلمان العفافيش لحضور الجلسة إلا بشرط رفع العقوبات الدولية على أحمد علي عفاش ، وكأن أحمد علي هو الوطن اليمني الكبير وشعبه العظيم ، فهؤلاء المطففين وضعوا الوطن وثلاثين مليون يمني في كفة وأحمد علي في الكفة الأخرى ، فهؤلاء سيُبعثون إلى نار جهنم يحملون على أكتافهم أوزار 30 يمني وحينها لن ينفعهم أحمد علي ولا مليارات الدولارات التي نهبها المخلوع الهالك من قوت الشعب ، وهؤلاء رضوا بأن يكونوا مع الخوالف وطبع الله على قلوبهم فهم لا يعلمون .

 

     الجلسة ستنعقد في سيئون وفي ظني لأول مرة في تاريخ مجلس النواب اليمني تُعقد جلساته خارج العاصمة ، فكان ينبغي أن تُعقد الجلسات في العاصمة عدن ولكن للأسف الأوضاع الأمنية في عدن وضعتها بموضع غير موضعها المألوف والطبيعي كما كانت تُعرف به عدن كمدينة للسلام والأمن والأمان ، فالوافدين إليها من الطوق القروي جعلوها في قائمة الأكثر مدن خطورة ، فلم تعُد تُذكر عدن إلا بجرائم القتل والسطو المسلح والسرقة والمخدرات وإختطاف النساء والأطفال وإغتصابهم ، وهكذا حرموا عدن من حقها في إنعقاد جلسات البرلمان وإستقبال الوفود وإستقبال مسؤولي الدولة وعلى رأسهم الوالد فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي .

 

    نبارك لأبناء إقليم حضرموت وخصوصاً محافظة حضرموت وعلى الأخص أبناء سيئون بالحدث العظيم الذي ستتميز وتنفرد فيه عن باقي مدن الجمهورية اليمنية وهو إنعقاد جلسة مجلس النواب ، فأبناء حضرموت الأكارم يستاهلون هذا التكريم لدماثة أخلاقهم النبيلة وأصالتهم المتميزة وتاريخهم العريق ، ونحن على ثقة بأنهم سيمثلون اليمن خير تمثيل بإستقبالهم للوفود وإكرامهم بحسن الضيافة ، فهنيئاً لكم يا أبناء إقليم حضرموت هذا الشرف العظيم .

 

    وفي الختام أتمنى أن يكون المجلس بإنعقاد دائم لاسيما في هذه المرحلة وأن لا يتوقف بعد أول جلسة ، فالجميع كان يترقب عودة المجلس لحل الكثير من القضايا العالقة وخصوصاً تلك القضايا الشائكة التي سببتها مليشيا الإنقلاب بإنقلابها على الشرعية ، وأتمنى من جميع أعضاء المجلس المحسوبين على الأحزاب أن يغلبوا مصلحة وطنهم وشعبهم التواق لمستقبل ينسيهم مآسي الماضي على مصالح أحزابهم ، ولا ينسوا أن من أنتخبهم كبرلمانيين هو الشعب وليس أحزابهم ، ويا حبذا ألا يبارحوا أماكنهم ويعقدوا العزم أن تكون عودتهم للوطن عودة نهائية ، ويتذكروا بأن فخامة الرئيس القائد عبدربه منصور هادي بذل جهوداً جبارة لجمعهم لإجتماعهم هذا ، فلا يتعنتوا بمواقفهم لمصالحهم ومصالح أحزابهم الضيقة فتذهب جهود فخامته هباءاً .. منثورا فالأمر يتعلق بمستقبل وطن وشعب وأجيال قادمة ، ونتمنى جميعاً كشعب يمني أن جمعهم المحمود هذا ينتهي بإعلان تاريخي طال إنتظاره ألا وهو إعلان "دولة اليمن الإتحادي" .

علي هيثم الميسري

الحجر الصحفي في زمن الحوثي