ماذا بعد العاصفة ؟ 

محمد بالفخر
الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠١٩ الساعة ٠٤:٤٨ مساءً


    انقضت أربعة أعوام على انطلاق عاصفة الحزم التي جآءت ملبية لدعوة فخامة رئيس الجمهورية المشير عبدربه منصور هادي بعد ان فعلت المليشيات الانقلابية 
مافعلت وحتى لا تتجذر شرورها وحتى لا تصبح اليمن قاعدة انطلاق للمخطط الفارسي الذي يستهدف جزيرة العرب ومقدسات الأمة المتمثلة في الحرمين الشريفين كانت تلك الدعوة من فخامة الرئيس هادي وكانت الاستجابة السريعة من خادم الحرمين الشريفين فانطلقت عاصفة مدوية  هدفها إنقاذ اليمن من براثن المليشيات الانقلابية واستعادة شرعيته وتقويض المد الفارسي وبتر أذرعه وتكميم افواهه التي كانت تتشدق بسقوط العاصمة العربية الرابعة في أيديهم ووصولهم الى باب المندب اهم المضايق المائية في الكرة الأرضية.   صحيح  ان الفترة الزمنية للعاصفة طالت على خلاف ما كان متوقعا لأسباب كثيرة يطول شرحها منها ماهو داخلي ومنها ماهو خارجي. 
وفي كل الأحوال فان طول المدة الزمنية  اثبتت حقيقة  الانسان اليمني وجسارته فصموده الاسطوري وتضحياته في الميدان كبيرة وقوافل الشهداء لم تنقطع والصبر على الأزمات الطاحنة وضيق ذات اليد يمثل عظمة هذا الشعب التي أستمدها من اسلافه على مدى التاريخ،
 وظهر جليا ان تقاطع الاجندات الدولية ومصالح بعض الأطراف تحاول ان تحول دون تحقيق الأهداف المرجوة ولكن بعزيمة الأبطال وصمود الأحرار وثبات القيادة الشرعية على مواقفها الصلبة سيجعل كل تلك المحاولات هباء منثورا وتذهب احلامهم ادراج الرياح،
واذا سألنا أنفسنا ماذا بعد العاصفة ؟ 
فمعظم اليمنيين بكل قواهم وتوجهاتهم السياسية يأملون بإعادة صياغة لمنظومة الفكر السياسي في اليمن بما يتوافق ووضع الإقليم، فإقامة  الشراكة الفاعلة  معه سياسيا واقتصاديا اهم مرتكزات الأبعاد الاستراتيجية.  ولن تأتي الا بالمساهمة السريعة في الدمج الفعلي لليمن ضمن المنظومة الخليجية حتى لا تبعد  عن محيطها الإقليمي بل تكون ركنا ركينا في بنيانه وفاعلا رئيسيا في حماية امنه واستقراره ونموه الاقتصادي ليس لانها عاجزة او ضعيفة بل نظرا لما تمتلكه اليمن من اهم ثرواتها وهو الانسان وهو الفاعل الرئيس في أي مشروع نهضوي وتنموي. 
ولهذا فإدماج اليمن ضمن المنظومة الخليجية واعطائها العضوية الكاملة في المجلس  يحقق الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة ويحقق للأمن القومي العربي كل كل مرتكزاته الاستراتيجية .
فاليمن بموقعها الاستراتيجي الهام   وثرواتها الظاهرة والباطنة لا يحتاج الاّ لإعادة تأهيل ومساعدة كي يقف على رجليه وحتى تتحقق الاستفادة الفعلية من مخزونة وثرواته المتعددة وهذه من آمال ما بعد العاصفة،
لان الخلاصة يمن مزدهر اقتصاديا مستقر اجتماعيا  نتيجته صمام امان لدول الجوار. 
فضم اليمن لمجلس التعاون الخليجي سيقطع الطريق امام المخطط الفارسي بكل ابعاده ومعتقداته الفكريه والايدلوجية.  
والاستفادة من المغتربين اليمنيين  في دول الجوار وتمكينهم من الحياة الكريمة والوضع النظامي الآمن والخالي من الصعوبات والتعقيدات عامل من عوامل الاستقرار الاجتماعي لليمن، وهم في حقيقة الأمر  صمام أمان لمنظومة المجتمع الذي يعيشون فيه. ناهيك عن إرثهم التاريخي وصلابة ارادتهم وجلدهم المتميز في اداء الأعمال الموكلة اليهم دون كلل ولا ملل.  
كل تلك الآمال وغيرها لن تتحق حتى تضع الحرب أوزارها  وحتى تضع الحرب أوزارها ويعم السلام لا بد من  استعادة العاصمة من براثن القوى الانقلابية وتمكين الشرعية من إدارة المناطق المحررة وبسط نفوذها عليها كاملة دون ادنى تعقيدات او منغصات. 
هذه الآمال المرجوة ويبقى الانسان متعلقا بالأمل وسيجعل الله لكل همٍّ فرجا ولكل ضيق مخرجا 
ولله الأمر من قبل ومن بعد...

الحجر الصحفي في زمن الحوثي