أصروا إلا أن يسلكوا مسلك الوهم والسراب

علي هيثم الميسري
الخميس ، ٢١ مارس ٢٠١٩ الساعة ٠٢:٠٦ صباحاً

   الملطشة عيدروس الزبيدي وشلته زاروا بريطانيا وراحوا يتسكعوا من منتدى ثقافي إلى مقهى إلى مركز أثري ... إلخ ، وصرح من هناك أن بريطانيا كانت شريكة الماضي وال 129 عاماً من الإحتلال كانت عبارة عن شراكة ولم تكُن إحتلال ، بكلامه هذا نسف ثورة أكتوبر ونضال آباءنا وأجدادنا الثوار وتضحياتهم ، وشهداءنا الأبرار تحولوا من شهداء إلى قتلة وخونة للشراكة التي كانت بينهم وبين بريطانيا .

 

    بعد إنتهاء برنامجهم في بريطانيا إشتغل إعلامهم وأقنعوا قطيعهم بأن الزيارة كانت ناجحة على أعلى المستويات وأن القيادة السياسية في بريطانيا تفهمت وتعاطفت مع مطالبهم في إستعادة دولتهم ، فجاء الرد صاعقاً مزلزلاً ليس لهم لعلمهم بأن زيارتهم لبريطانيا كانت لدر الرماد في العيون بل لأحلام قطيعهم بزيارة وزير خارجية بريطانيا لفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي ، وكان اللغم الذي نسف أحلامهم هو تأكيد الوزير على حرص بلاده أن يظل اليمن موحداً .

 

    وفي زيارة شلة الإنتقالي برئاسة الملطشة عيدروس لروسيا الإتحادية سبقت هذه الزيارة مطابخهم الإعلامية ببث أخبار أن هذه الزيارة كانت بطلب رسمي من الخارجية الروسية للإنتقالي بزيارة موسكو للتباحث مع القيادة الجنوبية والتي يمثلها المجلس الإنتقالي برئاسة عيدروس الزبيدي ، ولكن يا رحمتاه لم تمهلهم القيادة الروسية لثلاثة أيام على الأقل ليكذبوا على قطيعهم فأرسلت السفير الروسي إلى عدن للقاء قيادة الحكومة الشرعية ، وبإختصار كان اللقاء بين السفير الروسي ورئيس الوزراء معين عبد الملك ، وأكد السفير الروسي لرئيس الوزراء بأن الموقف الروسي لا يزال داعماً للشرعية اليمنية بقيادة فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي ، كما جدد التأكيد حرص بلاده على وحدة اليمن وأمنها وإستقرارها ، وليس ذلك فحسب بل كشف السفير الروسي عن إعتزام بلاده إعادة تجهيز وترميم قنصليتها في عدن لإفتتاحها قريباً .

 

    بعد كل هذه الرسائل أيُعقَل أن يُخيَّل لعيدروس الملطشة وشلة مجلسه وقطيعهم أن تتعامل معهم دول عظمى  بحجم روسيا وبريطانيا على حساب دولة برئيسها الشرعي وحكومتها وشعبها ؟ ، قد سبق وأخبرناهم ونصحناهم أن قضيتهم فاشلة ، وحاولنا إقناعهم مراراً وتكراراً بأن حل القضية الجنوبية جاء بمخرجات الحوار ، وأن فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي جعل حل القضية الجنوبية مفتاح لكل القضايا والمشاكل في اليمن ، ولكنهم أبوا وأصروا إلا أن يسلكوا مسلك الوهم والسراب ، وآثروا أن يكون رئيسهم ملطشة ومعتوه لا يرحل ولا يرتحل إلا بحقيبة نسائية تملأها حقن المديكيت .

علي هيثم الميسري

الحجر الصحفي في زمن الحوثي