حكاية صمندقة والسيد الرئيس ملطشة

علي هيثم الميسري
الاثنين ، ١٨ مارس ٢٠١٩ الساعة ٠٢:٢٠ صباحاً

   يُحكى أنه كان هناك في قرية من القرى شخص يُدعى صمندقه ، وكان لدى صمندقه قرد يصطحبه معه يومياً في حارات هذه القرية ، فكان يختلق الأكاذيب بخصوص هذا القرد فتارة يقول لأطفال وأهالي القرية أن قرده يجيد العزف على العود وتارة يقول لهم أنه يمارس الجمباز وهكذا دواليك ، فكان الأطفال والأهالي يصدقون كل ماكان يدعيه صمندقة حتى خُيّلَ لهم أن ذلك القرد أسطورة .

 

     كان الأطفال بمجرد أن يصل لمسامعهم  خبر قدوم صمندقة يتسابقون على الفور بجمع الموز ويناولوه لذلك القرد يداً بيد طمعاً في سماع معزوفة وترية من أيادي القرد أو يشاهدون حركاته البهلوانية حتى أن القرد كان يشعر بالزهو والكبرياء والغرور الذي كان يبدو على محياه وحركاته ، أما الأهالي كانوا يغدقون على صمندقة بعض المال متأملين أيضاً ما يأملونه الأطفال ، ولكن صمندقة "صاحب القرد" كان يتحجج على الدوام بأن العود إنكسر وأنه غير جاهز لإستعراض حركاته البهلوانية ، حتى جاء اليوم الذي ضاقوا به ذرعاً أطفال وأهالي القرية فطردوا صمندقة وقرده شر طردة .

 


    الرحلات المكوكية التي قام بها المخلوع الملطشة عيدروس الزبيدي وخصوصاً تلك الأخيرة التي وصل بها إلى بريطانيا ذكرتني بحكاية صمندقة وقرده المسكين ، فالملطشة عيدروس الذماري من خلال ذلك الإستقبال من قِبَل بنو قريته والقرى المجاورة ، وتلك الزيارات التي قام بها هنا وهناك في بريطانيا خُيّلَ له أنه بالفعل الرئيس القادم لدولة الجنوب العربي المزعومة ، وخصوصاً أن انصار المجلس الإنتقالي وبنو قريته ينادونه بالسيد الرئيس ولا يعلم المسكين بأنه ملطشة دويلة ساحل عمان التي صنعته وصنعت مجلسه وأعضاء مجلسه وعلى رأسهم الحاخام هاني بن بريك وجعلت منهم جميعاً أدوات تتلاعب بهم كيفما شاءت .

 

    الملطشة عيدروس الذماري رضي لنفسه أن يكون مادة للسخرية وخصوصاً في مواقع التواصل ، ومن أوصله لهذا الحال المزري أسياده في دويلة ساحل عمان ثم أنصاره الذين رأوا فيه ذلك البطل الأسطورة الذي سياتي لهم بدولة الجنوب العربي ، وهم لا يعرفون بأن بطلهم وقائدهم ورئيسهم يعاني من إضطراب في المخ ويتعاطى حقن بمادة المديكيت التي تعمل على التوازن في الدماغ وإن توقف عنها لتحول إلى مجنون رسمي ، والشنطة النسائية التي ظهر بها مؤخراً أثناء إستقباله ووداعه في بريطانيا أظنها تحتوي هذه الحقن ولوازمها ، وهذا الملطشة تفاعل مع دوره في المسرحية وصدق أنه السيد الرئيس لدولة الوهم كما صدق قرد صمندقة أنه قرد أسطورة ، والفرق بينهما أن القرد إستخدمه صمندقة ليتحصل على القليل من المال ليعيش به أما الملطشة عيدروس الذماري إستخدمته الدويلة المارقة لتنفيذ أجنداتها الإستعمارية في جنوب اليمن .

علي هيثم الميسري

الحجر الصحفي في زمن الحوثي