الإنسانية الدولية بين الصراري وحجور

محمد قشمر
الخميس ، ١٤ مارس ٢٠١٩ الساعة ٠٢:٥١ مساءً

حجور إحدى المناطق التابعة لمحافظة حجة والتي نالها كمٌ هائلٌ من جرائم الحوثيين في هذه الأيام ، حجور المنطقة الجبلية البسيطة بأهلها الرافضين فقط للذل والخنوع وللنَفَس الطائفي الذي أتى به الحوثيون ، هذه جريمتهم لتتحول قراهم بعدها إلى نار بسبب القذف العشوائي والمخيف من قبل الآلة العسكرية العمياء التي سيطر عليها الحوثي من الجيش اليمني ، الحوثي الذي استعمل ضد أبناء حجور حتى الصواريخ البالستية مدمراً كل القواعد العسكرية في الاشتباكات الداخلية ويقدم نموذجاً فريداً بالبطش الذي لا يقيده شيء ، أنها القوة المفرطة والتي يعد استخدامها جريمة بحد ذاتها. 
بعد أن سيطر الحوثيون على الجزء الكبير من مناطق حجور بدأوا بممارسة هواياتهم المفضلة في ارتكاب جرائم الحرب، فأباد قرى بأكملها ليسجل جرائم إبادة تضاف إلى قائمة الجرائم السابقة لسجله الحافل بتلك الجرائم، كما قامت ميليشياته بقتل الاسرى والجرحى من أبناء حجور دون مراعاةٍ لأي قيمٍ يمنيةٍ أو اعرافٍ اجتماعية ، انتهك الحوثيون في تلك المناطق مجازر مريعة وبمرأى ومسمع من المجتمع الدولي ، هو ذاته المجتمع الدولي الذي ضج وشجب وندد عندما تقدمت قوات الجيش الوطني والمقاومة في محافظة تعز  لتحرير قرية الصراري التي تعتبر من قرى محافظة تعز مديرية صبر الموادم والتي تحولت إلى جزء من الفكر الإيراني بما تحمله من فكر عقائدي لا يمت إلى المجتمع اليمني بصلة ، الصراري التي كانت عبارة عن شوكة في حلق محافظة تعز والتي قاتل بعض ابنائها جنباُ إلى جنب مع الحوثيين وحولوا تلك القرية الى ملاذاً للإرهاب الحوثي الذي يساهم في حصار محافظة تعز ، كما كانت قاعدة لانطلاق عمليات عسكرية للحوثيين ضد أبناء تعز ، استطاع الجيش الوطني تطهيرها دون استخدام القوة المفرطة ودون استخدام الصواريخ الباليستية ودون قتل أبنائها الذي رحبوا بالجيش الوطني الذي حررهم من الفكر الكهنوتي النتن ، الكارثة اننا وجدنا تفاعل دولي غير عادي منددين بما اسموها جرائم وانتهاكات ضد أبناء قرية الصراري التعزية التي لا تنتمي الى إيران بل تنتمي الى روح تعز وثقافتها وفكرها، وبادر المجتمع الدولي بالبحث عن الانتهاكات وطالبوا بوقف الزحف نحوها ، وطالبوا بزيارتها للإطلاع على أوضاع أهلها ، يعني نفس السيناريو الذي تم في محافظة الحديدة، الا ان العمل المنظم لقوات الجيش الوطني والمقاومة وظهور صورة مشرفة للقتال فيها أخرس افواه الناعقين من المنظمات الدولية التي ثبت انحيازها الكامل للحوثيين ، كيف لا وها هم اليوم يرون بأم أعينهم إبادةً جماعيةً لأبناء حجور ولا يحركون ساكناً، بل ويغضون الطرف من أجل استكمال ما بدأ به الحوثيون من هدمٍ وقتلٍ وتشريد ، المجتمع الدولي بإنسانيته المزيفة اصبح جزءاً من المشكلة، بل يمكن أن يكون هو العقدة التي تساهم في تأخير الحسم العسكري أو في تأخير الحل السياسي الذي يجب أن يكون مبنياً على المرجعيات الثلاث .
 المجتمع الدولي ذاته هو الذي يحاول جاهداً نقض قرارته وتمكين الحوثيين دون الرجوع الى القرارات الدولية التي تلزم الحوثيين بما تم الاتفاق عليه في مشاورات سابقة او الزامه بقرارات مجلس الأمن الأعمى.
الصراري وحجور منطقتين يمنيتين يظهر فيهما بجلاء ان ميزان الإنسانية غير متزن، وأنه يميل وبشدة تجاه الأكثر إجراماً بحق اليمنين ، حجور اليوم تقف شاهد عيان على الإختلال الواضح والكبير في العدالة الإنسانية التي أصبحت أداةً لتغير المعادلات بما يخدم الاجندات التي لا تخدم الشعوب بقدر ما تخدم مصالح المجتمع الدولي ذاته.
يجب ان ندرك ان حقوق الإنسان تصبح يوماً بعد يوم شماعةً يستغلها الأقوياء لفرض وصايتهم على منهم أضعف، وعلى المجتمعات والشعوب أن تؤمن بأن خلاصها لن يكون أبدأً على يد المجتمع الدولي الذي يأبى إلا أن يكون سبباً مباشراً لمزيد من القتل لتحقيق اعلى معدل أرباح مادية تحقق شيء من الرفاهية لشعوبهم على حساب دمائنا ودماء أطفالنا.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي