مللنا الانتظار.. ومللنا النفخ في قربة مخزوقة ..!

د. علي العسلي
الاربعاء ، ١٣ مارس ٢٠١٩ الساعة ٠٨:١٤ مساءً


أربع سنوات كاملة من الحرب والتشرد والجرائم الانسانية بحق الشعب اليمني من مليشيات الانقلاب ولا ينبغي أن ننسى بأن نوجه بالاتهام لبعض  لدول الكبرى عبر منظمة الأمم المتحدة ومبعوثيها المتعاقبين من محاولة دعم وتمكين المليشيا المنقلبة على الشرعية في أن تحكم  الجزء السكاني الأكبر من يمننا الحبيب ؛ فهي الغطاء السياسي  الوحيد  لتمادي الانقلابين في غيهم؛ والشرعية وقياداتها مكتوفة الأيدي ومعاقة إعاقة كاملة، بل أصبحت من ذوي الاحتياجات الخاصة؛ فقد اعتراها  الصم، فهي لا تسمع، وللأسف فقد أصيبت السنتها بالبكم، فهي لا تتكلم ولا تتحدث لشعبها وتواجههم بالحقيقة كما هي حتى لو كانت مؤلمة ،وإن بلعثمة او بالإشارات،وأصاب عيونها العمى، فهي لا ترى ما يجري من حولها وفي احسن الأحوال لدى بعض أفرادها  قصر نظر،فاليمن تُركُّب فيه دويلات داخل الدولة وبجيوش تفوق جيش الدولة عدةً وعتاداً   والشرعية  لا تعبر عن احتجاجاتها ورفضها لما يُعمل بشعبها.. وهي كذلك  معاقة الحركة فلم تتقدم ولا حتى بضعة  أمتار  منذ سنة خلت فلا زالت في مواقعها في الجبهات فهي ساكنة كسكون الليل في منتصفه، خصوصا  في بدية الشهر ونهايته عندما يكون الظلام حالك السواد..! 
نسمع ربما بعدد التهديد والوعيد  للحوثيين ربما بما يساوي عدد  القتلى منذ بداية الحرب، وإذا اردنا المبالغة فلنقل بعدد جرحى الحرب اللعينة..!؛
نعم! مفردات تتردد على مسامعنا يومياً عن ساعة الصفر وعن انهاء الانقلاب، وعن الزحف للحسم، وعن القدرة والاستعداد بس لكوننا دولة فنحن نؤمن بالسلام ونقدم التنازلات الكبيرة ولكن لا فائدة.. كتائب المهمات الخاصة جاهزة ، جيش عرمرم ينتظر الأوامر وإطلاق ساعة الصفر، الحسم اقترب.. ولا شيء مما يُقال يحدث على الأرض.. والحقيقة أننا قد مللنا من تكرار وكثافة هذه المصطلحات، ومللنا  كذلك سنوات الانتظار لانبلاج صبح جديد يعيد الوطن ويعيد المواطن لأحضانه من بلدان الشتات في المهجر.. ومللنا النفخ في قربة منفوخة لقيادة الشرعية، وأنا شخصيا صرت استحي وانا اشيد بعظمتها وقدرتها عندما اتحدث عنها واتفاجأ بعد كل موضوع أنشره  بنثرة  كبيرة  من قبلها عكس ما نصفها به مع كل آسف.. فهل هناك أمل لو وجدنا الخيط  المناسب  لتخييط الخزق في قربة الشرعية ،كي يتم النفخ فيه  من جديد  ،كي تعود الحياة لجسم الشرعية وتنهي ما بدأته هي والتحالف من انهاء الانقلاب بأسرع وقت ممكن ،وبالتالي استعادة الدولة وحل المليشيات وسحب السلاح منها وإعمال القانون ودفع رواتب الموظفين والنهوض بالاقتصاد ..؟؛ أم أنه لا أمل فيهما ابدا مهما أوجدنا خيّاط ماهر ،فالمخربون يغلبون البنائيين..؟!؛
ثمّ هل ممكن أن تعاد الدولة؟؛ وتعاد الشرعية؟؛ ويعاد كل شيء إلى مكانه، بل إلى الأفضل ونحن على ما نحن عليه ..؟!؛ أشك في ذلك.. إذاً.. هل يستطيع أحد إعادة  الأرواح التي أزهقت والتي لا تزال تزهق إلى ما كانت عليها؟طبعا مستحيل ... إذا لابد بعد التضحيات أن ننتصر وننتصر.. و لا ينبغي القبول بعملية سياسية يتبخر فيه الحوثة ولا يحاسبون عما ارتكبوه من جرائم، فقد يختفون بعد كل هذا العبث ويعودون إلى ادراجهم لفترة كَبَيَات شتوي ... وربما تمطر السماء  لتلك البذرة المبتلة في 11 فباير 2011م وربما يصحوا ضمير الأمم ،فتمطر الدول تفهما لثورتنا ويسهمون في اعادة اعمار بلادنا  واخراج وتبرئة ثورتنا مما مزقته آلاف القنابل ،و دمار آلاف المنازل، وقتل الألاف من الضحايا ومئات الألاف من الجرحى والمعاقين، وربما تعيد شرايين أجسادنا تدفق الدماء والحياة فيها إلى شرعية الركود والمود ففيق من غفوتها ومنامها الطويل وتعمل شيئاً ما.. ثم لا يزال لدينا  رئيس الجمهورية (لو اعتبرناه جوكر)؛ حيث أن رئيس الجمهورية الشرعي عبدربه منصور هادي  بيده أوراقاً كثيرة للنصر والانتصار وهزيمة المشروع  الفارسي  لم يستعملها لحد الآن.. اعتقد انه قد حان الوقت لاستعمالها براءة للذمة ولعظم المسؤولية .. ما حدث وجرى ربما ننسيه او ننسى.. ولكن من سيعيد الثورة فينا إلى ما كنا عليها ..؟!؛ ومن يطبطب جراح ذلك الثائر الجامح والطامح الذي اعتاد أن يحتضن  الجميع بسلميته ويحلق باليمنين ببساط الريح ، وان يحمل هموم الوطن وطموح المواطن ، وان يعانق السماء في ثورة شعبية سلمية حضارية قلّ مثيلها..؟؛ من سيكفكف دموع أسر الشهداء والجرحى في معلف الدولة الشرعية الذي لم يُعد يكفي المتسابقين فيها على المناصب والمغانم والهبات ،والذين نسوا الوطن يرزح  خلف سور الانقلابين  الحديدي المتخلف وابواب افكاره ومعتقداته الخشبية والمتطرفة..؟؛ ومن سيواسي الشعب ويبعث لديه  الأمل بعد  ذلك الملل الذي أكل سنواته اقدام اليمنين ،فضربه في الخاصرة ليل نهار وبتواطؤ أممي مع كل آسف ..؟؛ هل يراد الوصول بنا ..؟!..لنقول ..تبا.. لمذاق الحرية وتبا للمشاعر.. فلتنتهك...تبا لأفواه الجائعين والمظلومين ..بل ينبغي خنق الرجال ..الرجال من أكسجين الحرية.. خنق  الشعب  اليمني فيما يريد ويرغب ببناء دولته المدنية الحديثة الفيدرالية ، وإعادته عبداً لكرسي الحكم الخشبية في المركز المقدس أو لأية منطقة أو أسرة .. لا ..لن يحصل ذلك.. مهما كانت التضحيات.. والآتي بفضل الله ومِنَّتِه  أفضل رغم مرارة الحاضر وملل الانتظار وملل النفخ في قربة الشرعية المخزوقة حتى اللحظة.. !!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي