مركز الملك سلمان عطاء أكبر

محمد قشمر
السبت ، ٠٩ مارس ٢٠١٩ الساعة ٠٧:٤٠ مساءً


تتفاقم المآسي الإنسانية في اليمن وترتفع معها أصوات المنظمات الدولية عن الوضع الإنساني وعن مستوى الحاجة الملحة لتوفير ما يلزم للحفاظ على ما تبقى من الإنسانية، ثم تستمر النداءات الدولية لجمع ما يمكن جمعه من مساعدات لليمن ولأبناء اليمن، نجد أن هناك من الأشقاء والأصدقاء من يتجاوب مع الأمور الملحة والإنسانية،  ولو أن هناك تفاوت بمدى الاستجابة للخطط الطارئة أو غيرها من أجل تخفيف الأعباء، ويكون لكل دولة ٍ مانحة رؤيتها الخاصة بها للوضع الإنساني في اليمن، وعلى ضوء هذه الرؤيا والوضع الاقتصادي يتم تقدير ما تقدمه الدول من مساعدات لليمن وعن طريق المنظمات الأممية أو غيرها . 
نحن لا نستثني احداً قدم ولو اليسير لليمن، ولهذا نقول للفلبين شكراً جزيلا لتفاعلكم وتجاوبكم مع الدعوات الدولية لدعم اليمن الذي عقد مؤخراً، انا لا أنظر لما قدمته الفلبين من حيث الكم والذي كان عبارة عن عشرة ألف دولار، بل أنظر إلى مستوى الاستجابة منهم لحاجتي ولحاجة ارضي وأهلي في اليمن، ولهم على هذه الاستجابة ألف شكرٍ وتحية.
فإذا كنا نقدم شكرنا وهو واجبٌ علينا لهم بما قدموه ولو كان يسيراً فكيف بنا ونحن نرى قوافل المساعدات الإنسانية تسكب على أرض اليمن سكباُ من ذراع الخير في المملكة العربية السعودية الشقيقة وهو مركز الملك سلمان للإغاثة ، لا أتحدث ايضاً عما قدمته المملكة لليمن من بداية الحرب على وجه العموم ، بل ما تم تفصيله من خلال التقارير الإنسانية التي ذكرت أن المملكة هي الداعم الأول لخطط الإغاثة في اليمن من بداية الحرب حتى هذه اللحظة ، نحن نتحدث عن ملياري دولار فقط حتى نهاية يناير 2019 م ، مبلغ لم تقدمه دولةٍ أخرى شقيقة أو صديقة مع خالص تقديرنا واحترامنا لهم جميعاً ولكل من ساندنا بقول ٍ أو فعل.
كل ما نراه ونلمسه من مركز الملك سلمان للإغاثة يبين بجلاء أن ذلك المركز الإنساني الإغاثي العالمي الذي لا تقتصر إنسانيته على دولة ٍ دون أخرى والتي وصلت عدد الدول المستفيدة منها حسب علمي إلى (33) دولة، كان لليمن النصيب الأكبر منها وذلك لإدراك المركز بواقع الحال وتلبيةً لنداءاتٍ دوليةٍ تؤكد أن اليمن هي المأساة الإنسانية الأولى في العالم.
استطاع مركز الملك سلمان أن يقدم المساعدات الإنسانية بناء على خطط الاستجابة المقدمة دولياً او بناء على تقارير حكومية او من منظمات المجتمع اليمني والاقليمي ذات الثقة، حيث كان لمشاريع الأمن الغذائي النصيب المهم في مساحة المساعدات الإنسانية من قبل المركز ، كما ان الصحة والتعافي المبكر والمياه والإصحاح البيئي ودعم العمليات الإنسانية والتعليم الذي كاد أن يكون مشلولاً تماماً لو التدخل المهم من قبل المركز لإعادة إحياء هذا القطاع الحساس.
يؤكد الباحثين في الشؤون الإنسانية والعاملين في القطاع الإنساني ان مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية هو صاحب اليد الطولى في الدعم الإنساني وإغاثة أبناء اليمن في أصعب مرحلة تمر بها اليمن في التاريخ المعاصر، ليكون ذلك المركز هو العلامة الفارقة في العمل الإنساني العربي في اليمن وفي العالم.
طبعاً في هذا المقال البسيط اتحدث عن العطاء الذي يقدمه مركز الملك سلمان ودوره الرئيسي والمباشر في تخفيف وطأة المعاناة عن أبناء اليمن ، وانا ممن تحدث عن وجود خلل في عمليات التوزيع بالنسبة للإغاثة المقدمة لليمن وأن هناك خلل لا يمكن بأي حالٍ من الأحوال أن يتحمله المركز بقدر تحمل القائمين على التنفيذ لتلك المسؤولية، إلا أن المركز يسعى وبجهودٍ حثيثةٍ أن يكون الشريك المنفذ قادر على تحمل مسؤولياته المختلفة في تنفيذ الخطط الإغاثية بالشكل الأمثل.
نقول نحن اليمنيون للأشقاء في المملكة العربية السعودية عموماً ولذراعها الأرقى في مجال الإغاثة والأعمال الإنسانية لا تستطيع كلمات الشكر والثناء على أن توفيكم حقكم فيما قدمتموه وما تقدموه لليمن ولليمنيين في الداخل المنهك جراء الحرب التي قادها الانقلاب علينا جميعاً، كما أقول لكل الشركاء من اليمنيين أن يكونوا أكثر حرصاً على رسم الصورة النظيفة التي تبين بجلاء اخلاص العاملين في قطاع الإغاثة من المنظمات المحلية وان يقدروا أن هناك من يقدم المساعدات لأهلنا وعلينا أن نكون لهم عوناً عظيماً من اجل أن يتم الاستفادة القصوى من تلك المساعدات، وان يشعر بها المواطن البسيط ، لأن المشكلة الأكبر من وجهة نظري ومن خلال ما قدمه الكثير من الدراسات هو ما يمكن للفساد أن يتخلله اثناء عمليات التنفيذ لتلك المشاريع الإنسانية العظيمة.
اليمن بقدر حاجتها للدعم الدولي فهي بأمس الحاجة إلى إخلاص أبنائها الذي بهم وبدعم الاشقاء ستعود اليمن الينا ونعود اليها ونظهر وجهها الجميل بعد أن سعى الخونة الى تلويثه بالحق والكراهية والطائفية.
شكراً ملك الملك سلمان على كل شيء واعلم أن العطاء سيستمر حتى تستقر اليمن الحبيب.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي