حراس القيم : جريمة صناعة الفراغ ,, وخلط الاوراق

كتب
الأحد ، ١٥ يوليو ٢٠١٢ الساعة ٠٢:٣٠ صباحاً
بقلم / عبده عماد
بقلم / عبده عماد

من يخلط الأوراق باليمن ومن يلعب بها , من يعبث بأوراق الدولة ومن يديرها , من يلعب بأوراق الأحزاب ومن يقودها, من يلعب بالمؤسسات ومن يتحكم بها  , من يقود الرأي العام ويوجهه ويستغله  ,,,,,

 انها بحق مرحلة التيه والفراغ ,,, ولكن ياترى من صنع الفراغ في الماضي ومن يصنعه في الحاضر ؟ ,,,,,,

لاشك انكم معي في ان النظام السياسي السابق بكل مفرداته هو من صنع الفراغ السياسي ، والفراغ الثقافي ، والفراغ الروحي ، والفرغ الاقتصادي , والفراغ الامني , والفراغ الوطني ,,,

وبالمقابل فالنظام الحالي ( اي ما بعد الثورة ) وهو المهجن من السلطة والمعارضة لم يستطع ان يملا الفراغ ، ولا يوجد ما يبشر بما يملأ الفراغ السياسي والدستوري للبلاد ,,,

 لقد حل بن عمر ليملا جزء من هذا الفراغ , وحلت الاتفاقية الدولية لتملا جزءمن الفراغ  , وحلت المشاريع الصغيرة لتملا الفراغ في الولاء للوطن  , واصبح كل حزب مشروع وكل كيان مشروع وكل فرد مشروع لا يربط بينهما رابط في كثير من الاوقات ,,,,

للاسف اصبح الشارع اليمني لا يثق بمن يقود البلاد سياسيا واجتماعيا اليوم , ويزداد يقينا بانهم غير قادر على ملء الفراغ لديه , انه يدرك ان النخب السياسية والثورية مشغولة بجريمة خلط الاوراق , الكل على الكل , ومافيش حد احسن من حد ,,,,

انها بحق جريمة خلطت الحق بالباطل والجلاد بالضحية , لقد خلطت اليوم في واقعنا كل الاوراق ، خلط الثوري بغير الثوري ، الثوري المدني بالثوري المعادي للمدنية ، الثوري الاصيل والثوري الدخيل ، الثوري الكبير والثوري الصغير ، الثوري الامين والثوري السارق ، الثوري الحزبي وغير الحزبي ، القبلي الوحدوي والانفصالي ، السلمي والمسلح ، الوفاق والنفاق ، المشترك وغير المشترك ، الداخل والخارج ، الجيش المؤيد بالجيش المعادي ، ،،

اختلط اليوم بالغد ، والصدق بالكذب ، السري بالعلني ، الحق العام والحق الخاص ، الوهمي بالحقيقي , من مع ومن ضد ، من يحكم ومن لا يحكم ، من المسئول ومن غير المسئول , اختلط الامن بالخوف , والشيعي بالسني , الاصلاحي بالمؤتمري , اختلط الموجود مع  المعدوم , والصواب بالخطأ ,,

ولذا ارى ان مهمتنا الاساسية هي مقاومة ما تميزت به السياسية اليمنية  من صنع الفراغ في كل شئ ,,  وإفراغ كل شئ من محتواه والعبث به

وبقيمه ومبادئه  ,, وليكن بحسباننا ان هؤلاء ليس لهم الا ولا ذمة , فهم جشعون وانانيون  ومرضى نفوس وتحيط بهم مصالحهم الذاتية ,,,

وعلينا مسؤولية كبيرة في كشف ايديهم السرية التي تشبه في اداءها اداء الموساد وعصابات المافيا التي تعيث الفساد دون ان تظهر وتتحمل ادنى مسؤولية ,,,,

 هؤلاء هم من يشكلون الخطر الحقيقي على حاضر اليمن ومستقبله ,, وعلى كل الشرفاء الانتتباه وتوحيد الجهود تحت راية واحدة هي اخراج الوطن الي بر الامن و الامان  ,,,,

الحجر الصحفي في زمن الحوثي