الحب أكبر من كده

أحلام القبيلي
الخميس ، ٢١ فبراير ٢٠١٩ الساعة ١٢:٠٦ صباحاً


نستطيع أن نحصر جميع مشكلاتنا مع الحب، وفي الحب في ثلاثة أمور:


لم نعرف معنى الحب....

لا نعرف كيف نحب....

وأسأنا اختيار من نحب...


يقول الشيخ سلمان العودة : " الحب فطرة إنسانية ، ولدت معنا ، لا نحتاج لتعلمها ، وما نحتاجه هو 

كيف نحب ، ومن نحب ، وكيف نسيطر على الحب"

وقد حجروا واسعاً عندما حصروا الحب بين الرجل والمرأة ، " خارج إطار الزواج " حتى قالوا : الحب مقبرة الزواج!

فهناك حب الله ، وحب الحياة والجمال ، وحب الوطن ، وحب الخير والأخلاق والقيم ، وحب كل من يستحق الحب من أقرباء وأصدقاء 

ثم تمادوا في جهلهم واعتقدوا أن الحب غرام وهيام ، وشوق وحنين ، وسهر وأنين ، ورمانسية ورمسسة!

والحب أكبر من كده


الحب ليس كلاماً فارغاً ، ولا عواطف وأحساسيس نعبر عنها بالأغاني والأشعار، والبالونات الحمراء ، مش رسايل ومراسيل ، وخذ لي بدربك ها المنديل

الحب أكبر من كده

الحب مواقف ، الحب عطاء ، الحب بذل ، الحب إيثار ، الحب تضحية ،

الحب أن تقاسمني الحياة بحلوها ومرها 


من يدعي محبتك ثم يخذلك ، يشبه ذلك القائل : " ابشرك ، الحمدلله ، العملية نجحت ، لكن مات المريض!"


ودعونا نأخذها قاعدة لجميع أنواع الحب :" العاطفة التي لا تصنعها المواقف الإيجابية ، ليست حبا"

قد تكون إعجابا ، قد تكون انجذابا غريزيا ، قد تكون تسلية ، قد تكون شفقة "

لكنها بالتأكيد ليست حبا

الحب أكبر من كده

وإذا عرفنا عكس الحب سنعرف المعنى الحقيقي للحب، وعكس الحب اللاحب ، اللامبالاة ،

أنك لا تعني لي شيئاً ، ولا يهمني أمرك ، ولا يعنيني شأنك

" وانا مالي إذا قالوا رفع رأسه ،،،، بكيفه يرفعه وإلا يوطيه"

وفي المقابل الحب أن يهمني أمرك ويعنيني شأنك ، حالي من حالك ، وفرحي من فرحك 

وحزني من حزنك ،وأنت أهم مصادر سعادتي ، وأقوى أسباب نجاحي

الحب أن تصبر علي واصبر عليك

تسندني واسندك ، تفهمني وأفهمك ، تعرف عيوبي وتحبني كأمي

وتتحملني في أسوأ حالاتي

من هنا ينشأ الحب ومن هذه الأشياء يتكون وينمو ويستمر.

يقول الفيلسوف البريطاني بيرتراند راسل : 

"ليس حبا ذلك الذي كل هدفه الإمتلاك ، ولكن الحب هو المشاركة

في الميول ، والرغبات ، والإحساس بإن ذات من تحبه لا تقل أهمية عن ذاتك"


وقد عرف الحب الشاعر العالمي سعدي الشيرازي في قوله:

قال لي المحبوب لما زرته

من ببابي؟ قلت: بالباب أنا

قال لي: أخطأت تعريف الهوى

حينما فرقت فيه بيننا

ومضى عامٌ فلما زرته

أطرق الباب عليه موهنا

قال لي: من انت؟ قلت: انظر

ثم إلا أنت بالباب هُنا

قال لي: أحسنت تعريف الهوى

وعرفت الحب فادخل يا أنا

الحجر الصحفي في زمن الحوثي