حظ اليمن العاثر

عبدالناصر العوذلي
السبت ، ١٦ فبراير ٢٠١٩ الساعة ٠٨:٥٨ صباحاً

حظ اليمن العاثر  أنها باتت مسرح عمليات عسكرية لصراع إقليمي، تتقاطع فيه المصالح وتتعدد فيه الأجندات. 
حظ عاثر لبلد يمتلك من مقومات العظمة الكثير ، وباستطاعته أن يكون دولة عظمى ومحورية، في المنطقة غير أنه يفتقر إلى القيادة الحكيمة، التي تستطيع أن تنطلق بمصداقية نحو البناء والتعمير وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. 

حظ اليمن العاثر  أنه يتحمل أوزار الآخرين ففي حين إجتمع وزراء خارجية الدول العربية في وارسو،  ببولندا تحت سقف واحد ، وعلى طاولة مستديرة مع رئيس الوزراء للكيان الصهيوني .

لم يتحمل تبعات هذا الإجتماع إلا اليمن ووزير خارجيتها بينما لم نسمع ولم نرى نقدا للحضور العربي البتة، وهذا دليل على أن اليمن  مازال يدفع  فاتورة الصراع الإقليمي  .

تفرغت الأقلام ووسائل الإعلام،  لنقد  هادي  وزير خارجيته، وكأن هادي قد أرسى دعائم التطبيع مع الكيان الصهيوني.
 أمر يدل على هزلية الإنتقادات.

   لأن هادي  واليمن في وضع لايسمح بالتطبيع ولو أن هادي لديه الرغبة بالتطبيع لتغيرت موازين القوى وتغيرت المعادلات السياسية والعسكرية. 

استغرب أن الدول العربية التي كانت حاضرة في الاجتماع، لم يتطرق لنقدها أحد، رغم أنها المرة الأولى التي تجتمع قيادات عربية مع الكيان الصهيوني، تحت سقف واحد، وعلى طاولة مستديرة .

 فما بال أقوام  يحملون اليمن وهادي  واليماني، تبعات هذا الإجتماع أم أن اليمن هي الحلقة الأضعف، في المجموعة  وعليها خرج المزايدون والأفاكون والمرجفون في المدينة،  أمر يثير الإستغراب ، والطامة الكبرى أن أغلب المنتقدين ممن يستلمون رواتبهم بالدولار من الشرعية .

 والمثل يقول - ( من أكل وذم جعل له الجذم ) مالكم كيف تحكمون أم لكم كتاب فيه تدرسون  إن لكم فيه لما تخيرون 

إن كان هناك خطأ فهو خطأ  عربي وليس يمني   فاليمن حضرت ضمن إطار عربي ولم تكن منفردة والخطأ يشمل الجميع ولا تتحمله اليمن ولا رئيسها ولا خارجيتها،  فاتركوا اليمن وشأنها ودعوها تضمد جراحها ويكفي اليمن أنها تدافع برجالها وجيشها عن الأمة العربية من خطر السلالة الصفوية. 

عبدالناصر بن حماد العوذلي 
16 فبراير 2019

الحجر الصحفي في زمن الحوثي