ألمثل هذا اليوم أزيح المخلافي ..حمدا لله على ذلك..؟!

د. علي العسلي
الخميس ، ١٤ فبراير ٢٠١٩ الساعة ٠٣:٢٥ مساءً


ما كنت أتوقع ولا أظن  ولا أرغب ولا أحبذ أن أرى وزير خارجية بلدي في أحلاف مشبوهة ،قد يكون حصيلة مشاوراتها التآمر على القضية المركزية فلسطين الحبيبة ،خصوصا بعد أن اتضح غياب المسؤولين الفلسطينيين عن الحضور ،ولن تغيب قطعا إلا اذا أحست ان الاجتماع  احد اجندته انه ضدها ، ونحن كذلك ضد تشكيل الأحلاف بالاشتراك مع الكيان الصهيوني كمبدأ وكموقف لا تنازل عنه ،فما بالكم إذا كان سيسفر  بقرار ضرب دولة اسلامية ، حتى وإن كانت تحدث لنا الأذى وتزعزع استقرار بلداننا ..!؛ والصحيح أيضا أننا ضد تدخل ايران في يمننا الحبيب وفي مواقع أخرى من وطننا العربي  الكبير نتحاور معها بالسياسة فان ابت فنقاتلها كما يحدث باليمن حتى تعود الى رشدها وتوقف تدخلها وتنتهي المسألة ،فلا نقبل بتدميرها وتدمير قدراتها، طالما وتعلن موقفها  الرافض للكيان الغاصب لفلسطين  صباح مساء.. ،ولكن من الضروري بعد ظهرا لتأمر عليها بهذا الحلف المتشكل ..؛عليها الآن وليس قبل فوات الأوان _ فانه يلوح بالأفق ضرب ايران وادخال المنطقة في دوامة التدمير_ أن  تدرك وتعي ايران وقيادتها أن تدخلاتها السافرة في شئون بلداننا قد يجلب لها ولنا التدمير والتمزيق ،وعليها اليوم ان تعلن  وتستجيب لمنطق الحوار وان تتخلى وتضغط على اذرعها في المنطقة  بالتخلي عن استخدام القوة لفرض الآراء المذهبية أو السياسية  ،و عليهم وهي فرصة سانحة لهم ان يستجيبوا للحوار والسلام يعيدا عن القوة او التلويح بها ، مقابل أننا جميعنا في أمة العرب نرفض أن تتولى امريكا وربيبتها الصهيونية "الكيان الغاصب للأرض والمقدسات العربية" الكيان الصهيوني اللقيط  ،لا نقبل أن يتولى هو ضرب ايران وتدمير مقدراتها..!
عجبي واستنكاري الشديدين من حضور وزير خارجية بلدي في حلف وارسو ،وقبوله أن يتوسط في المنصة وزير خارجية امريكا ونتنياهو اللعين الذي يستعرض بهذه التظاهرة انه لم يعد معزولا فهو بين سبعين دولة عشر منها دول عربية  من ضمنها اليمن مع كل آسف ، هذا الشخص يتفاخر بان التطبيع مع الدول العربية سائر من احسن إلى أحسن ،.. وقد يقول قائل ان اليمن اصبحت لاعب اقليمي كبير ولم تعد دولة هامشية بل انها تتصدر الدول..!؛ وقد يزايد أخر..!؛  أليس من الأفضل..؟!؛ أن يظهر ما كان مستوراً في مسألة التطبيع ،فتظهر الدول على حقيقتها في تعاملاتها مع الكيان الصهيوني فهو ليس وليد هذا الاجتماع ..وميزة ذلك تقليل دفع الأثمان ..!؛ فثمنه أقل من التستر والابتزاز الصهيوني الحقير ..! ؛ لست معني بمناقشة هذه الافتراضات الآن ،ولكني معني بتأييدي ودعمي للشرعية وأساءني ان يحضر وزير خارجية بلدي مؤتمرات واحلاف كحلف وارسو الجديد الذي لا شك عندي انه سيجلب للمنطقة الشرور ، علاوة على التطبيع مع الكيان الصهيوني وعلى حساب دولة اسلامية جارة لوطننا العربي الكبير..!
شخصيا لما رأيت الصورة أدركت عظمة  تنظيمنا المكافح وثبات مواقف كوادره ،منهم طبعا الاستاذ عبد الملك المخلافي ،واليوم فقط ادركت أن ازاحته من رأس الدبلوماسية اليمنية خشيتهم من ألا يقبل الذهاب لمؤتمر كهذا وبفضيحة كهذه ،ليس خشية بل بالفعل مدركين من انه لن يقبل ولن يوافق بل وسيرفض هذا التطبيع وهذا الحضور ،فحمدت الله على ازاحته ،وبدوري الآن ابارك له  صلابة موقفه وثباته من القضايا القومية والمصيرية التي لا تحتمل التأويل او التبرير او التفسير.. تحية له وشكرا لكل عطاءاته عندما كان في الخارجية يرفع الرأس ويكسب النقاط وينتصر للشرعية ،فكان مفاوضا حصيفا مقتدرا باسم الشرعية ونجاحاته المميزة تشهد له على ذلك..!؛ أختم فأقول : على الشرعية فعلا ان لا تتورط اكثر من هذا الحضور،وأن تراجع مواقفها وتقيمه وفقا لإرادة ورغبة شعبها لا أن تقفز عليها ..ولن أزيد..!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي