أزمة المؤتمر وإشكالية الأمة

د. عبده مغلس
الجمعة ، ٠٨ فبراير ٢٠١٩ الساعة ٠٤:٢٦ مساءً


أزمة حزب المؤتمر وما يحدث فيه هي أزمة الحزبية في اليمن والمنطقة فلقد أرتبطت الحزبية النشأة والإيدلوجبة بالسلطة (الحكم) وبالقياس (النموذج )من خارج الواقع فلم تمثل الحزبية بنشأتها وأيدلوجيتها الواقع (الناس-الشعب)ومعاناتهم بل الخارج، وتلك جزء من الإشكالية العربية في العقل العربي المُكَوَّن التي عصفت وتعصف بالمنطقة شعوبها ودولها، فلو كان المؤتمر حزباً يعيش واقعه ولا تحكمه أغلال العصبية والفقه المغلوط، لكان عاش لحظة ميلاد اليمن التاريخية، فواقعاً لديه إمكانيات القوة والتوحد ، فلديه شرعية الدولة ممثلة بفخامة الرئيس هادي ولديه مشروع مخرجات الحوار الوطني لبناء الدولة الإتحادية، الذي هو مشروع الخلاص من أغلال الماضي وعصبياته، كما هو مشروع بناء المستقبل، لكن أغلال العقل مهيمنة، وهي مشكلة كل الأحزاب والتكتلات التي لم تستطع إستيعاب لحظة الميلاد التاريخية للشرعية اليمنية ومشروعها، بل وتحالفت مع المشروع المضاد لمليشيا الحوثي الإيرانية، الذي يمثل إمامة الفقه المغلوط، للإنقلاب على اللحظة التاريخية لميلاد اليمن الجديد بشرعيته ومشروعه، ولن نخرج من هذه المعاناة مالم يتم أولاً تحرير العقل من أغلال الفقه المغلوط فهو المكون الأساس للعقل، وثانياً استعادة جوهر دين الإسلام الحق وقيمه في العبادية والإستخلاف والتعارف والشهادة على الناس، والتعايش القائم على المواطنة وليس العصبية بكل مسمياتها، وهو ما يقدمه مشروع الدولة الإتحادية بأقاليمها الستة، وهذا ما وصلت إليه شعوب العالم من حولنا بفطرتها النقية، التي تمثل جوهر دين الإسلام، لأنها غير محكومة بأغلال الفقه المغلوط، فتطورت وواصلت مسيرة الإنسان ووصلت، ونحن ما زلنا نعيش أغلال كربلاء والحسين وفقه الإمامة المغلوط وعصبيته، هذه هي إشكالية الأمة.
د عبده سعيد المغلس
٧ نوفمبر ٢٠١٩

الحجر الصحفي في زمن الحوثي