مخاطر الكراهية تُهدد مُستقبل اليمن

كتب
الخميس ، ٢٨ يونيو ٢٠١٢ الساعة ٠٩:١٥ مساءً
ماجد المذحجي تُغذي أخطاء السياسة في اليمن لغة الكراهية في المجتمع وهذا أسوء ماقد يحدث لليمنيين. وفي التاريخ المنظور لهذه البلاد لم نتورط بشكل حاد في اشكال من التعبة بين المجموعات الاهليه بحيث يتم استحضار الهويات الصغيرة للأفراد كمنصة لاطلاق النزاعات وإدامتها، وكانت الصراعات والانقسامات بسيطة واولية ومُضمرة في لغة المصالح والتنازع على الحكم حتى لو أخذت في احد أبعادها اشكال الفرز المناطقي والجهوي أكثر منه طائفي، ولكن ما يحدث الان هو تصعيد الفرز الطائفي والعرقي والجهوي بشكل لم يسبق له مثيل وهذا خطر للغاية ولايتم التنبه له من قبل احد. حين يتم تسكين لغة الكراهية في المجتمع يصعب تماماً التعافي منها وسيدفع الناس الثمن بدورات دم أهليه تترك جروحا لاتندمل. وكما يبدو الان فنحن نمضي بإتجاه ذلك بتسارع متزايد، حيث يتسع التقسيم والنظر للافراد ضمن هوياتهم غير المُعلنة، فاصبح شائعاً تأكيد وتفسير ما يحدث ضمن تعميمات زيدي وسني، سيد وقبلي، جنوبي وشمالي، جنوبي نقي وعرب ثمانية وأربعين! هذا غير مسبوق واصبح حالة يومية يتم التأقلم معها والاطمئنان لها بدون اي حساسية تجاه ما تُخلفه من انقسامات مُرعبه في أرواح اليمنيين وما تُغذيه من احتراس وتوتر بينهم. وحين تستخدم القوى السياسيه، ضمن حس براجماتي انتهازي اخرق، هذه الأدوات الحساسه والخطره في حشد الجمهور وتوظيفه لتحقيق مكاسب على الارض في إطار الصراعات السياسيه فهي تُفخخ فرصها ذاتها في الوصول إلى السلطة، وفي استمرار مجتمع السياسي الطبيعي المنتمي للعصر والحداثة، لصالح تصعيد مجتمع الطوائف المحكوم بالتصالح والاقرار بالمجموعات الاهلية المعرفه بهويات صغيرة، وحيث التقاسم السياسي وفكرة الحكم ليس حقاً تابعاً للانتصار في معارك الانتخابات في النقابات والبرلمان وفضاء التنافس الحديث والمدني، بل هو أسير للتمثيل ضمن الهويات الطائفية والعرقيه والمناطقيه، وبالتالي ستذهب الاحزاب نحو الانقسامات والتفتت وستصعد جماعات سياسية اهلية بدائية لتستولي على موقعها وفرصها. ليس الفرد في المجتمع طائفي او عرقي بطبعه بل يُدفع لذلك، وحين يغيب التمثيل السياسي الحديث فهو يضطر الى القبول بالتمثيل الاقل، خصوصا حين تُشرعن الدولة ومراكز القوى هذه التمثيلات البدائية وتتعامل معها كحقيقه نهائية وتُضعف الاخرى في المقابل، وهذا مايحدث في اليمن وماسيكون مآله مُرعباً على الجميع. إن مستقبل السلم الاهلي اليمني رهين اداء سياسي اخرق من قبل القوى الرئيسية في المشهد حالياً، وبعد ان كان صالح هو الفاعل الوحيد الذي يعبث بأوراق الانقسامات الطائفيه والعرقيه والمناطقيه لضمان حكمه وديمومته، توزعت هذه الأدوات الخطرة بيد الجميع الان، ليتم استخدامها والعبث بها ضمن العاب سياسيه صغيره وغير مسؤوله بشكل يفتقد للنظر البعيد تماماً. وهكذا تقود صراعات صعده بين الاصلاح والحوثيين، وصراعات الجنوب بين الحراك والسلطة، أو مع الشماليين من العمال البسطاء، البلد بأكمله نحو انقسامات قائمة على تعريفات وعنف الكراهية المطلق، وفي ظل انخفاض الحساسية لدى الجميع فلن ينجو احد في المستقبل من دورات عنف ستطبع وجه اليمني بوشمها الدامي. [email protected]
الحجر الصحفي في زمن الحوثي