التعرف على الأخ الرئيس في أحدث مقابلاته..! (1)

د. علي العسلي
الجمعة ، ٠٤ يناير ٢٠١٩ الساعة ١٢:٥١ مساءً


”الرئيس هادي” يكشف  عن معدنه الأصيل وصلابته القوية في وجه العاصفات ، ولأول مرة يتحدث عن قضايا جوهرية وبهذا العمق الذي سترونه أحبتي الكرام ..لقد تحدث عن كثير من القضايا والاحداث والمنجزات  ليس  ابتداءً من  احتجازه في مقر إقامته بالعاصمة صنعاء ومروراً باتفاق ستوكهولم وعلاقته بالرئيسين السيسي و ترامب  ومواضيع اخرى ،في لقاء مطول أجرته معه  صحيفة "الأهرام العربي" يوم الخميس( الثالث من يناير 2019) حواراً صحافياً مع فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمنية.

 رئيسنا الرئيس هادي رجل مطلع وذاكرته حديدية بما جرى في التاريخ والاستلهام من ذلك الخزين للتصرف بحكمة فيما  يتطلب في وقتنا الحالي ، فهو رجل موضوعي حصيف متزن هادئ .. يعرف المنطقة ويعرف أدوار الدول  ويبين وفائه وشعبه لها ..فهو يعلم  مصر ومواقفها عبر التاريخ ويعرف قاداتها وادوارهم ايضاً ..يعرف أن مصر الدور والتاريخ والريادة ،ومن أنها المركز الاشعاعي التحرري  ؛حيث عبر عن ذلك فقال : " مصر هي حاضرة دوماً في ذاكرة ووجدان شعبنا اليمنى، والإعلام المصري كان المرآة العاكسة للواقع العربي خلال عقود خاصة في حقبة الستينيات، حيث كان صوت العرب هو الإعلام المقروء والمسموع، ونبض الشارع العربي من أقصاه إلى أقصاه.." رجل يحمل هذا الإرث لا يمكن أن يهزم أو يتراجع أو ينهزم .. رجل يصدح بما فيه من حب للعرب ولمصر ولأدوارها وترن جمل احمد سعيد وصوت العرب في أذنيه ..تحية لك اخي الرئيس وهذه الخلفية المعرفية والثقافية  التي لديك.. رئيس يحمل في اعماقه من ذكريات الماضي ما يستزيد به لحاضره ويقدمه للمستقبل لشعبه وأمته ، رجل يؤكد ويفتخر بانتمائه القومي  والعروبي وبشكل متجرد وبعيداً  عن الأيدولوجيات  ،هذا هو المطلوب والمرعوب من حكام أمتنا ..؛ لقد اجدت وافدت وابدعت فخامة الاخ  الرئيس  ،فليس مستغربا إذاً !؛ أن نصفك  بزعيم من زعماء أمتنا العربية القلائل ومن أنك فعلا من عمالقة  القومية العربية في هذا العصر الذي يراد لأبنائه التجزئة والتقسيم والتشظي وانت تقف ضد ذلك بكل اقتدار ومن حولك عمالقة أخرين يدعمونك ويؤازرونك ،فلا شك عندي أنك  زعيم عربي ومن عمالقة القادة القوميين ماضيا وحاضرا.!؛

 إن اشارة الأخ  الرئيس لمصر ،مصر  التي يعرفها كل يمني بتضحياتها وتعليمها ووقوفها باستمرار مع الثورة اليمنية ومع الجمهورية ، فلابد لها ولشعبها  من كل شعبنا وفي المقدمة منهم الاخ الرئيس إلا التحية والتقدير ولشهدائها طلب الرحمة والغفران  من رب السماء والأرض .. مصر  المعروفة بالوقوف مع ثورة اليمن والدفاع عن النظام الجمهوري ضد الإمامة البغيضة في ستينيات القرن الماضي ،فهي هي مصر اليوم الواقفة مع اليمنيين ارضا وانسانا ..  لا تغيير ولا تبديل ولا تبدل في مواقفها ،وهنا اشارة موفقة من قبل الاخ الرئيس حيث قال "  ومصر كعادتها دوماً تقف مدافعاً صلبا عن قضايا الأمة العربية، وموقفها على الدوام هو مناصرة لقضاياها، ووجود مصر ضمن دول التحالف العربي، يؤكد على هذا الموقف الثابت لمصر العروبة، لمؤازرة ونصرة اليمن حتى تحقيق كامل أهداف التحالف العربي وعودة الشرعية، واستعادة الدولة وتحقيق أمن اليمن، واستقراره المنشود، ليسهم اليمن بدوره المأمول في بنيان الكيان العربي الواحد." .. لا شك أن هذه الاشارة  هي اشارة ذكية  تؤكد  في اعتقادي عدة نقاط أمنها : _ ثبات موقف مصر تجاه قضايا الأمة والدليل على ذلك بشكل عملي وقوفها مع اليمن في الماضي والحاضر ؛_ انه عندما يكون التحدي خارجي تجد مصر حاضرة وعندما تكون الأمة مهددة تجد مصر حاضرة ولذلك هي ضمن التحالف العربي ضد ايران التي تدخلت في اليمن ووقفت مع الانقلاب وسلحته ، فاليمن يعني كل العرب ومعركته هي معركة كل العرب من اجل آمن الخليج والأمة كلها، ولذلك ينبغي تفعيل الدفاع العربي المشترك ،أن مصر الستينيات هي مصر القرن الواحد والعشرين لا اختلاف ابدا فيما يخص اليمن ،أن القضية بمجملها هي قضية العرب جميعهم مع التأكيد على استعادة اليمن وشرعيته لتقوية وتمتين البنيان العربي ،أي اعادة اليمن الى البيت العربي بعد أن اختطف خلسة من ايران ولقد تنبهت المملكة العربية السعودية لهذا الخطر فشكلت تحالف لمواجهته لم تستبعد مصر الدور والتاريخ والشرعية لعروبيته ،فكانت مصر في هذا التحالف ، حيث مصر الدور والتاريخ معنية بأمن الخليج والجزيرة وأمن كل العرب ..!؛ ثم قال الرئيس هادي "مصر هي القلب العربي النابض، وهى بما تشكله من عمق حضاري وإرث تاريخي وحضور فاعل في كل قضايا الأمة، يؤهلها للعب أدوار قيادية كبيرة لمصلحة الأمة وقضاياها. هذه الأمة اليوم لها جناحان قويان للتحليق بهما، يتمثلان في المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية، وهذان الركنان المتينان هما مركز الاعتماد الذى تركن إليه كل الأمة في حماية أمنها واستقرارها.."  لا فض فاك ايها الاخ الرئيس فلقد أدخلت مفاهيم ومضامين جديدة للأمن  العربي ووجود الأمة ورعاية المصالح الوطنية والقومية لن يتأتى إلا بجناحي التحليق العروبي في كل بلاد العالم (مصر+ السعودية) ،نعم لن تفلح الأمة العربية بمستقبلها والحفاظ على آمنها إلا بالاعتماد على ركنين اساسين مصر العروبة والدور والتاريخ والسعودية العربية وقبلة المسلمين وحاملة لواء الدفاع عن مصاح الآمة في هذا العصر ،وفي اشارة الرئيس انه لولم تحدث زرع الخلافات بين هذين الركنين في الماضي لما وصلت الآمة إلى ما وصلت إليه من ذل واستهتار واخضاع واستلاب للأرض والارادة ،وفي اشارة الرئيس أنه قد حان الوقت لأن يلعبا هذين الركنين دورهما الطليعي لمصالح الآمة وقضاياها المصيرية ولتكون رقم معتبر في المحافل الدولية بهاذين الركنين الاساسين .. ؛  ويقول الرئيس هادي " مصر لها يد عليا من الدعم والإسناد لليمن وشعبه، ولم تكن عاصفة الحزم هي البداية ولا المواقف العظيمة للشعب المصري والقيادة المصرية مع الشعب اليمنى فحسب، بل كل هذا يأتي مستنداً إلى تاريخ عريق من العلاقات التي تربط شعب مصر الطيب بشعبنا اليمنى الوفي، الذى لم ولن ينسى هذه المواقف الأخوية الرائعة.."  ما اعظمه من تحليل رائع ومن اعتراف صريح بمكانة مصر في معادلة بقاء الأمة ومستقبلها ،فلو تم اضافة الركن الثاني المتمثل بالسعودية لما خابت وخسرت الآمة أي من مصالحها ومكانتها في العالم اطلاقا ..هذا الادلاء من قبل فخامة الرئيس وبقراءة متأنية ومعمقة يجد أنه يرد على من يعتبر انضمام مصر للتحالف العربي بانه حالة مصلحية آنية ،فيثبت الاخ الرئيس بالوقائع والتاريخ ان التحالف سمي عربي لوجود مصر ،ومن ان القضية مبدئية وليست انتهازية أو حالة عابرة ..لقد امتعتنا اخي الرئيس بهذه المقابلة الشيقة ..اكتفي بهذا على آمل مواصلة ومتابعة مقابلة فخامتك مع صحيفة الأهرام في  مشاركات قادمة بحول الله.. أختم فأقول : جمعتكم مباركة وعام جديد سعيد عليكم احبتي وانصحكم بالاطلاع على المقابلة لسبر اغوارها بعمق وتأني..!!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي