سر تخلف الدول والمؤسسات !!!

أ.د. داود عبدالملك الحدابي
الأحد ، ٢٣ ديسمبر ٢٠١٨ الساعة ٠٥:٤٩ صباحاً

من خلال استطلاعنا واستقصائنا وملاحظاتنا بشكل مستمر نجد دول تنمو ودول تنهار، ومؤسسات تتميز ومؤسسات تنهار . كم من ملايين البحوث العلمية والمؤتمرات الدولية والاقليمية التي تناولت هذه الظاهرة بحثاً وتحليلاً ومناقشة وكلها تتحدث وتشخص ظاهرة التخلف والنجاح. وبالرغم من توفر المعلومات الكافية حول هذا الأمر ومعرفة صناع القرار بذلك إلا أن التخلف لا زال مستمراً رغم معرفة المرض والأعراض والوصفات المناسبة. 


وحتى نختصر وقت القارئ لاسيما وأن من سمات التناول العلمي للظواهر هو أن نقدم عوامل محددة وقليلة لمساعدتنا لفهم الظاهرة وتفسيرها .


قد يقول قائل إن أهم عامل هو عدم وضوح الرؤية أو عدم توفر استراتيجيات واضحة للتطوير والتنفيذ، وقد يقول آخر بل هو عدم توفر أنظمة كفؤة للدولة ومؤسساتها،  وقد يقول آخر عدم توفر التمويل.  ولكن بنظرة فاحصة بسيطة سنجد أن كل ما قيل حول هذه الأمور سليم وصحيح . والسؤال الأهم هو من يقوم بإعداد هذه الأمور هو العنصر البشري الكفؤ والماهر والذي يتسم أيضاً بالنزاهة والأمانة والحريص على التنمية قبل مصلحته الشخصية.  


أي أننا إذا أردنا التأكد من معرفة سر التخلف فما علينا إلا أن نسأل: هل من يقود ويحتل المواقع القيادية والفنية والمالية والمواقع المؤثرة في الدولة أو المؤسسات أكفاء علمياً ومهنياً ويتسمون بالأمانة والنزاهة وتقديم المصلحة العامة على الخاصة؟ فإذا كانت الإجابة بنعم نكون قد ضمنا النجاح من أول يوم،  فهؤلاء هم من سيضعون الخطط والأنظمة ويختارون الشخصيات الكفؤة والأمينة وسيضمنون العمل ليل نهار للتطوير والتنمية. 


والسؤال الأخير هل يتم قياس المخرجات التنموية بشكل دوري لضمان التقدم وهل فعلا الأمور تتحسن بشكل واضح؟ 
من خلال أسئلة أساسية بسيطة نستطيع نعرف أن الدولة أو المؤسسة متخلفة أو في حالة نمو مستمر. 


أخي وأختي المواطنة  لا تشغلوا أنفسكم في مخرجات البحوث والمؤتمرات حتى تعرفوا سر التقدم والتخلف. الأمر أبسط مما نتوقع. فقط انظروا لكفاءة القائمين على الدول والمؤسسات ثم انظروا لمدى نزاهتم وأمانتهم وتقديم مصالح المجتمع قبل مصالحهم الشخصية. هذه الأسئلة البسيطة كافية أن تخبركم عن سر التخلف في الدول والمؤسسات.  


أما البحث عن الخبراء الدوليين وتجارب الدول الناجحة وغيرها من الأمور فهي أمور تالية .للأسف أحيانا نضع العربة قبل الحصان،  أو كما يقال في لغتنا الدارجة نبدأ بالبحث عن مربط العنز والعنزة غير موجودة. 


فقدنا بوصلة الأولويات وبدأنا بالثانويات قبل الأولويات. 
هل عرفنا الآن سر تخلفنا ؟!. 
إن إعداد الوثائق والتقارير عن التخلف والتقدم أمر تال . 


استقص في بلداننا نوعية من يتحملون المسؤولية وهل لديهم الكفاءة العلمية والمهنية والمجتمعية واحتياجات التنمية،  وانظر نظرة فاحصة هل يتسمون بالنزاهة وعدم الحرص على مصالحهم الشخصية. تستطيع بسهولة الوصول إلى نتيجة واضحة هل نسير نحو التخلف أو التقدم؟


نعم توجد عوامل أخرى متعددة ولكن هذه هي العوامل الأساس.
أعتقد هذا كاف لكل من يرغب معرفة سر التخلف في بلداننا ومؤسساتنا.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي