الاجهزة الأمنية بتعز .. كفاءة ونجاح

محمد الحذيفي
الاربعاء ، ١٩ ديسمبر ٢٠١٨ الساعة ٠٨:٥٢ مساءً


يبدو أن الاجهزة الأمنية بتعز ستجعلنا يوميا نبدي اعجابنا بها ، وستفرض علينا الاشادة بها حتما ، بإنجازاتها ، وكفاءتها ، ونجاحها الذي يكشف لنا كل يوم عن تقدم امني جديد ، وعن اكتشاف جرائم جديدة ارتكبتها العناصر الارهابية ، والعصابات الخارجة عن النظام والقانون ، في مربعات محددة كانت تتمركز فيها.

اعتقد أن حبات المسبحة انخرطت ، ولغز الاسرار اتجه نحو الحل ، وكنز المعلومات ، او الجزء المهم من الكنز اصبح بيد الاجهزة الأمنية ، لأن تتابع المفاجأءات الامنية خلال فترة وجيزة يوحي بذلك ، وما كان ذلك ليحدث بمجرد الصدف ، ورياح الاقدار ، وانما بجهد امني ، واستخباراتي كبير ، ودقيق ، وتحركات غاية في الاهمية بذلتها قيادة الجهاز الأمني ، وقيادة الاستخبارات ، وبدأت بتوجيه الضربات القاضية ، وهذا سيغير حسابات الكثيرين من المرتبطين بهذه العناصر ، والعصابات ، من افراد ، وجماعات ، واحزاب ، وخاصة بعد أن فشل عواء كلابهم من النيل من قيادات الامن التي اثبتت للجميع أنها تعمل بجد وإخلاص ، ولذلك تجدهم عند شعورهم ، واحساسهم بوجود نجاح امني جديد ، يستبقون ذلك بضخ هلوساتهم ، وسعارهم عبر العديد من الشائعات ، والأكاذيب ، والاراجيف ، بهدف الهاء الناس ، وحرف انظارهم ، وشغل عقولهم عن متابعات ما ستنشره الاجهزة الامنية من انجازات امنية جديدة ، او التقليل منها ، كالتي نقرأها من ضبط اخطر العناصر الأمنية ، واكتشاف مقابر جماعية ، ومعامل صنع متفجرات.

إن هذه الإنجازات الأمنية بكل تأكيد ، ستحقق انجاز اكثر اهمية ، وهي اعادة رسم الصورة الحقيقية لادارة الشرطة ، واجهزتها المختلفة ، ولادارات الاجهزة الاستخباراتية ، في أذاهان ، وعقول الجميع ، وستجعل الكثير من ابناء هذه المدينة ، يغادر مربع الاستخفاف ، واللامبالاة بجهاز الشرطة ، ورجل الأمن ، وستغير النظرة الاستصغارية للناس عند رؤيتهم تحرك اطقم الأمن في الشوراع ، وستزرع بدل ذلك الهيبة الأمنية ، والنظرة المتخوفة ، وستضع الف حساب لأقسام الشرطة ، والحركة الأمنية ، وسيفهم الجميع أن الأمن مصحصح ، ويتحرك ، وغير نائم ، وانه انتقل من مربع المراقبة ، الى مربع المداهمة ، والضبط ، والربط ، والقبض ، وسيلاحق اي مشتبه به ، او مخالف ، او عابث ، او فوضي ، ايا كان ، وفي اي منطقة وجد ، وهذا هو المطلوب اثباته ، وما يتمناه كل عشاق الدولة الحقيقيين ، غير أولئك المتسكعين على ارصفتها ، ليتاجروا بها بينما هم ضد الدولة اصلا.

حتى الأن ، لم تسرب ادارة الشرطة أي شيء مما لديها من معلومات توصلت اليها ، من نتائج التحقيق مع المطلوبين امنيا ، الذين وقعوا في قبضتها ، وذك حق اصيل من حقوقها ، لكن وحسب توقعي الشخصي ، فقد يكون بين ايديها كنوز ، وليس كنز واحد من المعلومات ، والحقائق التي ستذهل الجميع عن ارتباط هذه العناصر ، والعصابات ، بجهات محلية داخل المدينة لها ارتباطات وصيلة الثقة بعصابة الحوثي الاجرامية ، كانت تهدف الى الصاق صفة الارهاب بتعز ، امام المجتمع الاقليمي والدولي ، واظهار دول تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة ، بمظهر الفاشل ، والعاجز عن محاربة الارهاب على الاقل ، تقاطع هذا الهدف مع اهداف احزاب ديكورية طغت عليها النظرة الأنانية ، والحقد السياسي المفرط ، وكان ذلك واضحا ، وبجلاء ، من خلال تناسق ، وتناغم الحملات الاعلامية التي كانت ، ولا زالت حتى الان، وما نتمناه من ادارة الشرطة كشف ذلك للرأي العام إن وجد.

نجاح امني كبير سيحسب لمدير عام شرطة تعز ، واذرع جهازه الأمني ، ولاجهزة الاستخبارات المختلفة ، وكذا لقيادة وزارة الداخلية ممثلة بالوزير احمد الميسري ، الذي اولى جهده ، ودعمه للاجهزة الامنية بتعز ، ولأمنها ، واستقرارها ، وهو ذات دلالة كبيرة أن البوصلة بدأت تتجه اتجاها صحيحا ، وهذا لن يكون نهاية مشوار النجاح ، وانما في بدايته ، فالمشوار طويل جدا ، ومراحله تتطلب جهدا اكبر ، ويقضة اقوى ، كما تتطلب اختلاف الاساليب ، والتكتيكات.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي