التعاطي الايجابي للشرعية الذي نرغب بإحداثه..!

د. علي العسلي
الاثنين ، ١٠ ديسمبر ٢٠١٨ الساعة ٠٤:٤٧ مساءً


كثر في الآونة الأخيرة استخدام. التعاطي الإيجابي في المشاورات ؛ لأننا دولة لا عصابة ..!؛ إلى ما هنالك من جمل رائعة ومنمقة وتدّل على مرونة عالية..! ؛ وانا افهم التعاطي الإيجابي بانه  كل  شيء يقربنا إلى لحظة انهاء الانقلاب، المفروض أن الشرعية نتعاطى معه بشكل إيجابي ، ووفقا لهذا التوصيف أرى مثلا أن يتعاطى وفد الشرعية مع الحوثة واقناعهم  وتشجيعهم وتحفيزهم في المشاورات الجارية على القيام  بالآتي:
_ إطلاق جميع اليمنين وتحريرهم من معتقلاتهم..!؛
_تسليم ميناء الحديدة بالسلم على طريق تسليم باقي المناطق والمؤسسات..!؛
_الإقرار المادي بالمعدات العسكرية ،وبالتالي القبول بتسليم السلاح الذي في حوزتهم الى الدولة وعبر طرف ثالث مع الضمان الأكيد ببقائهم دون ايذائهم ..!؛
_ فتح المطارات وجميع المنافذ والموانئ  في المناطق التي لا تزال تحت سيطرتهم  لتسهيل حركة الناس ومصالحهم وفق اجراءات السيادة الوطنية للسلطة الشرعية..!؛
_ فتح المدن أمام حركة المسافرين ذهابا واياباً بكل حرية ،كذلك حركة تجارة السلع  والخدمات والمساعدات بحرية تامة دون أية مضايقات أو فرض اتاوات..!؛
_تشجيعهم لكي يتحولوا إلى مكوّن سياسي،  اذا ما تعهدوا بالعمل السياسي وفق الاجراءات القانونية المتبعة..!؛
_استيعابهم في حكومة وطنية انتقالية بموجب القرار الدولي بغرض الإشراف على استكمال المهام المحددة بدءا بمناقشة واثراء مسودة الدستور، وتنفيذ الإصلاح الانتخابي، واعتماد قانون انتخابي جديد يتفق مع الدستور الجديد، وإجراء استفتاء على مشروع الدستور، وإصلاح بنية الدولة ونقلها إلى دولة اتحادية وانتهاء بإجراء انتخابات في الوقت المناسب..!؛
_ و أهم نقطة في هذا المقال ارغب اثارتها والتذكير بها فريق المفاوضين  من قبل الحكومة الشرعية  في جولة المشاورات الجارية بالسويد والمتمثلة  بإدراج قضية العودة  إلى ما قبل 21 سبتمبر 2014 والغاء جميع التغييرات والاستحداثات والتعينات السلالية والفصل التعسفي ..الخ. والممارس منذ ذلك التاريخ  لغاية الآن  من قبل المنقلبين في الوزارات والمؤسسات المدنية والعسكرية والتي كانت السبب الأول والمباشر بتوقف تسليم الرواتب وعدم اعتماد التسويات والعلاوات لموظفي الدولة ،واظن إثارة هذه النقطة في المشاورات علامة فارقة  ستدل على اقتراب الحوثة من السلام من عدمها ،وهي بمثابة كشّاف حقيقي ومهم لتقبل العملية السلمية وانخراطهم كمكوّن لا متسلط ولا مسيطر ..؛ هكذا فهمت التعاطي الايجابي من قبل الشرعية ،وهذا ما نود سماعه وتكراره والتأكيد عليه .. والنقاط السابقة تعد حزمة مهمة في سبيل الانتقال بالبلد من حالة الحرب الى حالة السلام والسلم المستدام ، ونتمنى أخيراً على المتفاوضين التقدم سريعا نحو الحلول الكلية لا الجزئية ،فقد ملّ شعبنا مما يعانيه ولم يعد يحتمل المزيد ..اللهم إني قد بلغت .. !

الحجر الصحفي في زمن الحوثي