تناغم بديع وانسجام تام بين حديثي الاخ رئيس الجمهورية ورئيس وزرائه..!

د. علي العسلي
السبت ، ٠١ ديسمبر ٢٠١٨ الساعة ٠٥:٥٢ صباحاً


نهنئ  في البداية رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء  بمناسبة الذكرى الــ51 من نوفمبر المجيد ومن خلالهما لكل فرد في شعبنا اليمني  ..؛ ومن متابعتي لحديثي الرئيسين وجدت فيه خطابا بديعا منسجما ومتوافقا ومتناغما ،ووجدت حديثهما دافئا ومؤثرا ،وفيه من المنطق والصدق ما يبشر بخير ،حيث أن الاقوال مقرونا بالأفعال ..!؛ .. بذلك الوضوح وبتلك الشفافية  تجعلنا نثق بالمستقبل ،ونثق بصدق  التوجه، وبحتمية الانتصار، وبالفخر والاعتزاز باستقلالنا الوطني  ..ونثق بان رئيسنا هو رمز لسيادتنا وحريتنا  وصمام امان لاستقرار بلدنا وتطوره في المستقبل  ..!؛
  .. لقد استلهما الرئيسان من تجربة ونضال الآباء في مسألة دحر المستعمر وتحقق  نيل الاستقلال في حديثيهما في  الذكرى الواحدة والخمسين ، من أن  النصر حتمي للشعب اليمني ، كونه على الأرض فهي  في النهاية تبقى لأبنائها الذين يقومون بتعميرها لا تهديمها على رؤوس ساكنيها..!؛ و أن المستعمر مهما طال بقاءه وكذا المستبد ايضا ،فهما إلى زوال ،فبالنسبة للأرض اليمنية  هكذا خلقها الله يمنية, وستظل كذلك حتى نهاية التاريخ، محروسة بعزائم أبنائها الصادقين وتضحيات الرجال الأوفياء كما قال رئيس الجمهورية ذلك في خطابه..!؛
إن ما ورد في مفردات  خطاب رئيس الجمهورية من عناوين فصله دولة رئيس مجلس الوزراء  خطط وبرامج وتنفيذ ، حيث أكد من عدن  التزمه بما قاله رئيس الجمهورية.. وجدت من خلال المتابعة تناغم بديع وانسجام تام وتوافق وديناميكية  في الخطابين ،مما يجعلهما جاذبين ومؤثرين ..!؛
إن شعبنا اليمني العظيم  شعب حر يرفض التسلط و الظلم والاستكبار  والخداع ،و الجغرافيا ايضا ترفض أن تطأ اقدام الملالي الايرانية شبر فيها ،وكبرياء اليمنين وكرامتهم ترفضان رفضا باتا أن تسلم رقابها لأدوات الفرس   الحوثين ، وتأبى أن تمكنهم في التحكم باستعباد الناس بعد أن خلقهم الله  احرارا، وأكسبتهم تضاريس وجغرافيا اليمن الطبيعية  القوة و الاباء والعزة وعدم الخضوع إلا لله ،فجعلتهم شامخين كجبالها،  وصبورين بنفس طويل كشواطئها ،ومحصنين بقلاعها الاثرية التي تدل على عظمة هذا البلد عبر التاريخ..!؛ 
في ذكرى الاستقلال  أطلّ الرئيس على شعبه فطمنهم  على صحته ،وبين لهم موقعه من انه في الولايات المتحدة الامريكية يجري فحوصاته الاعتيادية وليس كما هوّل من هول ..!؛ لوحظ من خلال الخطابين من  أن مؤسسات الدولة فعلا تتكامل ومن أن الدولة بدأت تستعيد عافيتها رويداً رويدا ..واطلالة الرئيس ومشاركته اعياد استقلال بلده ،هي في الوقت ذاته تؤكد على ان المفتاح الرئيسي لأي حل هو لا يزال بيده كونه الشرعي ،وهو يمارس كافة مهامه وصلاحياته  الدستورية وبتفاصيلها الدقيقة ،وللتذكير بالالتزام بما وعد شعبه من  انجاز مشروع الدولة الاتحادية ونضاله في سبيل ذلك  حتى أخر نفس ،كيف لا وهو يستلهم كل  ذلك من دروس المقاومة والإصرار والتحدي، ومن تلكم الانتصارات التي يحرزها أبناء الجيش الوطني والمقاومة في مختلف الجبهات و الميادين في معركتهم ضد الكهنوت والاستبداد ،والرئيس ملتزم بصنع المستقبل  في اليمن الاتحادي الجديد، يمن العدالة والمساواة والحرية والحكم الرشيد ، يمن لا يقبل الاستبداد من قبل منطقة أو سلالة أو تحت أي مسمى أو غطاء، يمن لا يسقي بدماء خيرة أبناءه  إلا من أجل أن لا يكون فيه ظالم أو مظلوم..!؛   
 ولقد وجّه رئيس الجمهورية رسائل   واضحة و مختصرة وعلى النحو الآتي:_ الرسالة  الأولى: ادراك الرئيس لحجم المعاناة .. والتي وضح رئيس الوزراء ما قام به من اجراءات لتخفيف تلك المعاناة ،ليؤكد على ما وجهه به رئيس الجمهورية وتوضيح ما تم انجازه حتى الآن .. تناغم بديع ،وكلمات تنظيرية يقابلها افعال عملية قلّ أن رأينا مثيلها في السابق .. تجانس تام  في الخطابين ..!؛ لقد قال " الموجهات التي تعمل عليها الحكومة في ملفي الاقتصاد والخدمات بدرجة رئيسية، قد ساهمت وبشكل ملحوظ في وقف الانهيار الحاد للريال، ونجحت الإجراءات في وقت محدود على تحسن اسعار السلع الاساسية ، وهناك خطط ومعالجات للتعامل ببصيرة ... وفي ملف الخدمات الأساسية نعمل بشكل حثيث لاستقرارها ونخطط للمزيد من التحسن الذي سينعكس دون شك على احوال ومعيشة المواطنين في جميع المدن اليمنية دون استثناء.. ثم تتطرق الى ما عمله هو وفريقه من تدارك المخططات السيئة لإلحاق الهزيمة بالوطن من نافذة تقويض اقتصاده والمساس بمعيشة المواطنين وكرامتهم... والناجم عن أسوء انقلاب دموي في تاريخ شعبنا اليمني ... ان تصميم شعبنا على استعادة التعافي، ماضي في طريقه الصحيح، لاستعادة حضور الدولة ودورها وسلطتها الكاملة، ثم يؤكد على أن  التحديات كبيرة، ويدعو للتوحد حول الأهداف ومتى توافرت العزيمة والإرادة سنتمكن من تغيير واقعنا وسيقف الأصدقاء والأشقاء إلى جانبنا،  وفي المقدمة دول التحالف العربي ستضع يدها في يدنا لإزالة آثار الحرب وإعادة البناء، ولكن الأهم يبقى ان نتكل على أنفسنا، ونكون على قدر المسؤولية."  كلام واضح ورؤية صائبة وتوجه محمود..!؛ أما الرسالة الثانية :_ رسالة تذكير بالتضحيات العظيمة للشعب اليمني ..حيث قال رئس الجمهورية " إلى الشهداء والجرحى والمرابطين في كل جبهات العزة والكرامة، نجدد عهدنا لكم أن نبقى على نهجكم، وان لا نخون دماءكم وتضحياتكم، ستبقى أحلامكم هي أحلامنا وسيبقى صمودكم وثباتكم هو مددنا، فانتصارات الأبطال في كل الجبهات وعزائمهم التي تناطح الجبال هي محل فخر واعتزاز ..." رسالة تدل على تقدير التضحيات وعدم القبول بالتفريط بالمكتسبات ..؛ورئيس الوزراء يؤكد ذلك وبنفس الشعور ونفس الموقف حيث يقول رئيس الوزراء " في هذه المناسبة المجيدة، أوجه تحية إجلال وإكبار وتقدير وعرفان لشهداء الثورة والكفاح المسلح والمقاومة الباسلة في مختلف المراحل وآخرها شهداء التحرير من المواجهة مع تلك المليشيات الانقلابية الإجرامية..؛ أما الرسالة الثالثة  : _  ملف المفوضات بيد الرئيس حصراً  .. يقول  الرئيس  " إلى المجتمع الدولي كاملا.. نؤكد مجددا لأحرار العالم جميعاً رغبتنا الصادقة للسلام، المستند إلى المرجعيات الثلاث التي اجمع عليها الشعب اليمني وباركها العالم اجمع، والمتمثلة في المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن الدولي 2216. " وهذه الرسالة هي رسالة تحذير  لما يرى من طباخة  مبادرة جديدة تتجاوز تلك المرجعيات ، يراد اعادة عقارب الساعة الى الوراء ؛وهي رسالة تأكيد من ان الشعب اليمني لن يتراجع وسيستمر في نضاله حتى تحقيق السلام وفقا  لتلك المرجعيات..!؛ ... يقول الرئيس  نريد سلاماً عادلاً وشاملاً، سلاماً ينهي جذور المشكلة ويستأصلها من قاعها، سلام لا يحمل بذور تجديد الصراع وتأسيس دورات عنف قادمة ..فلا يمكن إن نقبل تلغيم المستقبل وتأسيس حروب لا نهاية لها بعد كل هذه  التضحيات ... وليعلم الجميع أن اليمن دولة متجذرة في عمق التأريخ وشعبه أصل للعروبة و الإنسانية فمهما بلغ فقرهم إلا أن كرامتهم أغلى و اعز، نعم أن كرامتنا أغلى و اعز. هذه الرسالة الثالثة هي سياسية ،وتوضح أن ملف التفاوض بيده وانه الوحيد ممن يملك الادارة والحسم بالاستعانة بفريقه التفاوضي الذي سيتم تشكيله ،والرسالة هذه بأن هناك عمل ممنهج ومخطط ولعب ادوار بين مؤسسة الرئاسة والحكومة ، وان الملف السياسي هو حصريا بيد رئيس الجمهورية وفريقه التفاوضي.. في الأخير سررت بخطابي رئيس الجمهورية الشرعي ورئيس حكومته الشاب الصاعد الذي يحاول أن يحقق أمال وطموحات وتطلعات الشعب اليمني بكل ما وتي من قوة وعلم وحكمة ..؛ وكل عام وشعبنا بخير..!
المجد والخلود لشهداء الثورات اليمنية والاستقلال والشفاء للجرحى والخزي والعار للمستعمرين والمنقلبين الامامين  على حد سوى..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي