إنها الخديعة: عبوة سلام مفخَّخ!

أمين الوائلي
الاثنين ، ١٩ نوفمبر ٢٠١٨ الساعة ٠٨:٠٧ صباحاً


* لم تُقل إلى الآن الكلمة الأخيرة في أي شيء له علاقة بمصير وحق وحرية وحياة اليمنيين. ولا أحد يملك هذا الحق إلا اليمنيون.
مصيرنا كشعب ليس رهناً بمزاج وخيارات عصابة ورعاتها شرقاً وغرباً.
ولا هو مقتصر حصراً على جولة معينة في معركة مفتوحة وسوف تبقى مفتوحة ما بقيت أسبابها قائمة.

* لكل معركة حساباتها، نعم. وكل حسابات اليمنيين مفتوحة على معركة وجود مفتوحة تخصّنا ولن يقررها أو نتائجها أحد غيرنا.
دمُنا الذي يُسفك ويُسفح بلا سبب وبلا حرمة طوال أعوام وعلى مسمع ومرأى، ليس رخيصاً إلى حد الرضوخ والتسليم بالخضوع لمصير يقرّره سماسرة ودوليون يخصبون العصابات وينصبونها.

* الحرب موت، نعم. لكنها مع جماعة قاتلة تحترف القتل ومسكونة بالتدمير والتفجير واكتساح الحياة، تصبح الحرب -وهي كُرهٌ- مرادفاً للحياة وللسلام وللحرية.
لا حياة ولا تعايش ولا حرية مع عصابة تعتبر اليمنيين جماعة من الرعية خلقهم الله لتحكمهم ويتحكم فيهم قطعان من الهمج واللصوص والقتلة.

* مصيرنا ليس نتيجة تقررها جولة في معركة، والجولة لم تحسم؛ وبقيت على أهبة التحفّز لاكتمال دورتها وإكمال ما بدأت، في حدود هدف محدد ضمن أهداف معركة كبيرة بأهداف كبيرة. 
اليمن الكبير وحرية وحياة وسيادة وكرامة أبنائه، هذه هي حدود ومساحات المعركة الوطنية الكبيرة.
نحن معنيون بها، أحق وأوجب.

* اليوم.. غداً.. بعد سنة.. يوم القيامة حتى، يتعلق مصيرنا بنا وبما نريد وبما نفعل.
لا بريطانيا ولا أمريكا ولا إيران ولا العالم بأجمعه يستطيع أن يقرر عنّا حياتنا وينصب علينا قتلة وجهلة وعنصريين حُشيت رؤوسهم مفخخات ناسفة، ويتباهون بجرأتهم في ممارسة القتل والتدمير واغتيال الحياة.

* من البداية، والأمر هكذا؛ من كان يراهن على بريطانيا أو أمريكا أو مجلس الهراء الدولي في استعادة وتملك حياته وحريته وبلاده وحقه في السيادة والاستقلال من أيدي عصابة لعينة سلطت لسرقتنا حياتنا وحريتنا، فليدفن نفسه لا رأسه فحسب.
ومن آمن بحقه وسعى له فالحق أحق أن يفرض ولا يستجدى.

* اليمنيون أعز من أن يُهزموا أو ينهزموا بقرار خارجي، طالما الأمر يمس حريتهم وحياتهم ومستقبل وكرامة بلادهم وأولادهم.
سيئ ما يُقال؛ إننا نقاتل أو نكف تبعاً لإرادة صناع العصابات وسادة الفقر الدوليين.
نحتاج بلادنا وحياتنا وحريتنا.
وهي معركة؛ تحتاج إلينا أولاً وأخيراً، لا إلى تفويض بريطاني.

* ألا تحب السلام؟ سؤال يشبه وجه قاتل.
سفسطة من يتحايل لتأبيد أسباب الحرب بتمرير عبوة سلام ناسفة.
بلى.. أبداً. لكن أي سلام؟
سلام لا يقدم كهبة على طبق من دم ومذلة وإرغام. 
ليس مِنّة ولا مِنحة. 
ما لم يَعْنِ الحرية والكرامة والحق والعدل، فإنها الخديعة.
حرب صريحة أشرف من سلام مفخخ.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي