الحجرية لا تدين لملك !!!!!

برفيسور: أيوب الحمادي
السبت ، ١٧ نوفمبر ٢٠١٨ الساعة ٠٧:٣٥ صباحاً

في الحجرية كانت اول مدرسة ذات منهج علمي في ثلاثينات القرن العشرين وفيها اول مدرسة للبنات ومشتركة و  ساهمت عبر ابناءها في احداث نقلات نوعية في التاريخ اليمني, حيث انجبت الحجرية الأستاذ احمد محمد النعمان من قاد حركة التحرر ضد حكم الامامة في اليمن و كذلك الشهيد الحكيمي و الأستاذ عبدالله عبدالوهاب نعمان, و من الحجرية خرج عدد من قادة التحرر ابرزهم عيسى محمد سيف قائد حركة الانقلاب الناصرية ضد الرئيس السابق علي عبدالله صالح  وعبد الرقيب عبد الوهاب قائد ملحمة السبعين يوما لفك الحصار عن مدينة صنعاء و منها مؤسس النظام النقدي اليمني ابو الريال اليمني عبد الغني علي احمد اول من حمل دكتوراه  في مجال المال و الاقتصاد في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي في جزيرة العرب, و منها عبد العزيز عبد الغنى ابرز من عاصر اربعة رؤسا يمنيين وكان رئيسا لحكوماتهم. و من الحجرية الامام مالك بن انس الاصبحي احد ائمة المذاهب الاربعة و منها الرئيس اليمني السابق عبدالفتاح إسماعيل مؤسس الحزب الاشتراكي اليمني و قائد الجبهة الشعبية لتحرير الجنوب اليمني.

 اما لماذا اصحاب الحجرية مسالمين فان ذلك يعود للتعليم كونه حجر الاساس بدأ في مدرستي حيفان و ذبحان في ثلاثينات القرن العشرين, و في بني يوسف مدرسة علمية منذ القرن السابع الهجري تعاقب على التدريس فيها أكثر من عشرين جيل منذ القرن السابع الهجري. و ما يجمع بين المدارس في الحجرية أنها كانت مدارس أهلية في البداية قبل تكوين الجمهورية و كان للمدارس دور في مجال التعليم و الفكر و الثقافة و الهجرة والانفتاح والتجارة , فهاجروا و استوطنوا بلاد مختلفة, مما انعكس على المنطقة في التعليم و التجارة بالذات.   ففي الجانب التجاري نشط ابناء الحجرية منذ القدم, و كان هناك ما يسمى بالثياب المعافرية نسبة إلى المعافر, و منها البن اليمني  كونها كانت وديان للبن ولا تعرف القات, و في العصر الحديث خرجت من الحجرية العديد من البيوت التجارية, امتد تاثيرها على مستوى اليمن و الخارج مثل مجموعة هائل سعيد انعم, و مثل بيت شاهر عبد الحق, و بيت الحروي, و بيت توفيق عبد الرحيم, و في مديرية المواسط نشات بيوت تجارية اخرى حيث ينتمى إلى الحجرية رجل الاعمال السعودي محمود سعيد , و عبد الخالق سعيد, و على مستوى النشاط الداخلي هناك بيت بن زيدون و بيت شمسان و بيت الغنامي و الاسودي و العديد من البيوت التجارية الشهيرة. اما عن المقاولات فهي في كل الجمهورية كانت ماركة مسجلة للاصابح في الحجرية, و المطاعم فهي لبني شيبان ودبع, و الحلويات فهي للقبيطة, و الذهب لذبحان, و البن لبني حماد,  ابناء دبع تخصص عطورات  اي الحجرية يعرفها كل شخص في اليمن, فهي تتواجد في كل مكان, و ابناء الحجرية تجدهم في كل مهنة معهم ماركة مسجلة.

و ايضا الاحزاب كان لها موطن في الحجرية قبل غيرها في اليمن, لدرجة و منذ كنت طفل كانت في مخيلتي بني حماد و قدس ناصرية, و شرجب والاحكوم بعثية, و حيفان والاعروق اشتراكية, و ذبحان و الاصابح توجه محافظ و هكذا. لذا رسالتي لابناء الحجرية يبتعدون عن الافكار, التي تمزق نسيج المنطقة اي يمكن نقول الحجرية جميلة جدا بتنوعها و ثقافتها و انفتاحها, فلا تدين لملك فهي على اختلافها اكثر التصاق بالتوجهات والافكار و نريدها تظل هكذا.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي