لوحة النصر اليمانية الجميلة ترتسم بعناوين البطولات والتضحيات..!

د. علي العسلي
الثلاثاء ، ٠٦ نوفمبر ٢٠١٨ الساعة ٠٣:٥٥ مساءً


_بوابات النصر اليماني ستفتتح .. لإنجاز لوحة يمانية فريدة..!؛ سيعتمدها التاريخ والجغرافيا وسيوثقها العالم قريبا بإذن الله..!
إن من العناوين الكبرى في يمننا الحبيب والتي ينبغي الحفاظ عليها والتمسك بــها هي: أهداف الثورات اليمنية - قيم الجمهورية - معاني الوحدة - وثيقة مخرجات الحوار الوطني -  قيام الدولة الاتحادية الجديدة تحت قيادة المشير عبده ربه منصور هادي الرئيس الشرعي للجمهورية اليمنية ..!؛
ومن المؤكد أن سر الانتصارات السريعة التي تحدث في اليمن مؤخرا هو بلوغ حجم الاحباطات الذروة عند الشعب اليمني، عملت على التسريع بتدخل عناية الله ولطفه لتحقيق مقولة "ما ضاقت إلا وانفرجت" ؛ فقد كدنا  نفقد الأمل من تحقيق أي شيء  لصالح الجمهورية الثانية المنشودة، لولا قدرة الله العجيبة في تحويل الجمود الى حركة ، لتعيد البسمة والفرحة على وجوه معظم اليمنين..! ؛ ولا شك أن الشيء الثابت في اليمن  هو وجود حجم كبير من : التناقضات - تعدد الولاءات – تنوع الانتماءات والتوجهات- تعدد المشاريع و اصحاب المصالح الضيقة..؛ لكن جميع هذه العناوين  يختفي  أثرها وتأثيرها  مع بروز ظاهرة متكررة من البطولات والتضحيات في صفوف قوات الجيش الوطني والمقاومة الوطنية ،وبروز تلك الأسماء ذو الصفحات البيضاء والذين هم "عناوين عصرنا في تقديم التضحيات"  كالقشيبي  مرورا بالشدادي والصبيحي ورجب وناصر وجواس وابو زرعة المحرمي، ومحمد قحطان والكثيرون الذين لا يزالون يقبعون  في المعتقلات ،ولا ينبغي أن ننسى بحال  رجل عظيم لقب بأبو الشهداء إنه اللواء مفرح بحيبح  لنقف متأملين مندهشين  أمام عظمة وصلابة واباء هذا العملاق الكبير، فهو أهم مفتاح من مفاتيح نصرنا الآتي ؛ والذي أعلم أن كل يمني حر يرغب رفع القبعة له ،ويتمنى أن يلقاه ليقبل جبينه فهو رمز من الرموز الوطنية والعروبية النادرة..!؛
ولقد شاءت الأقدار وتوفرت المعطيات وتحققت الارادات في أن تتحرك في الاسبوع الماضي كل الجبهات ..فتحقق للانقلابين الانهيارات ،بفعل توالي الضربات ، من قبل قوات الجيش الوطني المسنودة بالمقاومات .. فتواصل الزحف لتحرير عديد المحافظات ..!؛ وكل هذا ؛ لكي يعاد الاعتبار لما توافق عليه  اليمانيون بفسيفسائهم  في موفنبيك وما اقروا من مخرجات في تلك الحوارات، والتي  سموها بوثيقة  المخرجات ، فهي اليوم بمثابة البرنامج السياسي  والوطني للأحزاب وكل المكونات ،و التي يقاتل الجيش والشعب اليمني في سبيل تحقيقها ويقدم من أجل تنفيذها عظيم التضحيات..!؛
ثم ينبغي أن نوضح لمن يعتبر أن التحالف العربي  جاء لفرض وصايته او احتلاله على اليمن ،فنقول لهم ألا تتذكرون ان مخرجات الحوار الوطني برنامجنا الوطني اليوم هي حصيلة  ما توصل إليه الفرقاء اليمنيون بعد توقيعهم على المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ،وسميت خليجية لتؤكد ان دول الخليج هي الضامنة للتنفيذ ، فلولم تتدخل دول الخليج والمجتمع الدولي كضامنين حقيقين للتسوية اليمنية في اعتقادي ربما كانوا لم  يوقعوا على تلك التسوية، وعندما حدث  انقلاب احد المكونات "الحوثيون"  على المخرجات كان لزاماً على الدول الضامنة أن تفي بتعهداتها فاستجابت لطلب الشرعية وتدخلت عسكريا  لاستعادة الشرعية وعودة عملية الانتقال السلمي للسلطة الى مسارها من جديد؛ خصوصاً بعد أن تم استيلاء الحوثة  على السلطة بقوة السلاح ،و صادروا الانسان اليمني  وحريته ،فتشكل الرفض والمقاومة وهب الشباب للانخراط في الجيش الوطني لاستعادة الجمهورية المنقلب عليها..؛ ولا غرابة من أن مفاتيح نصر اليمنين كثيرة فمنها على سبيل المثال : تحريك جبهة البيضاء بقيادة البطل مفرح بحيبح والتي تحقق انتصارات متوالية ومستمرة، وجبهة مريس التي ونحن نتنقل  بين  صنعاء و عدن  نجدها  لها مذاق خاص ،فمذاقها وطعمها حبا لكل اليمنين دون تفريق أو تمييز ،فبمرورك من نقاطها بين مريس وقعطبة تشعر بالأمل بأن الدولة اليمنية الواحدة ستعود..؛  بعكس ما قبلها وما بعدها..؛ ومن المفاتيح التي ينبغي أن تتحرك كمفاتيح نصر.. جبهة كرش لتحرير حوبان تعز شريان من شرايين الاقتصاد اليمني ، فلازالت هذه الجبهة دون المستوى المطلوب والمرغوب ، وعلى اللواءين المتصارعين في مناطق الحجرية ان يفيقوا و يتجهوا صوب مناطق الانقلاب في الحوبان وشرعب لتحريرهما  قبل التسابق على السيطرة على المناطق المحررة..!؛
أما بوابات النصر بعد صقل وضبط مفاتيحها سابقة الذكر فهي لا شك أنها : بوابات أربع حتى الوصول للبوابة الغاية والهدف صنعاء العاصمة :استكمال  تحرير ما تبقى من تعز وآب ،وتحرير كامل للحديدة، وتحرير كامل  للبيضاء وذمار ،وتحرير كامل لصعدة وعمران ومحافظة صنعاء ..واخيرا الوصول  للبوابة الكبرى امانة العاصمة  ، ونحن إذ نثني على ما قاله اللواء  عبد الغني جميل آمين العاصمة ونشد على يديه بسرعة التحرك لتنفيذ ما وعد به، حيث قال "انسوا الحديدة ، فموضوعها محسوم ؛ و البيضاء وصعده  قرار الحسم قد اتخذ ؛ والآن نفكر بالحسم في امانه العاصمة .. ثم خاطب شعب اليمن ،فقال اطمئنوا يا شعب اليمن.." التحرير فعلا قد بدأ ولا غبار عليه ،وقريبا سنسمع عن الوصول من كل بوابات النصر لبوابة المجد واستعادة الدولة واستعادة هيبة اليمن ، آلا وهي بوابة عزنا ومجدنا وفخرنا ونصرنا الحقيقي عاصمتنا صنعاء المغتصبة  ..!؛
إن هذه اللوحة الجميلة التي ترسم للنصر ،يحاول البعض الخربشة فيها..  فلقد رأينا بعض من النشطاء في المهجر يطالبون  مجلس الآمن للتدخل لإيقاف تحرير الحديدة ،ونرى احيانا بعض الأحزمة الأمنية الخارجة عن الشرعية تهين بعض اليمنين وتمنع الحكومة من ممارسة نشاطها ،ونرى ونسمع  التناحر و التنافر  بين ألوية الجيش في تعز إلى ..إلى.. لكننا مدركين ومقدرين أن هناك محايات لهذه الخربشة ومقصات لهذه الأقفال الخشبية ،فتعيد اللوحة لرونقها وجمالها ،فهناك الرئيس هادي ومن بعده التحالف العربي  يتعاملون بخبرة وحرفية الرسامين الماهرين  لاستكمال لوحة النصر باستخدام جميع الألوان من  الخامات المحلية ومصممين على توظيف جميع الألوان رغم تناقضاتها وتقاطعاتها غير المحبوبة لجعلها ذات معنى في لوحة نصرنا الذي يلوح في الأفق ..؛فنستبق المنجز لنهنئ رئيسنا وشعبنا بقرب انتهاء الحرب واعلان الانتصار على الانقلابين ومشروعهم  ..فالرحمة والغفران على الشهداء الذين يقدمون التضحيات في الميدان ،والتحية والتقدير والاحترام لأسرهم  العظيمة ، وألف ألف تحية وعرفان لقيادات الجيش والألوية والجنود في ابواب المدن المنطلقين لتحريرها ، وعلى رأس كل أولئك الرجال أبو الشهداء اللواء مفرح بحيبح، ورجالات الصبيحة جميعهم ،وللواء العمالقة وقائده ،وللمقاومة التهامية ، ولكل القوات  المشتركة في تهامة النصر الأولى لاستعادة الدولة اليمنية من ايادي الانقلابين ،ونبرق كذلك بالتحايا لكل من يعلي اليمن ارضا وانسانا ،هكذا هي اليمن تصنع انتصاراتها من بين تناقضات فئاته وتعدد اطيافه والوانه وتدخل خارجه وتناقض اهدافهم.. والتحية موصولة لنائب الرئيس  ومستشاري رئيس الجمهورية ولرئيس الوزراء السابق والحالي ولكل القادة في الميدان ولكل الوطنيين الاحرار..!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي