بين صحفيوا اليمن وخاشقجي

محمد القادري
الثلاثاء ، ٣٠ اكتوبر ٢٠١٨ الساعة ٠٤:٥٧ مساءً

وأنا أشاهد كل هذا الضجيج العالمي حول حادثة الصحفي جمال خاشقجي ، تمنيت ان يحصل صحفيوا اليمن الذين في سجون الحوثي على ربع ما حصل عليه خاشقجي من تضامن وتعاطف.
وتسائلت لماذا لم يهتم اولئك المتضامنون مع خاشقجي بما يحدث لصحفيي اليمن ؟آ 
أليس صحفيوا اليمن المختطفون من قبل ميليشيات الحوثي والمعذبون في سجونها هم بشر ولهم حقوق انسانية ويجب ان تتاح لهم حرية الكلمة والرأي والعيش بكرامة ؟آ 
مئات من صحفيي اليمن يعيشون خلف قضبان سجون الحوثي ويلاقون اشد اصناف التعذيب ، ولم يلتفت لهم أحد ولا يستنكر الموقف الأممي ما يحدث لهم .

آ من خلال هذا الموقف ، فهمت ان المتعاطفون والمتضامنون مع خاشفجي والمتهمون لطرف بمقتله ، هم انفسهم من يقف وراء ما حدث لخاشقجي ، فتلك مكيدة قاموا بها لتوريط طرف معين ، ثم ملأو الدنيا ضجيجاً وذرفوا دموع التماسيح .

المتعاطف مع الصحافة وحرية الرأي ، سيتعاطف مع كل صحفي ، وسيدين اي تعسفات تحدث لأي صحفي أيٍ كان .
أما ان تتعاطف مع صحفي واحد ولا يهمك المئات من الصحفيين فهذا تعاطف كاذب او تعاطف له هدف آخر .

ما يحدث لصحفيي اليمن في سجون الحوثي أمر واضح وليس مبهم ، الحوثي هو العدو الظاهر والمعروف والمجرم الذي يقترف أسوأ المعاملات والتنكيل بهم .
فأين التعاطف الأممي والاستنكار الغربي مما يفعله الحوثي بصحفيي اليمن ؟!

آ امنحونا قليلاً مما منحتوه لخاشقجي يا هؤلاء ، أم انكم لا تهمتون إلا بالقضايا ذات السيناريوهاتآ  المكشوفة كقضية خاشقجي .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي