حرب الأحذية

كتب
الاربعاء ، ٠٨ فبراير ٢٠١٢ الساعة ١٢:٤٥ صباحاً
  نجلاء العمري كعادة اليمنيين يضيفون أجمل الإضافات على خطوط الثورات العريضة فمن الفطائر والكعك المكتوب عليها شعارات الثورة إلى ثورة المؤسسات وحتى حرب الأحذية الرائعة التي أسقطت رموز الفساد نفسيا قبل أن تسقطهم عمليا. وكأنما هي التعبير الوحيد الذي يعبر من خلاله اليمنيون عن مدى الازدراء والاحتقار الذي يحملونه لهؤلاء المستبدين والمجرمين وكان آخر حذاء هو الحذاء المغترب أو صوت المغتربين عن الوطن الذي أطلقوه بالشكل الذي يستحقه المجرم الذي يتصنع النجومية ويوهم الإعلام بمحبة الناس له فيما هم يلعنونه من كل قلوبهم ويشتمونه بملء أفواههم. وفيما تتبع جميع الثورات آليات حرب اللاعنف من مظاهرات ومسيرات واعتصامات لإسقاط الأنظمة الديكتاتورية يضيف عليها الثائر اليمني آلية جديدة تهدف إلى كسر انف المستبد للتعبير عن المزيد من الاحتقار وتعرف العالم أجمع بمدى الرفض والاستهانة بمن استولوا على مقدرات البلد وظلمة البلاد والعباد. انه الحذاء الذي أصبح أكرم وأغلى من وجوههم الوقحة وهم يسرقون ويقتلون ويزيفون ويكذبون. انه الحذاء الذي أصبح يسعدنا أدائه نحن اليمنيين أكثر من حكومة الوفاق ومن عودة الكهرباء ومن توفر الغاز والبترول. صالح يسقط كل يوم وهو مطار في كل مكان ومنبوذ من الجميع تطارده أحذية الشهداء والفقراء والمنتهكين والمشردين عن وطنهم والمظلومين في كل مكان إلى أين سيهرب من عيون المجروحين والموجوعين وأي نهاية تراها تنتظره؟   أنها النهاية العادلة لن تحميه من كل حصانات الدنيا ولن تخذل شعبنا الطيب. للتأمل ليس علينا أن نستمرأ دور الضحية مطلقا بل علينا أن ننفض الغبار عنا ونلملم الجراح ونواصل المسير.. انه طريق طويل يستحق منا أن نستعيد وهجنا لأجل أن نقطعه أسرع. الوجه الجميل يرقبنا من خلف التلال البعيدة وجه اليمن السعيد ولوحة تكتمل خطوطها بنا لا للبكاء والعويل والتذمر والمناكفة. ليتنا فقط نسير فيما تخضر الوديان وتستعد التلال من أمامنا للحياة ويقول التاريخ من هنا مروا. [email protected]
الحجر الصحفي في زمن الحوثي