أكتوبر... درس التاريخ لمن أراد الاستفادة

طارق نجيب باشا
الأحد ، ١٤ اكتوبر ٢٠١٨ الساعة ٠٤:٥١ مساءً


55 عاماً منذ بدء الكفاح المسلح ضد الإستعمار البريطاني لأرض الجنوب، وأكثر من ذلك بعشرة أعوام منذ إنطلاقة الإضرابات المؤسسية المدنية لأبناء مدينة عدن ضد التواجد البريطاني فيها، وأكثر من ذلك بكثير منذ أن قاوم الأجداد الإستعمار من بداياته، ومن حينه لم تهدأ فيهم الروح الرافضة للإستعمار مبدأً ومنهجاً ولم تستكين
مراحل عدة وحقائق سبقت الكفاح المسلح وأسست له، فكانت كل إيماءة إحجام قام بها اجدادنا أمام المستعمر أو كلمة إحتجاج أو فعل إعتراض مهما كانت بساطته يمثل درجة في سلم الوصول لذروة الرفض للإستعمار والمتمثلة بالكفاح المسلح، وبهذه التراتبية المؤسسة للروح الرافضة للإستعمار وبتصاعد الزخم الوطني المغذي لفكر الحرية كانت 14 أكتوبر حاسمة فاصلة أعلنت الوصول لآخر مراحل المقاومة الوطنية ضد المستعمر وأذنت في الناس منهية مرحلة الإستعمار على أرضنا، فلم يتمكن المستعمر رغم كل محاولاته من إخماد شرارة 14 أكتوبر ولا قطع فتيلها فكان الإنتصار المحتوم
حقائق مثل الكفاح المدني للمؤسسات والذي سبق الثورة ورافقها وحقيقة المكانة التي كانت تتمتع بها المرأة في قوام العمل الوطني المنادي بالحرية والكفاح وكذا حقيقة التأثير القومي والأممي الإنساني على وجدان العوام في حينه وغيرها الكثير من الحقائق يجب علينا إستحضارها في حالة التيه التي نمر بها، فكما كانت هذه الحقائق صلب 14 أكتوبر وجوهر الثورة وأسس الكفاح فهي بالإمكان أن تكون كذلك الآن أساساً للتحركات السليمة نحو المستقبل المنشود.آ 
لذلك علينا التذكر دائما أن ١٤ أكتوبر ليست مجرد تاريخ لبدء إنطلاقة الكفاح المسلح وفقط بل يوم تجسدت فيه باكورة العمل الوطني الإجتماعي والسياسي الممتد لعشرات الأعوام.. ثورةآ 
ولم تكن بضعة أهداف مجردة بل مجموعة مقاصد حضارية من خلفها مبادئ إنسانية سامية وبها كانت نهاية الحقبة الزمنية الإستعمارية في أرضنا وبداية حقبة زمنية جديدة كان نتاجها تأسيس دولة وهوية جامعة لأبناء أرض الجنوب اليمني العربي، فاجعلوا من ١٤ أكتوبر ذكرى التعقل بالمقاصد وصحوة للمبادئ التي ناضل من أجلها الأجداد لنبقى أحراراً وتبقى أرضنا كذلك.آ 

...
طارق نجيب باشاآ 
نشر في العدد الصادر يوم الأحد 14 أكتوبر 2018

الحجر الصحفي في زمن الحوثي