كارثة انهيار التعليم حاضر مفخخ ومستقبل ملغوم

أحمد الشامي
السبت ، ٠٦ اكتوبر ٢٠١٨ الساعة ٠٦:٠٧ صباحاً


انهيار قطاع التعليم في اليمن كارثة حقيقية وقنبلة موقوته تهدد المستقبل .

اربع سنوات من الانقلاب المشؤوم التي قامت بها مليشيات الحوثي أنتجت كوارث على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ، انقلاب ادخل اليمن في حروب وصراع إقليمي متعدد الأوجه .

من أخطر الكوارث الذي انتجها الانقلاب ، كارثة انهيار التعليم وتدمير المستقبل .

تدمير عدد من المدارس بشكل كلي او جزئي ونزوح عدد كبير من الأسر وعدم صرف رواتب المعلمين في مناطق سيطرة مليشيات الحوثي ، وفصل عدد كبير من المدرسين واستبدالهم بمدرسيين تابعين لمليشيات الحوثي .

ليست المدارس وحدها التي دمرتها الحرب ، بل الأحلام والفرص المستقبلية لجيل كامل من الأطفال .

تأثيرات نفسية يعانيها أطفال اليمن بسبب الحرب ، فقدان الطلاب القدرة على التركيز ، وعدم قدرتهم على المذاكرة بسبب الضغوط النفسية التي فرضتها الحرب ، وتعرض عدد كبير من الأطفال لصدمات تركتها لهم ويلات الحرب بعد تشردهم من منازلهم وتركهم المدرسة وفقدان بعض الأسر لمن يعولها ،مشاهدات الدماء وسماع صوت الرصاص والقصف المدفعي جعلت من الأطفال يعيشون في حالة رعب وخوف ، كل تلك العوامل تؤثر بنفسية الطفل وبالتالي قد يلجأ لارتكاب أعمال العنف ، ويكون لقمة سهلة لذئبآ  البشرية والجماعات الارهابية .
الكثير من الأطفال الذين يتم استخدامهم في الجبهات القتالية من قبل مليشيات الحوثيآ  معظمهم ضحايا لانهيار التعليم .

ومع تغير نمط الحياة داخل المجتمع اليمني وطبيعة تركيبتها الاجتماعية والاقتصادية والفكرية ، قامت مليشيات الحوثي بزراعة الأفكار الملوثة عند كثير من الأطفال عن طريق تلك الدورات الطائفية التي تركز على البعد الأيديولوجي والعقائدي بتدريسها للاطفال في المدارس عن طريق المدرسين الطائفين في مناطق سيطرة مليشيات الحوثي ، كما تقوم بتدريب الأطفال على الأسلحة وبعدها يتولى دوراة مباشرة وعمليات قتالية في جبهات القتال وخطوط النار ،

كثير من الأطفال قد تعرضوا للضرب او لغسل الدماغ لاخضاعهم،آ  فيما ينظم آخرون إلى مليشيات الحوثي هروبا من الفقر والجوع ، والبعض قد تم التأثير عليه بالعاطفة الدينية ،

مشاركة الأطفال في الحروب والصراع سوف يطيل في أمد الحرب ، وينتج أزمات إنسانية من الصعب حلها الا عبر سنوات طويلة بعد إنهاء الحرب ، خصوصا بعد تفخيح أجيال كاملة بتلك الأفكار الرجعية الكهنوتية.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي