من يحكم في اليمن؟؟

كتب
الاثنين ، ٢٥ يونيو ٢٠١٢ الساعة ٠٩:٣٣ مساءً
  د. عيدروس نصر لنأخذ المسألة ببساطة... قائد أحد الألوية وجنوده وضباطه يطردون وزير الدفاع من معسكر هذا اللواء، دون أي حساب لا للجنود والضباط ولا لقائد اللواء الذي يفترض أنه يأتمر بأوامر وزير الدفاع ذي الخلفية العسكرية... أحد ألوية الحرس الجمهوري يرفض الانخراط في مواجهة تنظيم القاعدة المنتشر في المنطقة التي ينتشر فيها هذا اللواء... آلاف المعتصمين في العاصمة يرفضون إخلاء المخيمات، ولاحقا يقطعون الطريق، ويعطلون الحركة ويطالبون الحكومة التي اعتصموا ضدها بمنحهم عشرين مليار ريال مكافأة لهم على الاعتصام، وهي حالة تحصل لأول مرة في تاريخ الاعتصامات والاحتجاجات أن يطالب المحتجون بمكافأة (وبعشرات المليارات) مقابل هذا الاحتجاج، هذا وهم يأكلون ويشربون من أفضل ما يتمناه أغنياء اليمن، فماذا لو أنهم أضربوا عن الطعام؟؟... لا أتحدث عن قائد اللواء الذي رفض تسليم القائد الجديد إلا بعد ضغط مندوب الأمم المتحدة، ولا عن قائد السلاح الذي نهب كل عتاد وأصول اللواء قبل أن يسلم للقائد الجديد أيضا بوساطة مندوب المنظمة الدولية، ولا أتحدث عن الرئيس الذي وجه حلفاءه العسكريين بإخلاء المعسكرات من الجنود وتسليمها بعتادها ومخازن أسلحتها للجماعات المسلحة، والحبل على الجرار. اليوم يتجلى المشهد بشكل أوضح، رئيس جمهورية يوجه بإطلاق سراح المعتقلين لكن مدراء أجهزة الأمن يرفضون تنفيذ توجيهات الرئيس... رئيس وزراء يدعو لوقف العنف ضد المتظاهرين السلميين، لكن قوات الأمن تواصل القتل والتنكيل ضد من يقومون بتلك الفعاليات السلمية. من الواضح إن هناك رأسان يديران اليمن، رأس معلن ومنتخب من قبل الشعب بأغلبية معروفة، بغض النظر أن هناك من قاطع الانتخابات، لكن هذا الرئيس لا تنفذ توجيهاته وقراراته إلا بشق النفس، أو لنقل لا تنفذ إلا من قبل الراضين عنه، بينما ترفض القوى غير الراضية عنه التقيد بأي قرارات له وهي (هذه القوى) تتمتع بعناصر قوة لا يستهان بها، هذا من ناحية, ومن ناحية أخرى هناك رأس خفي، قيل أنه تنحى لكنه ما يزال يوجه هذا برفض تنفيذ القرارات وذاك بممارسة العنف مع المتظاهرين، ويوجه البلاطجة بقطع الطريق طلبا لمكافآت تعهد هو بتقديمها لهم مقابل اعتصامهم تضامنا معه، وهكذا دواليك. من غير شك أن الصراع مع المنظمات المسلحة في أبين وشبوة قد مثل تجل واضح لاستمرار الصراع بين الرأسين المستمرين في إدارة اليمن، لكن بما إن ما يطلق عليه عملية الانتقال قد تمت وفقا لاتفاقية يشرف عليها شركاء اقليميين ودوليون فإن المفترض أن يحرص هؤلاء الشركاء وقبلهم اليمنيون على إزالة هذا الوضع المختل، ولجم الطرف الرافض للانصياع لشروط ومتطلبات هذه الاتفاقية. استمرار إدارة البلد برأسين يمثل مواصلة للسير بالبلد نحو المجهول، وتعريض حاضر البلد ناهيك عن مستقبلها، لمخاطر لا يعلم عواقبها إلا الله. لن تشهد اليمن استقرارا ولا سكينة ، ناهيك عن أنها لن تشهد تنمية ولا تقدما ولا نهوضا في ظل بقاء الإدارة الانتقامية التي تعرقل كل خطوة يمكن أن تخطوها إلى الأمام. على المجتمع المحلي والإقليمي والدولي، والأخيران قد أصبحا شريكين في إدارة البلد ومراقبة مستوى وفاء أطراف العملية السياسية بتعهداتهم، عليهم جميعا أن يكشفوا من يعرقلون عملية الانتقال وذلك بإرغامهم على مغادرة مسرح السياسة وترك اليمنيين وشأنهم، واتخاذ العقوبات الصارمة ضد كل من يتعنت، وإلا فإن البديل سيكون إعلان فشل المبادرة الخليجية وملحقاتها، لأنه لم ينفذ منها اليوم سوى بندين، هما التنحي الشكلي للرئيس السابق، مع بقاء دوره الخفي والعلن في تخريب الحياة اليمنية، وبند الحصانة، وما عدا ذلك ما يزال معلقا وربما تعرض للإخفاق ما لم يتدخل الجميع للتنفيذ الحرفي لكل متطلبات المبادرة وملحقاتها. أصحاب الحصانة لا يفكرون بتقديم الشكر والعرفان للشعب اليمني الذي عفى عنهم عن كل الجرائم والموبقات التي ارتكبوها بحقه على مدى ثلث قرن بل إنهم يفكرون بالانتقام منه لأنه سلبهم ما اعتقدوا أنهم قد اغتصبوه منه ليورثوه لأبنائهم وأحفادهم. برقيات: * فوز الدكتور محمد مرسي في الانتخابات الرئاسية المصرية أكد شيئا مهما لم يفهمه الحكام المخلوعين، وهو أن الشعوب ترغب في التغيير لأنها لم تعد تطيق العيش داخل عباءة تقادم بها الزمن واهترأت، وصارت في حكم البضاعة ذات الصلاحية المنتهية. * فوز الدكتور محمد مرسي ليس فوزا للإخوان المسلمين، لكنه فوز لعملية التغيير ولروح الثورة، التي على الدكتور مرسي أن يعلم إنه مدان لها بالنجاح، وإن عليه أن يتمثل أهدافها، وإنه صار ينتمي إلى مصر كل مصر وليس فقط إلى حزب الحرية والعدالة أو جماعة الإخوان المسلمين. * تقول الشاعرة الجاهلية هند بنت الخشرم: وَكُن مَعقِلاً لِلحِلمِ واصفَح عَن الخَنى فإِنَّكَ راءٍ ما حَييتَ وَسامِعُ وأَحبِب إِذا أَحبَبتَ حُبّاً مُقارِباً فإِنَّكَ لا تَدري مَتى أَنتَ نازِعُ وأَبغَض إِذا أَبغَضتَ بَغضاً مُقارِباً فإِنَكَ لا تَدري مَتى أَنتَ راجِعُ   [email protected]
الحجر الصحفي في زمن الحوثي