إلى أين سيتجه العلواني بطيران اليمنية

علي هيثم الميسري
الخميس ، ٢٧ سبتمبر ٢٠١٨ الساعة ١١:٣٥ مساءً

 

   إنطلقت طائرة اليمنية على مدرج مطار عدن الدولي وعندما أوشكت على الإقلاع في الجو إنفجر الإطار الأمامي ما إضطر لقبطان الطائرة أن يتوقف بها على مسافة بعيدة حوالي 2 كيلو متر من نقطة إنطلاقها ، فبدأ القبطان بتحريك السلاحف لعملية الإصلاح وتغيير الإطار .

   بدأ الدريول أولاً بالبحث عن الإطار الإحتياطي وأمر الكراني بأن  يبحث عن الدنقلاص بعد أن إتفقا على توزيع المهام ، وبعد عناء في عملية البحث لم يجد دريول الطائرة الإطار والكراني لم يجد الدنقلاص ، هنا شعر الدريول بالحرج الشديد أمام إستهجان وتذمر ركاب الباص .. عفواً عفواً ركاب الطائرة .

   الدريول لم يجد حل إلا أن يستعين بأحمد العلواني رئيس إدارة شركة طيران اليمنية ، فأخذ الدريول جواله وأتصل بصاحب المعالي العم أحمد وبعد سبعمائة رنة رد عليه العلواني متثائباً وقال له : هاااه ايه قد معانا يا دريول ؟ فقال له الدريول ألحقني يا رئيس الطائرة الخردة حقنا بنشرت وأنا ماشي بها وقطعت مسافة كيلوين .. فرد عليه العلواني وأنا أيه حولي ؟ يعني تثورني من أمنوم عشان تخبرني بهذه أمهره .. دبر عمرك ، فقال له الدريول يا رئيس كيف أتصرف والطائرة ما فيها لا إستيبني ولا دنقلاص ؟ فقال حضرة رئيس اليمنية خلاص خلاص رُح أطرف بنشري وأشتر لك تاير وأتسلف دنقلاص من صاحب أمبنشر ولا تنسى تطلب فاتورة أمتاير .. وقفل الخط .

    أحتار الدريول وبدأ يقلب بعض الحلول في دماغه وقال مافي إلا أسحب الطائرة إلى مكانها وحكم الله بنحاول ندبر تاير ودنقلاص وقال للكراني : رئيس الشركة عاده غوان صحيته من نومه وقال لي روح أشتري تاير من أقرب بنشر وأتسلف منه دنقلاص .. أسمع أسمع أولاً بانسحب الطائرة إلى مكانها وبعدين بندبر التاير والدنقلاص .. يالله يالله ياشباب دهفة دهفة با نسحب الطائرة .. مساكين الله نزلوا الشباب يدهفوا الطائرة وحاولوا بكل قوتهم يدهفوا الطائرة ولكن للأسف الشديد ماقدروا يزحزحوها ولا حتى بنانة وحدة .. نزل لهم واحد شيبة وقال لهم يالله ياشباب أنا باحمسكم رددوا معي وأدهفوا .. أربعة شلوا جمل والجمل ما شلهم أربعة شلوا جمل والجمل ما شلهم .. برضه مافي فائدة ولا تحركت الطائرة من مكانها ، وفجأة صاح الدريول وقال على طريقة أرخميدس : وجدتها وجدتها وحينها صاح كل الركاب الداهفين وقالوا بصوت واحد وكأنهم كومبارس : هااااه لقيت الحل ؟ أيش هو الحل ؟ قال لهم : واحد من جيراني معه جمل بتصل به يجيبه لنا عشان يسحب الطائرة ، وبعدها خيم الصمت في المكان وكان الذهول هو العنوان ، وصاح الشيبة في وجه الدريول وقال له : يا أخي أستحي على نفسك وبطل حقك التنكيت نحن ندهف لك طائرتك الخردة وأنت جالس تنكت ، فرد عليه الدريول يا حاج أنا أتكلم جد وأخرج جواله من جيبه وأتصل على جاره .

   بعد عدة محاولات إتصال رد عليه جاره وجرى بينهم هذا الحوار : 
الدريول : آلو السلام عليكم .. كيف حالك يا مشعجل ؟
مشعجل : وعليكم السلام .. حيا الله بحقنا الدريول ..
الدريول : ياخي اشتي منك خدمة ..
مشعجل : تفضل أأمرني أمر ..
الدريول : ياخي بنشرت علينا الطائرة بعد مامشينا كيلوين والآن نشتي نرجعها مكانها .. ممكن نستأجر منك حقك الجمل عشان يسحب الطائرة ؟
مشعجل : !!!!؟
الدريول : هااه مالك ساكت لا تخاف مش ببلاش بعطيك حق الكراء  ..
مشعجل : .....
الدريول : أيش إنقطع الخط وأنا جالس أكلم نفسي ؟
مشعجل : لا يا حمار ما أنقطع الخط أنا اللي نفسي أنقطع منك ..
الدريول : ليش أنقطع نفسك ؟ سلامتك ..
مشعجل : ..... قفل الخط .

   هنا شعر الدريول بالحياء وحمر وجهه وعشان يغالط  الحضور ردد آلو آلو 11 مرة ورجع الجوال لجيبه وقال باين أن الإرسال ضعيف وإلتفت للكراني وقال له أسمع أنت روح دبر أي مكينة تسحب لنا هذه  الخردة وأنا باروح أشتري تاير وأتسلف دنقلاص .

   راح الكراني يتقلب في مهمته وراح الدريول لبنشر قريب من المطار .. ولما وصل نزل من السيارة على طول باشره البنشري وقال له : هااه أعبي لك ؟
 الدريول : أيش تعبي لي ؟ 
البنشري : أعبي لك التاير .. 
الدريول : خليك السفاهة .. قدك تشوف الأربعة التايرات كلها معباية ..
البنشري : طيب أيش معك ؟ أغير لك السليط ؟
الدريول : أيوه .. بس أشتيك تغير لي سليط جلجل ..
البنشري : أيش تتهابل علي ؟ بدأنا اللكاعة ؟
الدريول : طيب وأنت تتهابل علي تقول لي أعبي لك ..
البنشري : خلاص خلاص ياخي أيش تشتي ؟
الدريول : أشتي تاير مستعمل نظيف مع التيوب .. بس ميكونش التيوب قد ترقع من قبل ..
البنشري : كم المقاس ؟
الدريول : أنا ألبس الصندل مقاس 42 والجزمة 43 هههه ..
البنشري : لا لا أنا أقصد مقاس الهندرول حقك .. يعني رجعنا للكاعة ؟
الدريول : ياخي أنت اللي تتلاكع تقول لي كم المقاس ..
البنشري : يا آدمي أنا أقصد مقاس التاير ..
الدريول : هاه هاه ماعليش ياخي .. أنت تقصد مقاس التاير ؟ مقاس التاير 49 × 17 ..
البنشري : هذا مقاس حق معدات ثقيلة ما عندنا ..
الدريول : هههه لا لا هذا مقاس طائرة اليمنية ..
البنشري : !!!!!
الدريول : مالك سفيت .. تكلم ليش ساكت ؟
البنشري : يا زيد يا زيد ..
زيد من داخل المحل : هاه أيش معك وا ثابت ؟
البنشري : تعال أمسك لي هذا الممحون عشان أخبط عاره بهذه الصبرة اللي بيدي .. أجى زيد ومسك الدريول في اللحظة اللي رن فيها جوال الدريول وبسرعة مسك الجوال ورد وكان الإتصال من أحمد العلواني فقال له هااه أيه عاد سيت بأمتاير .. لقيته ؟ قال له الدريول كل حاجة تمام يا علواني أنا الآن عند البنشري جالس يقيس لي الهندرول حقي .. وقفل الخط بوجه العلواني .. وقال وهو يرتعش من الخوف يا جماعة الخير أقسم لكم إني طيار وجيت أشتري تاير للطائرة اللي بنشرت هه هه شوفوا حقي البطاقة وهذا الكرت حق اليمنية .. فك له زيد وقال له البنشري بعد مارحمه أسمع ياخي بادلك على شارع في الشيخ عثمان يبيعوا فيه تايرات حق الطائرات والصواريخ والغواصات .. فقال له الدريول : الله يحفظك ويطول في عمرك .. هاه أيش إسم الشارع ؟ رد عليه البنشري أول ماتوصل الشيخ عثمان إسأل عن شارع الخجفان وأطرف واحد بيدلك .. هنا تنفس الدريول الصعداء وقال للبنشري شكراً شكراً وطلع سيارته ومشى حوالي 15 متر وأخرج رأسه من الشباك وقال للبنشري اللي كان يضحك : أنا باوريك يا بنشري يا سقلوب باروح أشتري التاير وبرجع أوريك شغلك وفحط .. وراح دريول الطائرة يبحث عن شارع الخجفان ويلعن اللحظة اللي فكر فيها يشتغل طيار مع طيران اليمنية وفجأة وهو يسوق السيارة دق جبهته بيده وقال : الله يقلعه هذا السقلوب نساني أكلمه على الدنقلاص .. وإلى هنا إنتهت قصتنا وبعدها عرفت أن الطائرة تم سحبها برافعة بضائع أما الركاب فالله يكون بعونهم .

   أصبحت حياتنا في وطن الألم ووطن الذل والمهانة لا تطاق ودائماً نعيش اللحظة التي نقول فيها شر البلية ما يضحك ، فهل يعقل أن يوجد بلد في العالم لا يمتلك إلا طائرتان مهترئتان ؟ وهل يعقل يوجد في العالم بلد رئيس إدارة شركة طيرانه يستجدي الدول التي جاءت لمساعدته ويطلب منها مبيت طائرات بلده في مطار بلده ، هزلت ورب الكعبة وأضحكنا علينا العالم وإستضعفونا الأوغاد ، وليس معنا إلا أن نقول حسبنا الله ونعم الوكيل في فاسدي السلطة الذين أبقوا على هذا الكهل العتيق المدعو أحمد مسعود العلواني رئيساً لإدارة شركة طيران اليمنية لمجرد أنه من أبين .

ملاحظة : هذه القصة إبتدعتها من خيالي الواسع وليس من الأبواق الإعلامية المعادية التي إدعت بأن الطائرة السودانية التي ظهرت في مقطع الفيديو بأنها طائرة اليمنية .. مع العلم أن الطيران السوداني قد تخطى الطيران اليمني بمراحل .

علي هيثم الميسري

الحجر الصحفي في زمن الحوثي