مخلف ُصعيب.. عبد ربه

كتب
الاربعاء ، ٠٨ فبراير ٢٠١٢ الساعة ١٢:٤١ صباحاً

 

فتحي أبو النصر

عبد ربه منصور هادي هو الوحيد في هذا الكون الذي بإمكانه أن يكون رئيساً ولو بصوته الواحد فقط.. لا يوجد رجل أكثر حظاً منه في هذا السياق بالتأكيد.. يعني كل من يريد ترشيحه في 21 فبراير القادم فهذا شأنه، أما الذين يترددون عن المشاركة في انتخابه - أو حتى الرافضين له - فهذا شأنهم أيضاً.. إنها أعجوبة يمنية، نعرف ذلك للأسف، لكنها مخرج الإنقاذ الوحيد لبلد أشد إنهاكاً على مختلف المستويات الآن. هذا رأيي وأقوله بكل شجاعة وواقعية وأسى على الحلم الذي كان يزهو فينا بمخيالية ثورية جامحة لطالما جعلتنا نتعالى على المنطق، في حين لم تضع تقديراً لحجم الخسارات التي قد يدخلنا فيها شر النظام، لذلك يا من تطالبون بالديمقراطية في وضع لا يعرف إلا الحرب: “فليتنافس المتنافسون” بعد المرحلة الانتقالية إذا مرت بسلام.. ثم ماذا جابت الديمقراطيات السابقة غير هذا النظام؟!. يعني صبرتم عقوداً وترفضون مدة سنتين.. يا لحساسيتكم العالية إذاً!. يكفي ضجيجاً لو سمحتم.. وكل ما نأمله الآن - كخطوة أولى في صحيح مكانها - أن يغور النظام إلى الأبد.. وإلى الأبد، ثم على العجلات المربعة أن تدوووور ياهؤلاء.. نرجوكم.. ولتفهموا.. لم يكن النظام نظام الدولة بقدر ما كان نظام الشخص، نظام الترهيب والترغيب، فإذا راح الشخص انفرط كالعنقود تماماً.. ويبدو معروفاً أن مثل هذه الأنظمة سرعان ما يغدر أفرادها ببعضهم البعض بمجرد ضمور الشخص، إذ أنه نظام المصلحة للشخص ومع الشخص وبالشخص فقط، وليس نظام الدولة كنظام مؤسساتي غايته مصلحة المجتمع ثم ضمان الاستقرار الدائم لرفاهيته وصون حقوقه، بعد زرع الثقة بين الحاكم والمحكوم. ويبقى عبد ربه منصور هادي اليوم هو السبيل الوحيد الذي بإمكانه أن يهيئ أهم الأسباب الموضوعية لانتقال اليمنيين من نظام الشخص إلى نظام الدولة، حيث وأن هذا النظام هو من قامت الثورة لبنائه رفضاً لنظام الشخص الذي كان كعصابة أخطبوطية تحكمت في كل شيء عبر استغلال مقدرات أدوات الدولة بالطبع، في حين تغافلت عن حتمية أن القوة الغاشمة ليست هي الضمان الوحيد للكرسي فما بالكم بتوريثه؟!. [email protected]
الحجر الصحفي في زمن الحوثي