إنا لفراقك ياشيخنا لمحزونون..!

د. علي العسلي
الاربعاء ، ٢٦ سبتمبر ٢٠١٨ الساعة ٠٣:٢٨ مساءً


كل نفس ذائقة الموت وانما توفون اجوركم آ فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز...
اللهم اجعل شيخنا الحكيم محمد عبد الجبار نعمان ممن يفوزون بالجنة ..آمين اللهم آمين..
لقد فجعت بموت هذا الكبير الذي اختلفنا معه سياسيا ويعلم الجميع ذلك ،لكننا تعلمنا منه ان الاحتلاف لا يفسد للود قضية ،وان الاختلاف وقتي اثناء الانتخاب ،ثم نعود لما كنا عليه والسبب في اعتقادي دماثة اخلاقه وعقله الكبير وخبرته الكبيرة بشئون السياسة وتقلب الانظمة والأحول ..!
بالأمس فقط راح عقلي وقلبي إليه بعد أن ذكرني اخي عبد اللطيف مهيوب بصوته الشجي المخشع وهويؤدي قصيدة صوفية رائعة ،فناشدت دولة رئيس مجلس الوزراء بالذهاب لزيارته والقيام بالواجب ..لم يأتي ببالي أن اسمع بعد ساعات خبر وفاته لا حول ولا قوة الا بالله ..استيقظت على آ فجيعة موته.. اللهم ارحمه واحسن اليه وتجاوز عن سيئاته ،اللهم سامحه واعف عنه وادخله ياربنا جنة الفردوس ..!؛
ازداد حبي لهذا الشيخ العظيم آ في الفترة الأخيرة رغم انه صديقي على الدوام ،لكن حبي ازداد له لأسباب منها : أنه عندما يختبر الرجال الرجال .. تجده في المقدمة فهو رجل وشهم وشجاع ووفي هذا أولاً .. ؛ ثانيا : عندما انقلب المنقلبون ،منع الطائشون من الحماقات واتخذ بحسب ما وردني واظنه حكيما جدا قرارا مفيدا للمنطقة ،حيث آ جنب المنطقة الويلات والكوارث عندما قال أن من يقاتل في صف الشرعية من ابناء المنطقة فهم ابنائنا ،ومن يقاتل في صفوف الانقلابين فهم ابنائنا والحمد لله ان الجبهات على حدود مديريتنا فاذهبوا وقاتلوا أنتم احرار هناك ،ودمائكم واموالكم ودياركم هنا بأمان ،ومن يمت منكم فهو شهيد منطقتنا بغض النظر عن مواقفنا من الحرب واسبابها وتداعياتها .. أما ان تجروا المنطقة الى الدمار والقتل فهذا مالم اسمح به هكذا نسب اليه بعض المقربون أنه قال..! ؛ أما ما قاله لي عند زيارتي لبيته والذي استقبلني بحفاوة قلّ نظيرها وكبرني فوق ما استحق ،فقد قال آ هذا الرجل العظيم اثناء زيارتي له قال التزمت بيتي لأن الاوضاع تغيرت ولان المتجاورين كثروا ،ولان التحاور والمصالحة والاقناع عند جهال القوم لا معنى لها ،كل شيء تغير وغير ما كان عليه الوضع زمان ،كان يدار الاختلاف بحكمة ورجولة وعدم غدر، فزمان كان هناك رجال يحترمون ويقدرون المقامات اما اليوم فكل من يلتقيك طائش ولا يضع اعتبار لمقامات الرجال..!؛ صدقت يا شيخنا الحكيم الذي يمتاز بفروسية لاختبار الرجال والمواقف..!؛
رحمة الله عليك ايها الرجل الذي افنى معظم حياته في خدمة اليمن واليمنين وابناء المنطقة في حل مشاكلهم وتجنيبهم الدماء ،رجل لا يشترط البتة تكاليف اجوره عندما ينتقل الى مكان ما للإصلاح بين الناس ،رجل لا تطغى عليه السياسة ولذلك همشه الرئيس السابق صالح آ في اخر فترة حكمه ولم يبالي ولم يتخذ مواقف علنية ضده ،رجل لا تستهويه المناصب والتعصب و المناطقية ،رجل حكيم ومثقف وخبير رجل تنمية وتعاون..!؛
ابرق بالتعزية وعميق الأسى والحزن آ لأولاده الكرام المربين احسن التربية ،والمتعلمين افضل العلوم واهمها الاخلاق وكذلك الى اخوانه وجميع محبيه ،وخاصة الصديق العزيز القاضي احمد محمد عبد الغفار الحمودي رئيس محكمة استئناف تعز الحبيبة ، والى كل آل الحمودي العظام ..
نسأل من آ الله ان يتغمده بواسع الرحمة والغفران وان يلهم الجميع الصبر والسلوان ولا حول ولا قوة الا بالله ..وانا لله وانا اليه راجعون..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي