من المسؤل عن الاساءة لنشيدنا الوطني في السعودية؟

كتب
الأحد ، ٢٤ يونيو ٢٠١٢ الساعة ٠٨:٤١ مساءً
محمد حسين النظاري كالعادة ولأن قطع العادة عداوة كما يقولون.. فقد افسد العبث واللامبالاة التي ننتظر الوقوع بها كلما شاركنا خارجيا بسبب الاستهتار، وبسبب اننا نتجاهل ابجديات الاشياء ونتوه في متاهات الجري خلف المصالح الذاتية، اما سمعة البلاد ووجهها امام الاخرين فلا يهم احد لا بعثة ولا اداريين. كم كان الموقف مخزياً، وكم تمنيت لو لم نشارك في بطولة العرب، ولأن الجواب ظاهر من عنوانه فقد ظهرت الارتجالية مبكراً.. كنا نتخوف ان تكون الارتجالية والتخبط في اللعب، اما أن يصل الحال الى نسيان أن للوطن نشيداً يجب ان يرتب له، فهذا ما لا يسمح به. ليست المرة الاولى ولن تكون الاخيرة التي يتناسى فيه الاخرون تقديم نشيدنا الوطني "رددي ايتها الدنيا نشيدي" إما بسبب اننا لم نعطهم النسخة الحقيقية او الواضحة، وهنا ينبغي ألا نلقي باللوم على الجهة المنظمة، فالجيش الجرّار من الاداريين أليس فيهم رجل رشيد؟ يتواصل مبكراً مع الهيئة المسؤولة عن اذاعة النشيد الوطني، تصوروا معي يقف اللاعبون في افتتاح مبارياتنا امام شقيقينا الليبي، ولا نسمع نشيدنا، ونصبح اضحوكة كما هو قدرنا.. وعندما شاهدت الاداري يتمخطر ويمشي على استحياء نحو المقصورة رغم انه يحمل على ما يبدوا نسخة اخرى (سي دي)، وكأن الامر شيئ عادي و لا يبدي اي تفاعل ولو بالجري، وختامها نسمع النشيد بصوت لاعبينا لا بصوت الملعب. المنتخب الليبي ورغم ان نشيده جديد لم يتخطى العام إلا ان عزفه كان روعة من حيث الصوت او ترديد لاعبيه، وهنا يبرز التساؤل لماذا لم يخطئ الجهاز مع النشيد الليبي كما فعل مع نشيدنا الوطني، الاكيد ان معهم طاقم اداري حرص كل الحرص على تمثيل بلاده افضل تمثيل، من خلال الاعداد الجيد والذي ظهر من خلال العزف لنشيدهم الوطني. الشيخ أحمد العيسي مطالب بإنهاء مثل هكذا مهازل، ويفترض به ان ينهي فوراً خدمات الشخص المكلف بالإعداد للنشيد الوطني، حتى يحرص من بعده على القيام بواجبه على النحو الصحيح.. لو ان المذيع اخطأ باسم رئيس الاتحاد أو احد كبار الوفد، هل كان الامر سيمر بسلام؟ الاكيد لا وسيغضب وسيدعو لمحاسبة المقصر.. فلماذا لا نغضب لنشيد بلدنا الذي هو عنوان واسم دولتنا. ليست لحظة عابرة تلك التي شهدها ملعب الطائف مساء السبت 23 يونيو 2012، وينبغي ألا تمر بدون عقاب، فسمعة البلاد تتجلى في حسن التمثيل، ومن حسن التمثيل ان نرسل الرجل المناسب الى المكان المناسب.. إن ما حدث يجعلنا نتسائل اذا كان هذا حدث في بطولة كبيرة وفي دولة جارة وعلى الهواء مباشرة؟، فماذا يحدث في البطولات الاخرى التي لا تشهد اي نقل؟، يمكن حينها الاكتفاء بأي أغنية بدلاً عن النشيد الوطني للجمهورية اليمنية.. اي مهزلة يا سادة هذه التي نشاهدها وينفطر منها قلوب المتابعين قبل الحاضرين –في الملعب- من مغتربينا. قلت قبل بداية البطولة اني اضع يدي على قلبي كلما تذكرت اننا سنلاقي المنتخب الليبي، ومرد الخوف اننا تلقينا من قبل خسارتين قاسيتين من ليبيا كانت الاولى ب16 مقابل هدف واحد، وبعدها خسارة ثانية ب13 هدف دون مقابل.. كان توجسي وخجلي من نتيجة ثقيلة، ولم اكن اعلم ان الخزي سيأتي من نشيدنا الذي لا نعطيه حقه من التقدير والاحترام. لو حدث ما حدث لإحدى الدول الاخرى وكان المنظم هو الجهة المقصرة لن تسكت تلك الدول، وسيتم الاعتذار لها.. فلو افترضنا ان الخطأ من اللجنة المنظمة –وهذا وارد- فيجب ان تتقدم بالاعتذار لبلادنا، وإذا لم يحدث ذلك فليس له اى معنى سوى اننا المخطئون، او ان غيرنا لا يعيرنا اي اعتبار وحينها ينبغي الانسحاب من بطولات لا نُحترم فيها. اتحاد الكرة مطالب فوراً بتوضيح الأمور، وبإعلان الجهة المتسببة في ما حدث، فإن كانت تابعة له فينبغي عقابها قبل العودة من البطولة، وان كانت من الجهة المنظمة فيجب عليها الاعتذار - قبل اللقاء الموالي امام البحرين- ولا نقبل بشيئ غير الاعتذار.. طبعاً الاعتذار ليس للبعثة ولكن لوطن مثلته تلك البعثة.
الحجر الصحفي في زمن الحوثي