في تعز انقسام حاد فهل يتدخل فخامة الرئيس؟

محمد الحذيفي
الثلاثاء ، ١٨ سبتمبر ٢٠١٨ الساعة ٠٦:٣٢ صباحاً

لم تشهد تعز على مر تأريخها انقساما حادا كالذي تشهده هذه الايام بين قيادة سلطتها المحلية من جهة ، وقيادتها العسكرية ومن خلفها معظم المكونات السياسية والاجتماعية من جهة ثانية ، ولا يعرف المواطن البسيط سبب ذلك.

آ 

ولاول مره في تأريخ العمل السياسي والاداري يحتكم محافظ محافظة ، وقائد المحور الى وسائل التواصل الاجتماعي لنشر غسيل كل طرف منهما دون اللجوء للجهات القضائية ، أو الاحتكام للجهات العليا في البلد كرئاسة الوزراء ، ورئاسة الجمهورية ، دون الشوشرة في مواقع التواصل الاجتماعي ، والتي تضر كثيرا بسمعة الشرعية ، وتفقد الناس ثقتهم بسلطاتها المحلية.

آ 

المعروف سياسيا ، واداريا ان المحافظ يكون اكثر دبلوماسية ، ودهاء ، وصبرا ، وحكمة ، ويكون محل اجماع مختلف القوى السياسية ، والاجتماعية ، والشبابية ، وعامل تقريب بين الجميع ، لكن ذلك غير موجود في تعز ، وماهو موجود محافظ ومعه مكون سياسي طرف ،آ  وبقية المكونات السياسية ، ومعظم مدراء المكاتب التنفيذيةآ  ، والاجهزة الامنية ، والمؤسسة العسكرية طرف ، وما يحدث من اجتماعات لا يعدو عن كونه اجتماعات برتوكولية روتينية في اطار المجاملات بعيدا عن التكامل والتناغم ، وهذا التخندق لا يخدم الوفاق الوطني ، ولا عملية استكمال التحرير ، ولا يصب في صالح الشرعية ، وانما في صالح الانقلابيين.

آ 

حالة انقسامية كبيرة تعيشها تعز لم تعشها أيام المحافظ حمود خالد الصوفي في العام 2011م حين كان الوضع ملتهب ، وأجواء الحرب ، وانقسام سياسي ، ومع ذلك كان الرجل اتفقنا معه أو اختلفنا عامل توازن ، ومحل اجماع ، ولو في الحدود الدنيا ، واليوم ، والجميع يدعون انهم مع الشرعية ، وفي خندق واحد في مواجهة المد الحوثي الفارسي النازي ، ومع ذلك لا يوجد ادنى درجات التوافق ، ومحافظ فشل في ان يكون عامل توازن ، أو أن يمثل ادنى درجات الاجماع ، وهذا امر خطير في المشهد السياسي ، والعسكري ، وفي وقت تستعر فيه الحرب مع مليشيا الارهاب والتطرف الحوثي الايراني ،آ  وهذا يقدم لها خدمة مجانية ، ويفيدها كثيرا لتلعب على مساحات الخلاف والتشظي.

آ 

ان يقوم المحافظ ، أو مكتبه بتسريب مراسلات بينه وبين القيادات العسكرية ، ليس بالامر الهين ، بل هو امر خطير ، لا يستهدف القيادة العسكرية بالدرجة الاولى بقدر ما يستهدف الشرعية ، ومؤسساتها بدءا بمؤسسة رئاسة مجلس الوزراء ممثلة بمعالي الدكتور احمد عبيد بن دغر ، ومؤسسة الجيش ممثلة برئاسة هيئة الاركان ، ومؤسسة الرئاسة ، وهي الاهم في كل ذلك ، وعدم وضع اي اعتبار لكل تلك المؤسسات ، والا ما كان عليه ان يعمد الى تسريب تلك المراسلات عبر نشطاء محسوبين عليه ، ويعملون ليل نهار لتجميل سياسته ، وتزيين مواقفه تاركين انتهاكات ، وممارسات المليشيا الارهابية النازية تفتك بالمدنيين دون التطرق لها ، ونشر تلك التسريبات في مواقع التواصل الاجتماعي ، بعيدا عن التعاملات القانونية ، والقضائية ، والادارية ، وهو عمل يقزم الشرعية ، وادواتها ، ومؤسساتها ، ويظهرهم بمظهر الاطفال الطائشين ، ويفقد ثقة الناس بها ، وهذا لا يخدم سوى الانقلابيين.

آ 

على مؤسسة الرئاسة ، وبالذات فخامة رئيس الجمهورية المشير عبد ربه منصور هادي ، سرعة تدارك الوضع ، فحدة الانقسام في تعز سؤثر على المشهد العام برمته ، وسيظر الشرعية كثيرا ، وسيؤثر على سير المعركة مع النازيين الحوثيين.

فكلما كان الاجماع ، والتوافق هو السائد في تعز ، كلما صب ذلك في صالح الشرعية ، وفي صالح معركتنا ضد مليشيا التطرف ، والارهاب الحوثية الايرانية ، والجمييع يؤملون في رئيس الجمهورية سرعة التدخلآ  لتلافي الامر ، وتداركه قبل فوات الاوان بالبحث عن شخصية عسكرية توافقية تجمع عليها مختلف القوى ، والمكونات المنضوية تحت راية الشرعية لتدير المحافظة ، والمؤسسة العسكرية معا ، كما هو الحال في محافظة حضرموت أو البيضاء.

آ 

اضن أن ذلك سيكون انجح الحلول وافضلها ، وسيمثل حلا توافقيا سينهي حالة الاستقطاب الحادة ،آ  والانقسام ، والتشظي الخطيرة الحاصلة في تعز.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي