بعض محافظي الحوثي

سام الغباري
الجمعة ، ٣١ أغسطس ٢٠١٨ الساعة ٠٨:١٤ مساءً

يروق لي "بعض محافظي الحوثي" وهم يتقمصون دور الولاء ويؤدون البيعة لسيدهم عبدالملك بدرالدين ، إنهم بلا ولاء لأحد ، ولاءهم الوحيد للمال والنفوذ ، ولاءهم لمن أسبغ عليهم لقب المحافظ وهو منصب في شريعة الحوثيين يشبه دور السيدة الأولى في البيت الأبيض - مثلاً - .

كانت "جاكلين كيندي" تهتم بدور الرعاية والضمان الاجتماعي وعلى رأس كل خطاب تثني على زوجها الرئيس الوسيم ذائع الصيت "جون كيندي" قائلة "إنه هدية الله الى اميركا" ، سألتها صحافية في البيت الأبيض : هل تعشقينه ؟ ، اندفعت جاكلين من مقعدها مستنكرة وصائحة : أعشقه !! ، كل فتيات اميركا تعشقه وليس أنا فقط !  .

في 3 يناير 1963م قُتل زوجها ببندقية قناص ، وشاهد العالم جاكلين تفر من جواره ، وتعتذر عن حضور جنازته ، وبعد عامين تزوجت بملياردير يوناني فأخذت لقبه وتخلت عن كيندي وإرثه لتصبح "جاكلين أوناسيس" ، سألتها تلك الصحافية مرة أخرى : هل تعشقين ارسطو أوناسيس ، ردت بهدوء : أعشق ماله وذلك اليخت الجميل .

هكذا هم محافظو الحوثي ، يعشقون المال السائب ، الضرائب، الجمارك ، النفوذ ، عبارة "وصل المحافظ" ، خرج "المحافظ" ، الاجتماعات ، تأدية دور السيدة الأولى التي تتابع قائمة طعام الرئيس ، لتتأكد من رضاه صبحًا وليلًا .

كل هؤلاء الذين يصرخون ويوالون ويقسمون البيعة لعبدالملك بدر الدين لا يحترمونه حقًا ، ولا يوالونه فعلًا وإن قالوا وأعلنوا ، إنهم عُشاق مراهقون ، المال كل شيء في حياتهم ، ممارسة دور الحرب والنضال ، حتى على عشائرهم وأهليهم ، ويوم تدق الشرعية أسوار المدن ، سيفتحون الأبواب لها ، ويهتفون بصوت واحد : يا هادي .. هيت لك . 

..
سام الغباري

الحجر الصحفي في زمن الحوثي