قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق

وفاء أبو الأسرار
الجمعة ، ٣١ أغسطس ٢٠١٨ الساعة ٠٤:١٢ مساءً

 

يدوسون على أبسط حقوقك، ثم يطالبونك بأن تكون وطنياً، وألا تشق الصف..! 

ياقوم إن المطالبة بالراتب حق مشروع وقمة الوطنية، والسكوت عنه قمة الظلم وطاعة للفساد يادعاة الوطنية 

أعلم أن المرتبات توقفت لكل موظفي الدولة، ولكني أتحدث بإسم المعلم كوني أنتمي لمربي الأجيال المجعجع  على خط العمر وفي أيام بسط الدولة،
 فما بالكم الآن بحاله وهو الذي لا يملك غير مهنة التعليم رغم سعيه وبذل جهده للحصول على عمل آخر. .
لكن دون جدوى ، خاصة ووضع البلاد متدهور على كل المستويات 

أكتب مانعيشه واقعياً وليس مانشعر به فقط ، مانراه أمامنا من مهانة وإذلال تمارس في حق مربي الأجيال من المؤجر والبقال وغيرهما .. لم يعد بإمكاننا الإحتمال والصبر أكثر ! 

الحرب قسّت معظم قلوب البشر حتى على مستوى أقرب الناس لك ، أنعدمت الرحمة والموآساة ، والضمير مات ،والإحساس صار في أزمة ، ومن لم يحس بالمعاناة لا يستشعر الوجع ! 

عندما تعجز عن توفير قوت أبنائك، عندما ينقطع عنك مصدر رزقك الشهري الوحيد لأكثر من سنة ؛ فينقطع عنك وعن أسرتك الأكل، الشرب ، ويعجز أبناؤك عن التعلم، احتياجات أساسية تتوقف دفعة واحدة ،

وذاك الذي سلب منك لقمة عيشك، يحكم عليك بالإعدام بل بالموت البطيء ..

وصدق الإمام الشافعي حين قال : 
إن المعلم والطبيب كليهما لم يبديا نصحاً إذا لم يكرما. 
كيف يمكن للمعلم أن يعطي بسخاء، ويبذل جهد، والفكر شارد والجيب فارغ والنفسية صفر؟ 
التعليم يحتاج إلى صفاء ذهن، والروح مستبشرة مطمئنة، وابتسامة رضا تشع نوراً وإيماناً.

  ياقوم.. 

هناك فرق بين الجوع والتجويع، وسلاح التجويع يكاد يوحد الفرقاء. 
المرتبات ليست منحة مجانية ، ولا مكرمة من أحد يتصدق بها علينا .. 
نريد مرتباتنا ممن يحكمنا، وليس ممن يحاربنا ليحكمنا !! 

الفقر هو الإرهاب.. 
الجوع هو الإرهاب.. 
النزوح والضياع هو الإرهاب..
مصادرة الحقوق هو الإرهاب.. 

إذا لم يكن الفقر والجوع والنزوح والضياع ومصادرة الحقوق هو الإرهاب فما عساه أن يكون؟؟!! 

إرهاب الجوع أخطر من الإرهاب الفكري والسياسي..

#إلا_الراتب_فالراتب_حياة 

شارك انشر على نطاق واسع لعل يفهموا أولو الالباب 

#وفاء_ابوالاسرار

الحجر الصحفي في زمن الحوثي