الكويت والريادة في العمل الإنساني

محمد المقرمي
الاثنين ، ٣٠ يوليو ٢٠١٨ الساعة ٠٤:١٨ مساءً

 

تكمنُ الإنسانية في العطاء حيث تمسح الدمعة بيد حانيةٍ لترى البسمة دون كسر خاطر صاحبها، وذلك ما نلمسه في أداء  الجمعيات الخيرية الكويتية؛ حيث تعمل مؤسساتها وجمعياتها الخيرية بصمتٍ وهدوء يشيه رونقها الإنساني النبيل دون ضجيجٍ إعلامي،  تنقش في قلوب اليمنيين بصمات الإنسانية التي لا يشبهها إلى سمو أرواح أولئك الرواد في العمل الإغاثي والإنساني الذين يرون كرامة الإنسان فوق كل اعتبار؛ يعملون وفق معايير العمل الإنساني الدولي بكل مهنية. 

أعتبُ كثيراً على الإعلام والقنوات والصحف التي لم تسلط الضوء على هذه الجهود الطيبة بالقدر الذي يتناسب وجهودهم الانسانية العظيمة. 

أيُّما أرضٍ حلَّ فيه الكوارث والأزمات  تجد قوافل الخير الكويتية تتهادى مع نسائم سلام يبعث الأمل ووجدناها في اليمن في قلوب محبيها بمختلف محافظات الجمهورية فهي لا تكتفي في العمل الخيري بالاغاثة وحسب، بل تنهج في استراتيجيتها خطط الإعمار والتنمية المستدامة فتضيء العراق الذي أظلمته الحروب، وتكون أكبر داعم لإعمار؛ وتغيث المنكوبين، ويئن الفلسطينيون فتبلسم جراحه وتبني المشافي ومراكز الإيواء وتمدهم بالغذاء، وتنهك الحرب في سوريا  المدنيين فتساندهم؛ ويستغيث اليمنييون فيجدونها بجانبهم، في كل محافظة ومديرية، ولا تجد دولة حلت الأزمات فيها إلا كانت مبادرةً من أجل التخفيف من معاناة المدنيين.

الكويت مضيئةٌ بتاريخها ومنذ عقود ولم تجد منها الشعوب العربية إلا الحب والخير والسلام، واليمن خصوصًا فلا تكاد تفتش في محافظة إلا ووجدت مشاريعها التنموية منذ سنين بين مدرسة ومشفى ومسجد ومشاريع مياه وكهرباء وطرقات في شتى المجالات الإنسانية، من الأمن الغذائي إلى الصحي والبيئي فالإنمائي ومراكز الإيواء والتعليم. 

عندما أعلنت الأمم المتحدة عن خطة الاستجابة للعام 2018 لليمن تبرعت الكويت بـ250 مليون دولار لاغاثة اليمنين عبر منظمات الأمم المتحدة إضافة إلى خطتها الإنسانية المستمرة في هذا العام وفي العام 2015 تبرعت لجهود الإغاثة الدولية لدعم الاحتياجات الإنسانية في اليمن ب  100 مليون دولار في حملة الكويت إلى جانبكم بالإضافة إلى 300 مليون دولار التزمت بها كقروض ميسرة عبر الصندوق الكويتي للتنمية  في الاجتماع الوزاري لمجموعة أصدقاء اليمن الذي عقد في نيويورك 2012 واستمرت في العام 2016 و2017م في تقديم المشاريع الإغاثية و المساعدات الطبية للمستشفيات وتزويدها بالأدوية وعلاج المرضى والجرحى وإغاثة الأسر وتوفير مياه الشرب وتنفيذ مشاريع للمياه ودعم الأسر  المتضررة والنازحين وتعيد تأهيل المدارس والجامعات والمرافق الصحية بجهود سيخلدها التاريخ في صفحاته البيضاء.  

 إن الكتابة عن المشاريع الاغاثية الكويتية بحاجة إلى كُتب ولسنا بصدد هذا ولكنها كلمات متواضعة لا تفي بحق أولئك الذين بذلوا ولم ينتظروا المقابل غير أن يروا ابتسامة إنسان ساندوه بعد أن أنهكته الحروب.

وفي السلام .. فهي دارنا كعربٍ كلما اختلفنا تجدها تحتضن الجميع بدبلوماسية تبدد بذور الخلاف وتنشر معاني الحب والسلام والإخاء.

 نعم تلك هي الكويت وأكثر وما كتبته قطرة من فيض؛ وسأسرد تفصيلا الجهود الإنسانية المستمرة.



*رئيس مركز سكوب للدراسات والإعلام الانساني

الحجر الصحفي في زمن الحوثي