ناصر عبدربه في صعده

محمد القادري
السبت ، ٢٨ يوليو ٢٠١٨ الساعة ٠٥:٥٣ مساءً

 

قبل ما يقارب عشرون يوماً ، لفت نظري صورة منشورة في احدى مجموعات الواتس آب لقائد ألوية الحماية الرئاسية ناصر عبدربه نجل رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي وهو في جبهة باقم بمحافظة صعدة.

 قررت ان ابحث عن الحقيقة ، واتأكد من صحة الموضوع ، وبعد البحث توصلت إلى احد الضباط الذين اثق بهن وتجمعني به معرفة شخصية ، وهو من ابناء محافظة إب يتواجد هناك في جبهة باقم.

استحلفته بالله ان يحدثني عن الحقيقة فيما يتعلق بموضوع نجل رئيس الجمهورية.

قال لي : انا والله يوم شفته ما صدقت ان هذا ابن الرئيس هادي .

قلت له : كيف ؟

قال لي : شفته متواجد في مقدمة الصفوف بالمعركة يواجه ميليشيات الانقلاب بكل شجاعة ، ورأيته قريب جداً من جنوده يختلط معهم ويأكل في مائدة مع الجنود العاديين المستجدين ، ومتواضع جداً ومن شدة تواضعه رأيته عدة مرات غير مرتدي الرتب العسكرية.

رجل ناجح في عمله ، وشخص عالي في اخلاقه ، قائد عسكري محنك ، وانسان راقي مهذب ، حتى ان الذي التقط له الصورة وجده صدفة ، فخجل نجل الرئيس واستحى وطلب منه ان يحذف الصورة .

 

أنا بالنسبة لي تأثرت بهذا الكلام وهذا الموقف ، وكعادتي اكتب عن ما تأثرت به من باب الامانة في الكلمة والانصاف لا تملق او نفاق ، قلمي الذي احمله ينظر من نافذة وطنية ، ولذا سأكتب مشيداً عن كلما يخدم الوطن كائناً من كان ، وسأنتقد كلما لا يخدم الوطن كائناً من كان.

 

دوماً الشخص يعكس عدة نظرات فيما يتعلق بالذات والمجتمع والمنزل والمدرسة والعمل سواءً سلباً او ايجاباً .

ونجل رئيس الجمهورية قد عكس ثلاث نظرات وكلها ايجابية .

 

النظرة الأولى : الابن يعكس نظرة عن أبيه .

هكذا ربى فخامة الرئيس هادي ابناءه .

تربية اخلاقية : تواضع تسامح احترام للغير قرب من الناس ، صفات حميدة وقيم نبيلة ، طيبة قلب وحسن تعامل ، سلوك مؤدب وتعامل مهذب ، لا كبر لا غرور لا تعالي لا هنجمة لا نظرة دونية للناس لا احتقار للغير لا نظرة للبقية بطرف عين .

تربية وطنية : رباهم على حب الوطن وخدمته والتضحية من اجله والسير في دربه والحياة في ظل بناءه وحمايته .

لم يجعل هادي نجله يعيش مرفهاً في الفنادق الراقية لانه ابن رئيس ، ولم يوجهه للاسثمار في كبرى دول العالم بمشاريع شخصية تبني ثروة له ، ولم يجعله فقط لحماية عرشه ونفسه كونه قائد عسكري مهمته ان يحمي ابيه .

وانما ارسله للجبهات ليدافع عن الوطن ككل ويشارك في تحريره ويضحي من اجله في الميدان .

وهذا دليل على ان الرئيس هادي يهمه الوطن ، تحريره وخدمته وحمايته ، لا يهمه نفسه ولا يهمه ابناءه ولا يهمه منطقته ولا يهمه شيئ آخر سوى الوطن .

 

النظرة الثانية : الشخص يعكس نظره عن ذاته.

طريقة العمل تدلل على الدوافع التي تقف خلفه .

نجل الرئيس يشارك في مقدمة الصفوف بالمعركة ، ويشارك في ادارة وقيادة معركة تحرير صعدة ، يعمل بصمت ، يتواجد كجندي مجهول ، لا يهمه الظهور الاعلامي ، ولا يريد الوقوف امام كاميرا القنوات .

يهمه العمل في الميدان بتفاني ، وخدمة الوطن باخلاص .

لا يهمه ان يظهر امام اعين الناس ، ولا ان يتحدثوا عنه ، ولا يريد صورني وانا في الجبهة ولا شوفوني وابصروني .

يعمل بصمت باخلاص دون من ، لم يقل انا فعلت او قدمت او ضحيت .

 

 النظرة الثالثة : القائد يعكس نظرة عن جنوده .

نجل الرئيس هادي عكس نظرة ايجابية عن ألوية الحماية الرئاسية التي يقودها وعن الجيش الوطني بشكل عام .

القائد العسكري الوطني الناجح والمخلص هو الذي سيربي جنوداً يحبون وطنهم ومخلصون له .

القائد الذي يهمه الوطن سيربي جيشاً يهمه الوطن، يحميه ويحرسه ويذود عنه ويحافظ على مكتسباته ويصد كل اعداءه ، ولن يتخلى عنه ولن يبيعه ولن يقف ضده وينقلب عليه مستقبلاً ليصبح جيشاً يتبع الذات ويؤمن بالفرد ، ولن يتخلى عن الثوابت والمبادئ والولاء الوطني ويتنصل عن اداء واجبه لتحركه الاهواء والنزعات التي تحرفه عن مساره ليصبح اداة تحارب الوطن لا تخدمه .

 

وطنية القائد هي المعيار لمعرفة الجنود الذين يقودهم ، والجيش الوطني لن يصنعه إلا قادة وطنيون.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي