الرئيس هادي وخيار الأقاليم والدولة الاتحادية .. والوضوح في الدوافع والغايات..!

د. علي العسلي
السبت ، ١٤ يوليو ٢٠١٨ الساعة ١١:٢٠ مساءً

 

التقى الاخ الرئيس اليوم عدد من الفعاليات كانت إحداها قيادة محافظة البيضاء البطلة ،أحد وأبرز ذراع لليمن الأوسط ..؛وفي أثناء الحديث وضح فخامة الأخ الرئيس _ بما استطاع الناقلون نقله وبما معناه_ الأسباب الدافعة له للتصميم على خيار الفيدرالية والمضي به حتى النهاية ،لأنه هو الخيار الحتمي المتاح والمفيد لسلامة ووحدة اليمن ، ولتحقيق العدالة في مسألة توزيع الثروة والسلطة ..؛ فكان الرئيس واضحا كوضوح الشمس ،حيث قال :أن أكثر المتضررين من الدولة الاندماجية السابقة كانوا هم أبناء اليمن الأوسط (تعز، إب، البيضاء ..إلخ.). أما بعض أبناء شمال الشمال وبعض قبائله  بفعل امتلاك القوة وتركز السلطة كانوا يستطيعون فرض بعض الخيارات والمواقف واحتكار السلطة إلى حد كبير فيما لو كان استمر الحال على ما هو عليه ، وكذلك بفعل حرك بعض الجنوبين المبكر ونضالهم المستمر كانوا قد وصلوا الى مرحلة متقدمة من جعل قضية الجنوب هي القضية الأولى للمشكل اليمني  ،وهذا يعني أنهم باستطاعتهم الحصول على  حقوقهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية ،يقول ما معناه الرئيس ؛ لكنني وجدت أن اليمن الأوسط سيكون هو الضحية في ظل بقاء الدولة المركزية وبقاء اصحاب مشاريع المركز المقدس ،أو حتى في ظل الدولة  الاتحادية من إقليمين ،أو في ظل الانفصال.. فقررت ومعي معظم الاحزاب والمكونات على التوصل لحلول لجذر المشاكل اليمنية، وذلك بإقامة دولة اتحادية بأقاليم ..!؛

وعندما بدأنا مراحل  التنفيذ .. اعترض  من أنقلب على الدولة وعلى المسار السياسي المتمثل بمخرجات الحوار الوطني ..وأعاقوا التنفيذ  إلى حين ،ظنا منهم أنهم سيبقون الشعب اليمني رهينة لمزاج وصلف  المتنفذين من بعض أبناء شمال الشمال ؛ولكننا واجهنا مشروعهم الصغير ، ولا نزال  نواجه تشكيل دولتهم السلالية ،وسينتهي لا محالة  كذلك مشروع الاستفراد والاحتكار ،وسيحل محله لاشك ولا ريب  مشروع الدولة الاتحادية الجديدة بأقاليم ،مشروع التوزيع العادل للسلطة والثروة ..ولتذهب مشاريعهم السلالية إلى الجحيم ..!؛

هذا هو الرئيس هادي المؤسس الأول لليمن الاتحادي الجديد ،هذا هو موقفه ،هذا هو وضوحه ، وهذا هو خياره مهما كلفه من تقديم مزيد التضحيات ،لأنه ببساطة  هو الحل ، وهو مشروع  اليمن الكبير ، اليمن الموحد ، كان حديثه اليوم مع رجالات البيضاء أحد اضلاع اليمن الأوسط.. الثقل السكاني  الميّال للمدنية وحكم القانون ..نعم ! خيار الرئيس هادي هو خيار عادل و مبدئي وخيار مصيري ومن رجل واعي ومبصر ومدرك لمألات الأمور وعواقبها ..!؛

وكما قيل أن لقاء الرئيس كان بناءً ومثمراً وصريحاً وصادقاً .. كان  الرئيس الوحدوي هادي في هذا اللقاء مستشعرا لحجم الظلم الذي ساد في الحقب السابقة ،وعلى مناطق الوسط من البلاد تحديداً ،فأبدى تعاطفه معهم، بل أن ظلمهم  كان سببا كما قال في قراره أن تكون اليمن بستة أقاليم من أجل انصافهم، وعلى وجه التحديد تعز وإب والبيضاء وأضيف مأرب والجوف ، وأن اصراره على انصافهم جميعا من مشاريع  بعض شمال  الشمال السلالين؛  ومن مشاريع  بعض الجنوبين الانفصالين أو القلة العنصرين،  كان باختيار الأقاليم الستة ، ما أشار إليه فخامة الرئيس  هو عين العقل وعين الصواب، ويدّلُّ على بصر وبصيرة ،وعلى حكمة ودراية القائد بعشبه ومزاجهم العام ، وهو بذلك قد اشار وانتصر لأهم شريحة متمدنة كبرى، والذين هم بالفعل جسم الدولة في جميع الظروف  والأوقات ،وفي  الدولة الاتحادية القادمة ..إن هذا الإفصاح الذي أفصح عنه الرئيس اليوم قد أزال الاستغراب والاندهاش  من ذلك السيل الجارف و الهائل من الدعم  والتأييد الذي يلقاه الأخ الرئيس من هذه المناطق؛ لأن قراره ومواقفه ومواجهته من أجل تمكين هذه  الأغلبية المظلومة من خلال التوزيع العادل للسلطة والثروة والتي طالما تطلعوا اليهها ولكنهم لم يصلوا إليها في الحقيقة إلا في زمن الرئيس هادي ، ها هو يقول بملء فمه أنه سيلبي ما يرغب ويريد شعبه وخصوصا المحرومون والمهمون والمقصيون من الأزمنة الغابرة  ،فهو يكافح بكل ما أوتي من قوة في سبيل انجاز مطالبها ،وبالتالي فهي الأكثر تأييدا والتصاقا بمشروع الرئيس هادي ،الذي هو بالأساس مشروعها وبالنتيجة مشروع الدولة ،ومشروع اليمن الكبير المستقر والمزدهر..!؛  

وكما يقال دائماً من أن أحاديث  الأخ الرئيس ذات شجون..!؛ فكل لقاء، وبأي فئة أو شخصية اجتماعية أو سياسية وكما حصل مع المناضل/ احمد قرحش قبل عدة ايام، حيث كان لقاءاً دافئاً وقد عبر فخامة الرئيس عن التقدير والاهتمام والعناية بالشخصيات المعتبرة والمؤثرة ، وتقديراً واحتراماً لتاريخها وما قدمت من تضحيات ..!؛ لقاءته واحاديثه عادة ما تجمع بين التاريخ والتذكير مع العبرة  المصحوبة بألم وحزن وآسى على كل ما يجري من دمار في البنية التحتية وفي الأرواح البريئة بسبب العنتريات والمراهقات، وبسبب التبعية كأدوات للخارج ولمشاريعها ..!؛

من لقاءاته دائما ما  يرسل الاخ  الرئيس رسائل متعددة وتحمل دلالات ذات معنى ؛ بعضها تخص المقابلين له ومن ورائهم ، وبعضها تخص بعض  الجماعات  والمسميات، وبعضها يخص بعض الاحزاب ،وبعضها اشارة لمناطق بعينها ،وبعضها لأشخاص كانوا الى وقت قصير يصنفون على أنهم من عليّة القوم ووجاهاته ويحظون باحترام الدولة والمجتمع ،ويعتبرون  من مرجعيات البلد ،لكنهم افتضحوا بهذه الأحداث فكانوا صغارا ولم يكونوا كبارا كما كان يروج لهم .. !؛ أحاديثه يغلب عليها ربط الواقع المعاش بأحداث تاريخية مماثلة،  فيظهر استيعابه للحظة التاريخية والظروف المحيطة بها ، والوسائل الكفيلة بتفكيك عقدها وجعلها في خط مستقيم عوضاً عن التعرجات أو المتاهات التي كانت عليها قبل أن يقوم بتفكيكها هو بخبرته ومهارته؛ و احاديثه كذلك تغلب عليها البساطة ،ويلاحظ انها من غير تكلف؛ مع ملاحظة  أن من يغوص فيما يطرح ،فقد يجد عمق في الطرح ،ومنطقية في التحليل ،والفروسية في أغلب  الاستنتاجات ،لكن الخيبة في معظم القرارات ، والتوفق فقط في بعض القرارات التي تحل اشكال ،ولا تضر بالعام كما اشار هو اليهم في حديثه اليوم  عن بعضها والتي كانت مؤيدة من مجلس الأمن الدولي في حينها ..!؛

اقتراح  .. أقترح ما كان قد بدأ في  التفكير  به وبطرحه الكثيرون  منذ زمن يزيد عن السنة ،أعيد بطلبه منك  أيها الأخ رئيس  الجمهورية  في هذا الوقت الذي أرى أنه مناسب جداً ..وخلاصته : ادماج إقليمي سبأ والجند بإقليم واحد تحت مسمى جديد هو "إقليم اليمن الأوسط"  ،وقد يكون هذا المقترح مقدمة لأن تكون الأقاليم إلى ثلاثة أو أربعة : إقليم  الشمال ،وإقليم الجنوب ،واقليم تهامة ،وإقليم اليمن الأوسط (اقليمي الجند وسبأ حالياً) والذي اقترح  تشريفك بإبداء الموافقة على هذا الدمج إذا رغب ابناء الاقليمين من خلال التعبير أو التوقيع أو الاحتشاد لتأييده في مدن الاقليمين   ..وفي اعتقادي أنك ستحل بهذا التحوّل كثير من الاشكالات ، وستضبط  به استعادة وادارة الدول و اتزانها ،وستنتج وتفتتح  به تطبيق  مبدأ التعاون والتكامل ، أو التنافس والتمايز المقرون  بالاحترام و بين كل الأقاليم ،و ليكون هو  المبادر والبادئ وحتما سيلحق به باقي الأقاليم   ، ففي هذا الاقليم والذي يتميز بـــ:  التجانس في البشر (القوة ،العلم ،المال، وباقي الموارد ايضا هي متوفرة ) ،ومن الخصائص الأخرى ايضا  صفات  التمدن في أغلبه ،ووجوده بين مشروعين متناقضين و صغيرين فامتداده الجغرافي يفصل بينهما ويستوعبهما ..!؛ فهلا وافقتني الرأي فخامة الاخ الرئيس ؟؛ وهل هناك من امكانية للبدا الفوري بذلك ؟؛ أظنه مهيأ و جاهز للانطلاق ليكون النموذج الذي يفتخر به ،والدعامة للاقتصاد الذي سيزدهر، والقوة لإحقاق الحق والذي به سننتصر،  وهذا الإقليم وكما أعتقد ايضاً أنه بمجرد الإشهار ،فإنه  سيزيل كثير من الاحتقان الذي يتراكم كل يوم بفعل طيشان البعض ، وسيعيد لليمن الاتحادي معنى آخر وله مذاق خاص مرغوب عند اليمنيين، وعند الأخرين..!؛ نعم.. معنى يفتخر به الجميع كنموذج فاعل ومتفاعل قادر على إزالة  كل التشوهات عن اليمنين فيما سبق..؟!؛

ختاماً  أنت الأمل في الخروج مما نحن فيه ..ففي ظل رعايتكم  الكريمة سيكون القادم في الخير أعم وأعدل ؛وسيكون بعون الله بعد ذلك تاريخك أعظم وأجمل..!؛

الحجر الصحفي في زمن الحوثي