الطفولة في اليمن انتهاك شامل

محمد قشمر
الاثنين ، ٠٩ يوليو ٢٠١٨ الساعة ٠٧:١٨ مساءً


الطفولة التي يتحدث عنها المنظرين على مستوى العالم هي ذاتها الطفولة في دول العالم الثالث من حيث السن والبراءة والشكل ، لكن الطفولة في دول العالم الثالث خصوصاً دول مناطق النزاع المسلح تختلف كثيراً بل تكاد لا ترقى الى مستوى الطفولة التي يتحدث عنها الأدعياء على الحقوق الإنسانية عامة وحقوق الأطفال في مناطق النزاعات .


اليمن مثالاً يجب الا يتجاهله الحقوقيين على مستوى العالم في انتهاكات حقوق الطفل ويجب الا تتجاهله المنظمات المحلية والإقليمية والدولية لأنه يمكن أن يكون مجالاً خصباً للدراسة والتدقيقي والتمحيص وإعادة ترتيب أوضاع البيت الإنساني العالمي الذي يتحدث أكثر مما يعمل لأطفال العالم .
اليمن التي وصل فيها حد الانتهاك لحقوق الطفولة والأطفال الى مداه الذي ليس بعده مدى وما زالت المنظمات الدولية والأممية تسعى لاستخدام تلك الكوارث والانتهاكات لصنع عالم جديد يليق بها ولا تهتم لأمر المنتهكة حقوقهم .


حسب تأكيد الإحصائيات الدولية والمحلية تجاوز عدد الأطفال في اليمن خارج أسوار المدارس الثلاثة مليون طفل وهذا الرقم يمثل كارثة إذا ما عدنا الى احصائيات عدد السكان واستخرجنا نسبة الأطفال منها حيث يشكل هذا العدد نسبة لا يستهان بها من إجمالي أطفال اليمن، ناهيك عن مجموعة تتلقى تعليم رديء أو تتلقى تعليم مبني على أساس طائفي تخريبي تجريفاً للهوية وللعقيدة اليمنية السمحة . وهذا هو نوع من الانتهاكات التي تطال الأطفال في اليمن .


عدد المدارس التي دمرت والتي لن تعد صالحة في هذه الحرب تجاوزت الف وستمائة مدرسة وهذا الأمر يشكل كارثة أخرى وهو أحد أسباب نزوح الطلاب من المدارس وسلبهم مدارسهم بقوة السلاح الذي تحول من حمايتهم الى قتلهم وهدم قيمهم وأفكارهم وتدمير أرواحهم الصافية .
تجاوز عدد الأطفال المحاربين العشرين الف حسب آخر إحصائية مما يجعل اليمن في مقدمة الدول المنتهكة للمواثيق الدلية التي تحرم وتجرم تجنيد الأطفال (تحرم ولا تقدم شيء لمعاقبة المجرمين ) متجاوزة بذلك الكثير من الدول الأفريقية.


 الأطفال المحاربين الذين قادتهم الظروف بالإجبار الى حمل السلاح خصوصاً مع الانقلابين الذي تجاوزا التنظيمات الإرهابية الدولية كالقاعدة وداعش في تجنيد الأطفال وتدمير براءتهم وتدريبهم على القتل الممنهج حيث تؤكد الإحصائيات أن الحوثيين أصبحوا يستخدموا الأطفال في نزاعهم المسلح بشكل كبير وخطير في كل أعمال القتال من حفر ٍ للخنادق ودروع ٍ بشرية وجنود في نقاط التفتيش ومقاتلين في الصفوف الأولى للجماعة المسلحة الحوثية والتي تضحي بهم الميليشيا من أجل المحافظة قدر الإمكان على قواتها المدربة تدريب قتالي عالي لمعارك قادمة او لاستثمارهم في المستقبل قُرب أم بعُد عند وقف العمليات القتالية . 


كما أن نسف المعلمين وتدمير نفسياتهم وتجويعهم هو أيضاً من وجهة نظري تدمير آخر وانتهاك لحقوق الطفل الذي يجب أن يحظى بمعلم يساهم في رقيه عقلاً وفكراً .


الطفل اليمني أصبح عائلا ً لأسرةٍ يشق على الكبار تحمل أعبائها فمن نجى من التجنيد القهري تحول الى عامل وأجير بأجورٍ زهيدةٍ ليعيش بأدنى مستويات الحياة وليحاول البقاء وأهله ما استطاع اليه سبيلا .
الطفل اليمني الذي انتُهكت حقوقه ما زال يتأمل في ذاته عمن يتشدقون بحبه ويتحدثون عنه ليل نهار باحثاً عنهم في أزقة الزمن التي يجري فيها باحثاً عن مأوى يأويه من قهر الألم وبطش القتال وجوع السنين ويغض طرفه عن كروش المدافعين عن حقوقه وهم أول من ينتهكها بصمتهم وخذلانهم له.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي