السعودية وحقيقة وقوفها ضد الجمهورية وثورة 26 سبتمبر

محمد القادري
الثلاثاء ، ٠٣ يوليو ٢٠١٨ الساعة ٠٨:٠٣ صباحاً

 

في هذا المقال الثالث الذي أتحدث فيه عن الساعين لتشويه علاقة السعودية مع اليمن ، سأتحدث عن بعض الحقائق التأريخية والواقعية التي من خلالها نكتشف افتراءات تلك الاجندة والمشاريع التي تسعى لزرع الشقاق والكراهية والحقد داخل ابناء الشعب اليمني ضد المملكة الشقيقة ، ليتضح زيف تلك الشائعات التي يروجون لها والاكاذيب التي يختلقونها .

 السعودية وثورة 26 سبتمبر اليمنية .
عزفت الاجندة المغرضة على ترويج شائعة وقوف المملكة ضد ثورة سبتمبر وحاربت الجمهورية ، وهدفهم من هذا استخدام الدولة اليمنية الجديدة في محاربة السعودية وحرفها عن مسارها الذي يخدم اليمن والعروبة ويئتلف ويندمج ويتعاون ويتحد مع المملكة بما يخدم البلدين والشعبين والمنطقة ، ولو نظرنا إلى الواقع والتأريخ سنجد ان السعودية لم تقف ضد ثورة سبتمبر وضد الجمهورية .
- لو كانت السعودية وقفت ضد الجمهورية لدعمت الامامة بالمال والسلاح والرجال ، وهو الأمر الذي كان سيجعل الامامة باقية ومنتصرة على ثورة الجمهورية ، خاصةً وان الامامة صمدت وقت لا بأس به في وجه الثوار والجمهوريين المدعومين من مصر التي ضحت معهم بخمسة وعشرين الف جندي قتلوا في اليمن في المناطق التي تتصف بطابعها الزيدي والتي كانت متعصبة مع الامامة بقوة .

- كان موقف المملكة من ثورة 26 سبتمبر مثلما موقفها من ما يسمى ثورة الشباب عام 2011 ، حيث سعت المملكة بالوقوف مع مطالب الشباب من الشعب اليمني التواقة للتغيير وصنع مستقبل افضل لليمن ، وقفت السعودية موقف الصلح الذي يحقق الاستقرار ويحل المشكلة وينحاز إلى صف الشعب ، مثلما وقفت السعودية مع نظام جديد في ثورة عام 2011 بهدف تحقيق المصلحة الوطنية ،  وقفت من قبل مع نظام الجمهورية بعد ثورة 26 سبتمبر 1962. مثلما انحازت السعودية لمصلحة الشعب ولم تقف مع صالح الذي كان يعتبر حليفاً آنذاك ، انحازت من قبل للوقوف مع ثورة سبتمبر ولم تنحاز مع الامامة 
.

 - لم تقف السعودية مع الامامة في اليمن ، بسبب ادراكها العميق ان دولة الامامة في اليمن تحمل العداء والحقد عليها بسبب الاختلاف الفكري المتمثل بمذهب الامامة ذو الطابع الزيدي المختلط بالجارودي لدى اغلبية قيادات السلالة التي تسمي نفسها الهاشمية في اليمن ، وهذا ما يعني ان بقاء الامامة معناه بقاء الخطر المحدق على المملكة ، والذي تحلق اعينه صوب الانتقام من الدولة الجارة والتوجه صوبها عندما تتلائم الظروف ويوجد الدعم المناسب والمطلوب من طرف خارجي ، وهذا ما يجعلنا نقول ان السعودية وقفت ومالت مع الجمهورية في اليمن وان كان بشكل غير ظاهر ومباشر ، كونها تعلم ان دولة الجمهورية هي من ستتخلص من الخطر الفكري في النظام  المتمثل بدولة الامامة .

- النظام السياسي  السعودي نظام ذكي ومرن منذ البداية ، لم يكن يقف مع انظمة الحكم المشابهة فقط لنظامه ويدعمها ويقف ضد بقية الانظمة ويحاربها ، نظام المملكة يتحالف ويتعاون بما يحقق مصلحة الشعوب مع  بقية الانظمة الحاكمة سواءً كانت انظمتها ملكية او امارة او سلطنة او جمهورية .
اي ان المملكة لم تدعم وتقف مع  الامامة في اليمن لأن الامامة نظامها ملكي ، فالاختلاف بين النظامين كثير من حيث النظرة للحكم الذي كانت تنظر إليه سلالة آل حميد الدين من زاوية عقائدية مغلوطة والادعاء بعرقية السلالة  وهو ما لا تتفق معها آل سعود عقائدياً وعرقياً ، بالاضافة إلى ان نظام الامامة كان مستبداً ظالماً غاشماً متخلفاً تعمد تجهيل الشعب اليمني ونهبه وتجويعه وافقاره وتركيعه  عند قدميه ، وهو ما يختلف عنه النظام السعودي الذي خدم شعبه واكرمهم وحقق نهضة كبيرة في مختلف المجالات ، وكما هو معروف ان نظام  الامامة في اليمن لو حققت للشعب اليمني مثلما حققته آل سعود للشعب السعودي لما حدثت ثورة 26 سبتمبر ، الظلم والافقار والتجويع والتخلف هو الذي وقف خلف اندلاع ثورة ضد الامامة ، ولا ننسى ان الامام البدر بعد موت ابيه الامام احمد  في عام 1962 ، كان الثوار حينها يريدون منه ان يعلن مرحلة جديدة لليمن تقضي على المشاكل والممارسات والاخطاء التي كان يمضي عليها ابيه وجده ، ولكن الامام البدر اعلن سيره على نهج ابيه وهو الأمر الذي دفع الثوار لمواصلة المشوار .

- الاتفاق الذي حدث في عام 1971 في اليمن بين الهاشميين والجمهوريين برعاية المملكة ومصر ، كان هدف السعودية تحقيق الاستقرار عبر الشراكة التي تمت تحت مظلة النظام الجمهوري ، وهذه خطوة بحد ذاتها تعتبر دعم للنظام الجمهوري عبر تخليصه من عقبة المواجهة المزعزعة للاستقرار التي ظلت تعرقله من بعد يوم 26 سبتمبر  ولم يستطع القضاء عليها والتخلص التام منها ، وكان يجب عليه بعد ذلك الاتفاق ان يسعى للقضاء على السلالة الهاشمية بطريقة ذكيه واضعافها وتقليصها من التغلغل داخل الحكم  حتى النهاية  ولكنه لم يقم بذلك ، كما انه بعد ذلك الاتفاق مباشرة ، جعلت  السعودية بقاء آل حميد الدين في اراضيها مشترطة عدم مزاولتهم لأي نشاط سياسي ، وهو الأمر الذي يؤكد وقوف المملكة مع الجمهورية في اليمن ولو كانت تقف ضدها لدعمت سلالة الامامة للعودة للحكم ولعب الادوار السياسية  ولما قلصتهم وحجبتهم عن ميدان السياسة ومزاولة انشطته .

 - اذا كانت السعودية اظهرت وقوفها مع سلالة الامامة من سابق ، فانها قامت بطريقة سياسية ذكية خدعت فيها سلالة الامامة ومن معها في اليمن عبر اظهار وقوفها معهم واخفاء موقفها الحقيقي الذي يحاربهم ويدعم الجمهورية في اليمن ، وهذا الكلام استنتجته من منشور ومقال خرج من مطابخ جماعة الحوثي التي تقوم حالياً بشن حملة ممنهجة ضد السعودية والتحريض ضدها وتدعي وقوفها ضد الجمهورية وضد ثورة 26 سبتمبر ، اي ان الاماميون وجماعة الحوثي الذين انقلبوا على الجمهورية وثورة سبتمبر هاهم اليوم يطالبون الشعب اليمني بالوقوف ضد المملكة بحجة انها حاربت الجمهورية وثورة 26 سبتمبر !!! 
ومن ضمن ما تقوله تلك المنشورات الحوثية الممنهجة ان السعودية كانت تقف مع الاماميين في السبعينات وعندما كانوا على وشك العودة للحكم والانقلاب على الارياني ، وقفت السعودية مع الجمهوريين وهو الأمر عرقل نجاح انقلابهم وتوليهم السلطة ، هذا الكلام فضح مطابخ الحوثي من حيث لا يعلمون ، وجعلهم متناقضين  من حيث لا يشعرون !!! 

أخيراً ها هي  المملكة الشقيقة اليوم تقوم بدور عظيم في استعادة الجمهورية والدولة في اليمن ، وهنا نقول لتلك الاجندة واصحاب المشاريع التي تعزف على اوتار الدندنة بالتفريق ، ويزرعون الحقد والكراهية بين اوساط الشعب اليمني ضد نظام المملكة الشقيقة وشعبها ،  نقول لهم لا مجال لكم في اليمن ولا مكان لكم عند شعبها .
يا ترى كيف نصدق اذيال الامامة واعداء الجمهورية عندما يدعون ان السعودية ضد الجمهورية !!! هل يعتبروننا اغبياء إلى هذا الحد ؟! 
بالله عليكم قولوا لي كيف نستطيع ان نصدق المنقلبون على الدولة والجمهورية عندما يدعون ان السعودية تحارب الجمهورية في اليمن !!!
السعودية تحارب من يحارب الجمهورية ، المملكة تقف ضد من يقف ضد الشعب اليمني ، المملكة السعودية سند اليمن دوماً وابداً ، كانت وستظل ، ولا مكان لمشاريع التمزيق والتفريق .
إلى هنا نكتفي ونكمل في مقال آخر .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي