الإنسانية بين المطرقة والسندان

محمد قشمر
الاثنين ، ٠٢ يوليو ٢٠١٨ الساعة ١٢:٠٥ مساءً


التحالفات الدولية التي تتساقط على الشعوب كالجمار المتساقطة من السماء والتي تحمل المعاني الإنسانية المزيفة أصبحت المعول الذي يهدم المعنى الحقيقي للمعاهدات الدولية التي تهتم بالإنسان والإنسانية عموماً.
ما هو الهدف السامي لإنشاء منظمة الأمم المتحدة ؟ لا شك ولا ريب بأنه الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين خصوصاً بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية التي حصدت أرواح عشرات الملايين من البشر والتي لم يكن للأمة العربية أي دخل فيها. فهل استطاعت الأمم المتحدة بكل مواثيقها أن تحقق هذا الهدف السامي على مستوى العالم أم انها ساهمت في حماية جزء من العالم على حساب بقية الشعوب في الأرض ؟ 
أسئلة قد تكون حمقاء من إنسان أصبح ممتلئ بالألم والحسرة والغضب على سوء الإدارة العالمية لتلك المنظمات الدولية التي استطاع المخلصين في هذا العالم من إيجاد مواثيق ومعاهدات دولية إنسانية راقية تساهم بشكل جدي وفعال على الحفاظ على الإنسانية بكل صورها .
اتحدث بشكل حاص عما يحدث في اليمن من تناقضات تصر المنظمات الدولية والأممية الا ان تكون حاضرة فيها وبقوة ، فكيف تدعو الى الحق بالحياة والحفاظ على كافة الحقوق والحريات ووقف الانتهاكات وهي التي تسعى بقوة الى فرض أيقونة حرب معينة تخدم فئة متطرفة إرهابية كالفئة الحوثية التي تستمر بالقتل والتعذيب والاختطاف والتهجير وحصار المدن والقصف العشوائي ونهب المساعدات ، كيف تصدر منظمة عملاقة كمنظمة الأمم المتحدة قرار يجيز التدخل العسكري كالقرار الدولي الذي أدخل اليمن تحت الفصل السابع الذي يجيز استخدام القوة لإعادة الشرعية وانهاء الانقلاب ثم يسعى وبقوة الى تمكين الانقلابين ووقف عمليات القتال ضد الارهابين الحوثين والبحث عن حلول سياسية لإنهاء الحرب .
 يبحثون الان عن الحلول السياسية التي يعلمون أنهم لن يحصلوا عليها من قبل فئة وجدت أصلا لتقتل وتنتهك الحقوق والحريات باسم الدين .
الإنسانية التي تي نبحث عنها هي تلك الإنسانية التي تحافظ على العدل والمساواة بين الشعوب وليست تلك الإنسانية التي ترى شعوباً يجب أن تسخر لخدمة شعوب . 
الكل يعلم أن هناك مستفيد من الحروب، وإطالة أمدها يساهم في ثرائهم أو أنعاش اقتصادهم والكارثة الكبرى أن يتم استخدم الإنسانية ومعانيها الطهارة وأهدافها الراقية من أجل تمرير تلك المخططات التي تقتل الإنسانية.
أولئك الأدعياء على الإنسانية يرون القتل في اليمن ليل نهار ويرون كافة الانتهاكات تقع على المدنيين والصحفيين والأطفال والنساء ولا يحركون ساكناً وكأن الأمر لا يمت للإنسانية بصلة ، ثم يقولون وقف الحرب وانهائها بالطرق السياسية حفاظاً على المدنيين وهم أكثر إدراكا أنه خلال ثلاث سنوا ت الى الان القتل والتنكيل ما زال قائماً من قبل الحوثيين ، ماذا قدمت الأمم المتحدة التي تخشى على المدنيين في سوريا وهي تقصف ليل نهار بالبراميل التي دمرت كل شيء وقتلت كل شيء ؟ لم تقدم شيء لا ن الإنساني لها معايير تختلف من وطن لآخر .
لقد وصلنا الى آخر المطاف بالنسبة للإنسانية التي عرفناها من خلال هذه الحروب التي أبدت ماذا تعنيه مصلحة سياسية او اقتصادية عليا لحكام العالم على حساب الإنسانية عموماً. لتصبح الإنسانية ما بين مطرقة المصالح السياسية والاقتصادية وسندان المآسي التي يصنعها تجار الحروب في العالم.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي