تنفيذ مطالب الثوار لا البلاطجة

كتب
الخميس ، ٢١ يونيو ٢٠١٢ الساعة ٠٨:٤٢ مساءً

عباس الضالعي

حكومة الوفاق الوطني رغم الانجازات التي حققتها في ظروف شديدة التعقيد سياسيا واقتصاديا وامنيا إلا أنها احيانا تلبس نظارة رمادية ولا تفرق بين ما هو صحيح وما هو باطل ، وتنجر وراء أوهام وظلالات صنعها العهد البائد ومخلفاته ، حكومة الوفاق جاءت نتيجة الثورة التي اندلعت في وجه الظلم والديكتاتورية والفساد واقتلعته وحررت اليمن من الكابوس الذي كان يجثم على صدره ، وهذا ما يجب ان تضعه الحكومة في الحسبان .

خلال هذه الفترة هناك دعوات وتحركات تقوم بها الحكومة بالجانب المتعلق في الحوار مع الشباب في الساحات ، حيث يبدوا الأمر ملتبسا لدى الحكومة ولا يعرف ما هو مبررها ، فهي – الحكومة – لا تفرق بين الشباب الذي هو مستهدف من الحوار وكان سببا في وجودها ، فالأمر مختلط بالنسبة للحكومة فهي تساوي بين شباب الثورة في ساحات التغيير وبين البلاطجة الذين يقيمون في ملاجئ الإيواء التابعة للمخلوع دون ادني مراعاة للدور والهدف الذي قام به الثوار الأحرار والمجرمين والقتلة في مخيمات البلاطجة .

ويبدوا ان الحكومة تأثرت بالضجة التي يحدثها هؤلاء البلاطجة بعد أن فقدوا مشروعية ما يقومون به وخلع ولي أمرهم وخسارتهم للرهان الذي راهنوا عليه ، الحكومة تأثرت بما قالوا وزعموا أن لهم مطالب حقوقية مثل ألاف الوظائف ومليارات الريالات كتعويض لبقائهم في المخيمات لممارسة البلطجة وإقلاق الناس وتعكير حياتهم ، لو افترضنا أن لهم مطالب حقوقية لماذا لم يخرجوا من اجلها وينضموا لفريق الثورة والتغيير ، لكن ما نعرفه والحكومة تعرفه أنهم خرجوا لمواجهة شباب الثورة بل وقتلهم وخطفهم وكانوا سببا في إلحاق الأذى بشباب وشابات الثورة .

ومن الوقاحة أن يطلبوا طلبات مثل هذه ولم ينقص الحكومة إلا أن تعاملهم كثوار ورواد للتغيير ، وهذا ما يجعلنا أمام علامات استفهام على هذه السياسات الحكومية ، فبدل ان تقدم المجرمين للعدالة تدعوهم للحوار ، ويبدوا أن الأمر اختلط لدى أعضاء الحكومة ولم يدركوا ان الحوار الذي نصت عليه المبادرة الخليجية هو مع الشباب في ساحات التغيير دون غيرهم ولم يذكر ان هناك ساحات تغيير أخرى فما هو موجود وقائم على الأرض هو ساحات للتغيير ومخيمات للبلطجة ومقاومة التغيير ، فكيف تقبل الحكومة على نفسها ان تساوي بين هذا وذاك دون مبرر أخلاقي أو مهني ، فالأولى بسعادة الحكومة ان تقيم العدل أولا وإذا كان للحكومة غصة من الأمر تدعوهم بعد ذلك .

شباب الثورة خرجوا نتيجة للظلم والفساد والاستبداد وغياب العدالة وسيطرة المنفعيين على كل مفاصل الدولة ومقدراتها المادية ، وخرجوا بهدف القضاء على هذه الأوضاع القائمة ، ليفتحوا طريقا للمستقبل على أشلائهم ودمائهم ونفذ فيهم البلاطجة القتل والتعذيب والخطف وكل أنواع الابتلاء ، كان الشباب هدفهم واضح وسمع به العالم واقتنعوا بصوابية ونبل أهدافهم ، فمن الخطأ وهو مقصود تقريبا ان تعتبر الحكومة البلاطجة والمجرمين والقتلة أصحاب قضية وان لهم مطالب تستدعي الحوار معهم ، وتساوي بين الضحية والجلاد .

اليوم نحن أمام استفزاز تقوده حكومة الوفاق ضد شباب الثورة في الساحات ، وهي خطوة تستدعي الشباب لتغيير موقفهم ورفضهم الحوار مع حكومة تنتهج هذه السياسة ، فالأولى بالحكومة ان تبادر وتنفذا الشروط التي وضعها الشباب وقدمت للحكومة كخطوة لحسن النوايا من الحكومة ، فالحكومة لم تنفذ اي من المطالب التي قدمها الشباب وفي مقدمتها تحرير المؤسسة العسكرية والأمنية من أفراد العائلة والقبض على المجرمين والقتلة وتقديمهم للعدالة ، فمطالب الشباب واضحة ولا تستدعي كل ها التلكؤ من الحكومة.

وعلى الحكومة ان لا تضع نفسها في موقف العداء مع شباب الثورة ، وان استمرت على هذا النهج فستلاقي موقفا آخر وثورة جديدة يستهدفها وسيكون اقل سلمية ، وعليها ان تجرم الأفعال التي قام بها البلاطجه وتطلق القانون والعدالة ليتحاور معهم ، فلا يعقل ان تساوي بين أصحاب الحق الواضح وضوح الشمس وبين الباطل مع سبق الإصرار ، ولا يعقل ان تساوي بين شباب وهبوا حياتهم ودمائهم رخيصة من اجل اليمن ومستقبلها وبين من وهبوا أنفسهم لاستلام اجر يومي من خزينة الدولة لحماية شخص وعائلة تسببت في هلاك اليمن وتدميره وتخلفه ، فالا وجه للمقارنة ، وعلى الحكومة ان تعامل هؤلاء البلاطجة وتعتبرهم بؤرة خبيثة ونقطة سوداء ومعول هدم ، فهم رهينة عند المخلوع ينفذ بهم افعلا وجرائم تستهدف البلد واستقراره وهم حاجز يتمترس التخلف ورائه

نأمل على الحكومة ان لا تنجر وراء العاطفة التي يقدمها بعض أعضائها وهم شركاء في الجرم والبلطجة وان تحدد سياسة وموقف واضح فقضية الشباب قضية نبيلة من اجل اليمن انبتت مشروعا حضاريا واستعادة الدولة واليمن المنهوب والمختطف ، وقضية البلاطجة قضية دنيئة وواطية تهدف للحفاظ على أشخاص وعائلة فلا مقارنة بين الأكسجين والكربون وعلى الحكومة ان تعتبر بغيرها وان لا تكون هي الثورة المضادة ،، ،، والعاقبة للمعتبرين.

 

الحجر الصحفي في زمن الحوثي