محمد المياحي || اضحكوا قليلًا مع المناضلين الجدد..!

كتب
الخميس ، ٣١ مايو ٢٠١٨ الساعة ٠٢:٠٥ صباحاً
لا أحد يستحقّ أن تبصق في وجه أكثر من أولئك الذين يسخرون من جبهة نهم ومن معارك تعز. وبالتحديد، المناضلون الجُدد الذين ناموا طويلًا في أحضان المليشيا ثم استيقظوا أخيرًا؛ ليسخروا من طلائع النضال الأولى، جاءوا متأخرين؛ ليزايدوا علينا في القضيّة ويشككوا في انجازات من سبقوهم في الكفاح. يتحدثون بخفة، ثم يعقدون نوعًا من المقارنة المغلوطة بين جبهة الساحل وبقية الجبهات، بالطبع، هي مقارنة تنطوي على نوعٍ من التبخيس والسخرية من نضال الناس، يروج لها البعض بشكل متعمد، دون وضع أي إعتبار للفوارق الموضوعية بين هذه الجبهة أو تلك، ومع كونهم يدركون الإشكالات السياسية التي تحيط بمعارك تعز وتُسهم في تعليق جبهة نهم؛ لكنهم يتجاهلونها؛ بهدف الهمز واللمز ولتحقيق حاجة في نفوسهم المريضة..! عزيزي المناضل الجديد: تذكّر جيّدا أن المقاتل الذي ينام في الجبل منذ أربع سنوات، ويواجه الموت مكشوفًا ووحيدًا لا يمكنك التشكيك بدوافعه وإخلاصه للقضية، البطل الذي يقاتل منذ اللحظة الأولى للكفاح الوطني، هو من يحق له السخرية منك ولست أنت من يمكنك السخرية منه، أنت الذي كنت واحدًا ممن صفقوا لسقوط الدولة، وكنت واحدًا ممن شاركوا في صناعة هذا الخراب، لا تملك الحق بأن تُنصب نفسك قاضيًا على من سبقوك بالنضال منذ زمن طويل، تأريخك المثير للخجل لا يشفع لك بممارسة هذا الدور، عليك أن تعترف بأنك حديث عهد بالكفاح وتنضم لموكب المناضلين كتلميذ مهذب، قليل من الخجل مفيد لك؛ لتتوقف عن توزيع أوسمة النضال الحق لهذه الجبهة وتنزعها عن الأخرى..! حسنًا، نحن لا نُعيّرك بماضيك؛ لكن من الجيد أن تتذكره؛ كي لا تتهور كثيرًا، تحت نشوة الانتصارات الأولى، وتذهب بعيدا لممارسة دور الوصاية على الجميع وتنسى بأنك لو قضيت عمرك كلّه مناضلًا ما بلغت مجد المناضلين الأوائل قط، ممن كان لهم شرف الدفاع الأول عن الجمهورية والدولة في اللحظة التي كنتَ أن تعمل كمعولٍ لهدمها..! صحيح، هناك سخط شعبي على تأخر حسم معركة تعز، وتعليق جبهة نهم، وهو أمر مشروع، يمكن النقاش حوله مع رفقاء السلاح؛ لكن أن يأتي أحدهم لم يمضِ على نضاله شهر، ثم يتخذ تلك المشكلة؛ كمدخل للمزايدة على المقاتلين والسخرية منهم؛ فهذا قول في منتهى الوقاحة وفعل يُبطن دوافع قذرة، يقوم به البعض للتشكيك بتضحيات الأخرين ثم سيأتي بعدها ليسوّق نفسه؛ كمقاتل شريف ينجز مهمته سريعًا وبالتالي القول بأنّه جدير بالثقة، وجدير أن يحوز الراية بديلا عنهم. سلوك كهذا _كما تعلمون _هو ذروة الانتهازية الرخيصة، لكنها، بالطبع، مكشوفة وما عادت تنطلي على أحد..! أعزائي المؤتمرين: تذكروا جيدًا أنكم أخر الناس الذين يحق لهم المزايدة علينا في قضية النضال، إذا كنتم تقاتلون الإمامة منذ شهر فأبناء الجمهورية يقاتلونها منذ أربع سنوات. والسابقون السابقون أولئك المقربون، يلزمكم سنين من التضحيات؛ كي تبلغوا معشار مجدهم، ثم يكون لكم حينها حق الكلام عليهم وبعض من منطق المقارنة معهم..!
الحجر الصحفي في زمن الحوثي