الحوثي بين هزيمة ومهانة

محمد قشمر
الاربعاء ، ٣٠ مايو ٢٠١٨ الساعة ٠٤:٤٨ مساءً

 

التاريخ اليمني يوثق في جنباته مراحل مختلفة للصراع الداخلي المبني على الأسس العقائدية ، وكان للأئمة خصوصاً وجود في هذا التاريخ حيث حاول الكثير منهم الانطلاق من مناطق شمال الشمال لحكم اليمن واليمنيين  بالحديد والنار والتخويف والتجويع . 
اليوم اليمن تعيش مرحلة ً سيئة ً من مراحلها وأيضاً كان السبب في هذه المرحلة المؤلمة هو ذلك الفكر الذي لا يرى الحق الا في جانبه وأن كل ما دونه باطل . والكارثة أنه لا يدرك أبداً مدى الكراهية التي يحظى بها في أوساط الشعب اليمني الذي يراه عبارة ً عن طاغوتٍ يهدم ولا يبني ويقتل ولا يساعد على الحياة .
بفضل الله ثم بفضل الأشاوس الأحرار من أبناء اليمن والأشقاء في قوات التحالف العربي انكسر الحوثي كقوة عسكرية في اغلب مناطق اليمن، وسينكسرون ويهزمون بإذن الله قريباً فيما تبقى من الأرض اليمنية العزيزة التي تأبى الذل والخضوع والخنوع تحت أقدام المتكبرين في الأرض. 
مناطق الساحل الغربي لليمن هذه الأيام تسجل صفحةً جديدةً في التاريخ اليمني حيث أٌجبرت القوة الهمجية الحوثية على الإنكسار والفرار من أمام قوة الخير التي تسحق كل من يعترض طريقها في تحرير الروح اليمنية من تلك الأفكار الشيطانية الخبيثة . 
الصورة التي تتضح بعد طرد أولئك القتلة من الأرض التي استباحوها بقوة سلاحهم الخائن تبدي مدى التحقير والكراهية التي يحملها أبناء الشعب اليمني لتلك الطائفة التي تنتهج الفرض والقوة والبطش على العرض واللين ، يخرج الأهالي في كل منطقة تحررت تحمل البشرى وكأنها ولدت من جديد بعد أن أزال الله الخَبَثَ الحوثي وطهرها من رجسهم . 
هل يدرك الحوثة والمتحوثين لتلك الكراهية التي يحملها لهم أبناء اليمن ؟ وهل عقل الحمقى من التابعين لتلك الشريحة من البشر مدى الرفض الشعبي للوجود الحوثي كفكرٍ عقائديٍ ومذهبي لا ينتمي للأرض اليمنية وللدين السليم ؟
من أهم أسباب النصر الذي تحقق ويتحقق هو عدم وجود حاضنة شعبية حقيقة في الأرض اليمنية للفكر الحوثي او الفكر الإمامي على العموم مما يجعله كنبتة ٍ خبيثةٍ لا تقبله القلوب ولا الأرض  اليمنية . والكارثة أن أولئك المتعطشين للحكم ما زالوا يمتهنون الكذب للوصول الى مرادهم وما زالوا يمارسوا وسائلهم القذرة في التخويف والإخضاع وما زالت رغبت القتل والتدمير هي ذاتها من مئات السنين في تاريخهم الذي حكموا به اليمن او أي بقعةٍ أخرى من بقاع  الأرض .
ما هو صائر في اليمن وما صار يؤكد بأن تلك الشريحة تنتهج خارطة الفناء الذاتي لنفسها ولأتباعها دون علمٍ مستندة ً في ذلك على غباء فكرها القيادي الذي لم يدرك حتى الان أنه يسير في اتجاهٍ لا يقبله الانسان أياً كان، وأن تغييب العقل من أجل البقاء في السطلة قد تجاوز فترته الزمنية وأصبح جزءً من ماضي يجب أن يدفنوه تحت أقدامهم قبل أن تدفنهم الشعوب مع تاريخهم الأسود .
ها هم اليوم اليمنين يتكاتفوا من أجل انتزاع تلك الأرواح النتنة التي سعت لإهانة اليمن واليمنيين فكان مصيرها أن صارت ركام من تاريخٍ اسود ٍنتنٍ هدمه شموخ اليمنين الذي يأبى أن يعود الى مصير التبعية الأعمى الذي يقود الى الإنكسار ولا يعرف للعزة معنى .
الحوثيين الان بين هزيمةٍ منكرةٍ وبين مهانةٍ يسجلها التاريخ لتكون جزءاً من سفر اليمن الطاهر الذي يأبى أن يدنسه فكر حوثي ضال لا يعرف حقاً ولا يعشق حياةً كريمة .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي