المخلافي مناضلا وطنيا قبل أن يكون وزير

د. سمير الشرجبي
الخميس ، ٢٤ مايو ٢٠١٨ الساعة ٠٥:٤٤ مساءً

 

سيسجل التاريخ ان الاخ المناضل عبدالملك المخلافي تحمل مسؤلية وزارة الخارجية في اخطر مرحلة من مراحل النضال الوطني في مواجهة الانقلاب السلالي العنصري الذي قامت به ادوات ايران في اليمن وفي خلال تسلمه هذه المسؤلية إستطاع ان يعيد بناء وزارة الخارجية في الحكومة الشرعية من الصفر بل وادار المعركة السياسية باقتدار وكفائة وإتزان مكن الشرعية ان تحبط كل تحركات الانقلابيين في مراحل المشاورات المختلفة وكشفهم امام العالم وأظهرهم عصابة من القتلة والمجرمين الذي لا يؤمنون بالحلول السلمية العادلة التي تحقن الدماء وتمنح الانسان اليمني حقه في الحرية والكرامة والحياة .

 

صحيح ان قرار تغيير الاخ عبدالملك المخلافي من موقعه كوزير خارجية صدم الملايين من محبيه الذي يؤمنون بالدولة اليمنية الاتحادية العادلة ويؤمنون ان المخلافي مثل لهم صمام أمان في أي حل سياسي قادم وجعلهم بتسائلون عن السبب لهذه التغيير في هذه المرحلة الحساسة من النضال خاصة وان المخلافي ادار وزارته ومعركته تقريبا بلا أخطاء تؤخذ عليه بالاضافة الى الثقة الكبيرة التي يحضى بها من قبل فخامة رئيس الجمهورية المشير عبدربه منصور هادي.

شخصيا لن انظر الي هذا القرار من وجهة نظر شطرية كما يحاول البعض الترويج له فالمخلافي قومي عربي قبل يكون يمني وهو وحدوي يمني قبل ان يكون شمالي وهذه المسميات التشطرية لا يتناولها ولا يتخاطب بها ولا يقبل ان يصنف على أساسها ولذى فالقرار بالتاكيد له أبعاده الاقليمية والوطنية والتي ستتكشف ابعاده في الايام القادمة وستتضح الرؤية أكثر مع القرارات القادمة التي بدأت تتسرب ملامحها والمتمثلة بإعادة ترتيب خارطة الرئاسة والحكومة لمواجهة إستحقاقات كبيرة قادمة ربما لحل سياسي تتبناه الدول الكبرى والتحالف العربي.

وكما كان الاخ ابوهشام مناضلا وطنيا ثابتا في مواقفه الوطنية والقومية متمسك ببوصلته التي إختارها إنتصارا للمشروع الوطني للدولة العادلة التي تضمن حق الانسان اليمني في أن ينعم بالعيش بحرية وكرامة و إستقلال فانه لم يتنازل لحضة واحده عن هذا النهج والخط أيضا في كل مواقفه وهو على رأس وزارة الخارجية اليمنية ومارس دوره الوطني دون تحيز مناطقي او حزبي بل أنه ضحى من أجل أمانته المهنية ورفضه ان تحسب وزارته على فصيل هو ينتمي اليه بكثير من اصدقائه ومحبيه رغم إستحقاقهم خاصة وإنه كان مستهدف بشكل شخصي وحزبي من جماعات وفصائل مختلفة اولها الانقلابيين مرورا بقوى داخل الشرعية نفسها.

 

أخيرا اقول ان قرار رئيس الجمهورية بتغيير المخلافي هو قرار رأس الدولة التي علينا جميعا إحترام قراراته وبالتاكيد فان المخلافي لن يتراجع ابدا عن القيام بدوره النضالي في اي موقع يتواجد فيه بكفائة و إقتدار كما عودنا دائما وربما هذه المرة اكثر حرية من قيود دبلوماسية كثيرة قيدت مواقفه وقلمه

الحجر الصحفي في زمن الحوثي