العقيدة التي تدمر اليمن

محمد قشمر
الاربعاء ، ٢٣ مايو ٢٠١٨ الساعة ٠٣:٤٨ مساءً


ها هو رمضان يتقدم بشكل موجع في أرض اليمن التي تعيش العام الرابع في حالة ألم وجوع وفقر وفاقة ومرض . اليمن التي كانت تسمى العربية السعيدة بما تمتلك من مقومات الحياة والخير الرغيد . 
رمضان أقبل وكشف لنا مدى الحالة التي يعيشها أبناء اليمن في ظل الحكم المبني على عقيدة القتل والتدمير الكبير لليمن وإذلال أبنائه ومحاولة استرقاقهم واذلالهم .
العقيدة التي نشأت على إراقة الدم لتثبيت الحكم وتسيُد طائفةٍ على أخرى لا يمكن أن تساهم في عزة وطن أو رُقي شعب .


عندما خرجت قوافل المقاتلين من أجل مقاومة الحوثيين لم يخرجوا دفاعاً عن شرعيةٍ بقدر ما هو دفاعاً عن كيانٍ يأبى الذل والمهانة والعيش تحت أقدام الجهل والخرافة والاستعباد . ماذا قدم الأئمة لليمن خلال حكمهم ؟ لم يقدموا ولن يقدموا شيء لأن العطاء مرتبط عندهم بالعبودية المطلقة والعبد عرفاً وحكماً نقلاً وعقلاً لا يملك شيء لأنه أصلاً مملوك . لهذا فإن حكم الأئمة لم يقدم شيء لأنه يرى أن من يحكمهم لا يستحقون شيء .


الحوثيين يرون قوافل الجائعين في الشوارع وأما المحلات ورأينا كيف تنتظر النساء تحت زخات المطر في جو بارد وهن صائمات في طوابير طويلة امام الجمعيات ليحصلن على وجبة تُعينهن واولادهن على البقاء . تلك الصورة وما فيها من ذلٍ وانكسار لم تحرك ولن تحرك في الحوثيين أي مشاعر تجبرهم على العودة الى جادة الصواب الذي يرونه منكر وضلال .
المعونات تصل الى اليمن والمساعدات ومهما كانت ستبقى قطرة في بحر الجوع الذي جثم على صدور اليمنيين برعاية حوثية إيرانية ٍخبيثة .


عندما تتحول العقيدة الى أداة قمعٍ وقهرٍ وقتلٍ وتدمير فإنها تكون كارثة تحطم كل شيء، فلا القيم يكون لها معناً معها ولا الإنسانية تكون ذو جدوى أم مكان في قاموسهم. 
اليمن يقاوم المهانة أكثر من قتاله من أجل الشرعية لهذا مهما قصرت الشرعية في أداء واجبها تجاه الشعب يبقى خيار الصمود هو الأوفر حظاً لأن القضية تجاوزت معاني الشرعية الضيقة الى فضاء الحرية والكرامة التي لا يمكن العيش بدونها خصوصاً بعد التمادي المخيف للميليشيا الحوثية في غيها ومطالبتها المجتمع اليمني بالخمس لتزيد من ثرائها وتزيد أيضاُ من فاقة الشعب . قبل أيام قلائل تحاول الميليشيا فرض محاسبين في المحلات التجارية الكبيرة لتحافظ على نصيبها (الخمس )وعند رفض التجار يتم اغلاق المحلات وطرد العاملين الذي يصلون الى الاف العاملين في وقت انقطع عن الشعب كل المصادر المالية الممكنة بسبب جشع الحوثيين الذي يرون الله في هيئة مكاسب مادية نقدية لا أكثر.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي