المصير المشترك بين محطة مأرب الغازية وحسين الأحمر

كتب
الخميس ، ٢١ يونيو ٢٠١٢ الساعة ٠٢:٠٧ مساءً
 
كتب - نبيل سبيع
كتب - نبيل سبيع
حسين الأحمر ليس شخصا عاديا، هذه حقيقة أكدتها مفاجأته الكبرى التي داهم بها حياتنا السبت الماضي: إشهار "التكتل الوطني للدولة المدنية". إنه يجعلك تتساءل عن نوعية بطاريات الطاقة التي يستخدمها. لكني أخشى على هذا الشيخ الشاب وغير العادي من مواجهة المشاكل اليومية التي تواجهها محطة مأرب الغازية. حسين الأحمر هو رئيس اللجنة التحضيرية للتكتل المدني الجديد، الذي بدا في تصريحاته لوسائل الإعلام بمثابة خطوة تحضيرية لتأسيس حزب سياسي جديد قال إنه "سيكون حزبا وسطيا، ويهدف إلى بناء الدولة المدنية". وحسين الأحمر نفسه هو رئيس "مجلس التضامن الوطني" القبلي الذي أشار إليه قائلا إن هناك مقترحات تتم دراستها بأن يظل هذا المجلس تكتلا قبليا، وأن يتم تشكيل حزب سياسي مدني لا صلة له بالمجلس القبلي، وقال إن البت بشأن هذه القضية سيتم غدا الثلاثاء. لكن على الأحمر أن يقلق بشدة من رئاسته للتكتل المدني والحزب المدني الذي سيولد منه، في ظل احتفاظه برئاسة التكتل القبلي، لأن هذا قد يدفعه إلى مواجهة المشاكل شبه اليومية التي تواجهها محطة مأرب الغازية: التشْرِيت والخروج عن الخدمة. في اجتماع الغد - الاحد الماضي - أنصح الأحمر ومن معه من السياسيين والمدنيين اليمنيين، أن يأخذوا هذه المشاكل بعين الاعتبار قبل البت في المسألة، وأن يستعينوا بفريق من الخبراء والمهندسين الكهربائيين. فـ"الشورت الكهربائي" و"الخروج عن الخدمة" هما مشكلتان من شبه المؤكد أن الأحمر الشاب سيواجههما بشكل شبه يومي في حال احتفظ برئاستي تكتلين أحدهما موجب والآخر سالب، ولا سيما في ظل وجود أعداء كثر للأحمر، وانتشار ظاهرة التخريب. حقيقة، أنا قلق بشدة من نتيجة اجتماع الغد المتوقعة، والتي أشار إليها حسين، ألا وهي: تأسيس الحزب المدني الجديد مع الإبقاء على التكتل القبلي القديم كما هو، والإبقاء على حسين في رئاسة كليهما. في هذه الحالة، ثقوا أن الشيخ الشاب سيواجه سيناريو محطة مأرب الغازية لا محالة. بإمكان أي مخرب أن يقترب من الأحمر ويخرجه عن الخدمة بكل سهولة: فقط عليه أن يلقي "خبطة" معدنية تصل بين رئاسة التكتل المدني الموجب ورئاسة التكتل القبلي السالب، فيحدث "شورت كهربائي"، ويتعطل حسين فجأة. أعرف أن هذا خبر سيئ، لكنه ليس الأسوأ. الخبر الأسوأ الذي يتعين على اجتماع الغد الوقوف مليا أمامه، هو التالي: من أجل "التشريت" والخروج عن الخدمة، لن يحتاج حسين الأحمر إلى مخرب يقترب منه حاملا بيده خَبْطَة، كما يحدث مع محطة مأرب الغازية وخطوطها. لماذا؟ حسين الأحمر يجمع بين رئاستي التكتل الموجب والتكتل السالب في الوقت نفسه. ولذا، من شبه المؤكد أنه سيواجه سيناريو أسوأ من سيناريو محطة مأرب الغازية. أقصد أنه سيكون خارج الخدمة على الدوام، لأنه سيواجه مشكلة "تشريت" متواصلة على مدار الساعة. ولن يتمكن أي مهندس كهربائي من الاقتراب منه وإصلاح العطل الذي تعرض له، وإعادته إلى الخدمة. تخيلوا هذا المصير المؤسف: حسين الأحمر يمضي وقته كله واقفا وهو في حالة "تشريت" مستمرة لا تتوقف. والمهندسون والفنيون الكهربائيون يتوقفون أمامه مرتدين خوذهم وملابس العمل الخاصة بهم، ولكنهم لا يجرؤون على الاقتراب منه. فقط، يكتفون بشرح معضلة حسين ومدى صعوبة إصلاح أعطاله. وبدلا من الشيخ حسين الأحمر، يطلقون عليه اسما كهربائيا جديدا هو: الشورت حسين الأحمر.
الحجر الصحفي في زمن الحوثي