سقطرى وفرصة لا تفوت

أسعد عمر
السبت ، ١٢ مايو ٢٠١٨ الساعة ٠٧:١٧ مساءً


حتى وان ظهر لدى البعض فجاجة فإنه يبقى رائعا ذلك التفاعل الكبير للعديد من الساسة  والنشطاء في تداول بيان الحزب الاشتراكي اليمني بخصوص ما جرى  في سقطرى و تقييماتهم لما جاء فيه مقارنة بما خرج قبله من بيانات لحكومتنا والخارجية الإمارتية واحزابنا الاخرى .
وأيا كانت آراء هؤلاء ومقاصدهم فإنهم  قد اسهموا الى حد كبير في خلق حراك سياسي ، اجتماعي واسع اكد فيه اليمنيون على حب وطنهم وتمسكهم بسيادته و سلامة أراضيه . 
وكشف حقيقة الخلافات القائمة على الارض وطبيعة العلاقة بين قيادتنا في الشرعية والتحالف و موقع ودور مختلف المكونات السياسية وطريقة تفكيرها ونواياها و مستوى انعدام الثقة والتباعد  بينها  . 
وفي المقابل اتيحت فرصة مناسبة لكل من يعنيه بصدق مناقشة الوضع في اليمن وتقييم عمل الشرعية والتحالف خلال ما مضى وهي فرصة لا ينبغي تفويتها دون ان يتمكن الجميع من رسم موجهات جديدة لما يجب ان يكون مستقبلا في ضوء تحسين وتوسيع النطاق الاستراتيجي لرؤية التحالف الداعم للشرعية ومشروعية تواجد قواته وأفراده وبقاء أي منها في اليمن ، واعادة ضبط اهدافه الرئيسيّة المتمثلة بمواجهة  المشروع الطائفي التوسعي في المنطقة وتجنيبها الدخول في فوضى الانقسامات والحفاظ على  الهوية الوطنية لدول الجزيرة وعدم النيل استقرارها وسيادتها  .
 ولان الجميع قد اصبح مدركا بصورة جلية لطبيعة دور الجمهورية الايرانية  وغيرها من دول المنطقة والعالم الطامحة للتمدد في المنطقة وتغيير خارطة تقاسم المصالح فيها فان من الضرورة التعاطي بمسئولية مع يبرز من الخلافات والمكاشفة من اجل  التصحيح  وضبط عمل  التحالف وبناء الثقة بين مختلف المكونات الوطنية وبينها وبين قيادة التحالف ممثلة بالمملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة .
ويبقى الجانب الإيجابي الاهم عمليا مما اثير من أوجه الخلاف انه جعل بإمكان مكونات الشرعية  التقدم خطوات عديدة الى الامام لوضع قضية اليمن في سياق وضع المنطقة والمخاطر المحدقة بدولها فاشتراك التحالف لم يعد من باب المساندة للشرعية والدعم لها وهو ما كان يجب ان يتنبه له اصحاب القرار وصانعيه في قيادتنا الشرعية  منذ وقت مبكّر فالحرب التي تشهدها اليمن لم تأتي  بمعزل عنما يراد تحققه في المنطقة وبسببه أضحت  خط المواجهة الاول و تأتي الحرب التي تخوضها الشرعية والقوى المؤيدة لها في وجه الانقلاب المدعوم ايرانيا في اطار المساهمة التي تقدمها  اليمن في مواجهة التوسع في المنطقة . 
 وللخروج من دائرة الخلافات والعراقيل امام الشرعية والتحالف في فرض سلطات الدولة في المناطق المحررة واستعادة المحافظات الخاضعة لسيطرة الانقلابين لابد من المكاشفة بين مكونات التحالف على هذا الاساس ويقع على  قيادة الشرعية والاحزاب اليمنية مسؤلية كبيرة وبالذات منها حزبي الاصلاح والاشتراكي قيادة واعضاء والتي يجب عليها ان تتحلى بالروية والصبر وان ترفع أبصارها لتنظر في البعيد لتسهم مع كل الاطراف الوطنية وعبر مؤسسة الرئاسة مع دول التحالف لبلورة التصورات العملية لذلك وان تضع متطلبات التحول على طاولة الجميع لتكسر بذلك القيود ولتنجح في مهمة استعادة الدولة والحفاظ على وحدة وسلامة الاحزاب وحماية التعددية السياسية ولتؤدي واجبها في إستعادة دولة اليمن وبناء مؤسساتها والنهوض بدورها المحوري في المنطقة ضمن منظومة الجزيرة العربية ومحيطها العربي في حماية مصالحها والمصالح الدولية المشتركة   .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي