من رجـــال المرحلة

محمد قشمر
الاثنين ، ٣٠ ابريل ٢٠١٨ الساعة ٠٦:٥٠ مساءً

كانت الزيارات التي قام بها رئيس الوزراء احمد عبيد بن دغر الى العديد من المحافظات الجنوبية مهمة جداً ولها صدى واسع على المستوى المحلي والإقليمي، الحقيقة أن في هذه الزيارات رسالة واضحة مفادها أن الحكومة الشرعية تسعى جاهدةً لإثبات وجودها على الأرض رغم كل الصعوبات والمعوقات التي تعترض طريقها وبشتى المجالات. 
لا أهتم كثيراً للمشاريع التي كانت سبباً في تحركات الحكومة الشرعية والوزراء لأني اهتم كثيراً لوجودهم على الأرض وهذا هو الأهم وسيأتي بعد ذلك المهم ، فكل تلك التحركات دليلاً على ان هناك حكومة تهتم لأمر الوطن والمواطن في كل المناطق التي تحررت من دنس الانقلاب ، وهي أيضاً رسالة تؤكد أن ثبات الحكومة في الداخل سيساعد ويساهم في تطبيع الحياة فيها ، 
هي محاولة جادة لوقف نزيف الذات السياسي والاجتماعي الذي يبحث عن قيادة تشاطر المواطن همومه . 
وصلنا أيضاً خبر انقلاب سيارة كانت تقل مجموعة ً من الوزراء منهم الوزير الرائع محمد مقبل الحميري ، الجميل في الأمر أنه بعد حادثة الانقلاب للسيارة لم يهرعوا كونهم وزراء الى المستشفيات أو يتواروا خلف الكواليس بحجة الحادث بل نفضوا من على أجسادهم غبار الفشل وأتربة الأعذار وواصلوا مشوارهم الى وجهتهم التي كانت مقررة قبل الحادثة . 
هذه الحادثة تؤكد لنا أن هناك رجال هم من أعمدة المرحلة التي نرجو فيهم الخير والإصرار والصلاح ، وأنهم صادقين في جهودهم وفي ما يبذلون من أجل الوطن . 
هم رجال المرحلة التي نأمل أن تسير بنا الى مرحلةٍ أكثر استقراراً وأمناً وأماناً ، ومعهم يجب أن نمضي الى نهاية مشروع الدولة المدنية الحديثة التي نبحث عنها جميعاً للخروج من النفق المظلم الذي أدخلنا فيه الطامعين بالسلطة والثروة والجاه والمنصب .
أولئك الوزراء وعلى رأسهم احمد عبيد بن دغر ومهما اختلفنا معه شخصياً او مع بعض أعضاء الحكومة  ما زالوا هم الأمل الذي عقد الشعب عليهم أمله ونرجو لهم النجاح لأن نجاحهم هو نجاح للوطن أرضاً وإنسانا .
لا يمكن أن أجزم أن كل الوزراء في حكومة بن دغر هم من المخلصين الذين لا يحملون هماً سوى الوطن ، ولا أجزم أيضاً أن البعض من أعضاء حكومته قد سخر روحه وبدنه لخدمة القضايا التي أوكلت اليه من قبل الأب رئيس الجمهورية كمسؤولية على عاتقهم ، لأني كغيري أرى أن الخلل قائم في بعض الوزارات ولكن للمرحلة حكمها وغض الطرف في أحيانٍ كثيرة يكون من حسن الفطن فالوضع لا يحتمل الكثير من المهاترات التي لا تجدي نفعاً لأحد . 
المهم أن التحركات الأخيرة كانت ذات وقع إيجابي على قلوب الكثير من أبناء اليمن وأكدت لنا أن الجهد إن بذله المسؤولون فسنجني ثماره عاجلاً أم آجلا ً ، كما أن تلك التحركات أيضاً أظهرت ذلك الوجه الجميل للوزراء الذي تعرضوا للحادث وكيف أنهم أصروا على مواصلة المشوار الى وجهتهم لتحقيق ولو نص أهداف تلك التحركات ، 
والحمد لله على سلامتهم جميعاً ولهم منا كل التقدير .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي